نتنياهو: لن أطلب العفو بشروط الإدانة

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن محاكمته بتهم الفساد “تضر بالمصالح الأميركية والإسرائيلية على حد سواء”، وذلك في مقابلة مع المذيعة الأسترالية إيرين مولن. وأضاف نتنياهو أن هذه المحاكمة “عبثية تماما” حيث يقضي ثلاثة أيام أسبوعيا في المحكمة، بينما يخوض حربا ويحاول توسيع نطاق السلام.
وأثار طلب الرئيس الأميركي دونالد ترامب العفو عن نتنياهو انقساما حادا داخل إسرائيل، حيث اعتبر المعارضون هذا الطلب بمثابة تدخل أميركي “سافر” في الشأن الداخلي الإسرائيلي. يأتي هذا الطلب في وقت يُحاكم فيه نتنياهو بتهم الفساد في ثلاث قضايا معروفة إعلاميا بـ”الملفات 1000 و2000 و4000″.
انقسام داخلي
ويرى المعارضون أنه لا يوجد سبب لوقف إجراءات محاكمة نتنياهو، وأن عليه الإقرار بالذنب في حال أراد الحصول على عفو من الرئيس إسحاق هرتسوغ. في المقابل، دافع أعضاء من حزب الليكود عن نتنياهو، معتبرين أن التهم الموجهة إليه “ملفقة”، ودعوا الرئيس الإسرائيلي إلى الاستجابة لطلب ترامب.
من جهتها، اعتبرت صحيفة “هآرتس” أن رسالة ترامب تمثل “تدخلا غير لائق في الشؤون الداخلية لدولة ذات سيادة”. وشددت الصحيفة على أن “النظام القضائي الإسرائيلي هو الجهة الوحيدة المخولة باتخاذ القرار في قضية نتنياهو”.
محمية أميركية
وأضافت الصحيفة “بعد منح إسرائيل الضوء الأخضر لضرب المنشآت النووية الإيرانية، وبعد المساعدة في إطلاق سراح الرهائن، يبدو أنه (ترامب) ينظر إلى إسرائيل على أنها محمية أميركية”. ويسعى الآن إلى إنقاذ نتنياهو من عواقب القانون.
الحركة من أجل جودة الحكم في إسرائيل، وهي منظمة أهلية، وصفت طلب ترامب بأنه “ضغط سياسي غير قانوني يُلحق ضررا بالغا بالمبادئ الديمقراطية”. وطالبت بضرورة استمرار الإجراءات الجنائية ضد نتنياهو دون أي تدخل سياسي.
نتنياهو يستحق التبرئة
في المقابل، جدد وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير دعمه لنتنياهو، وكتب عبر منصة إكس “التهم الملفقة والدنيئة ضد رئيس الوزراء تحولت منذ زمن إلى لائحة اتهام ضد الادعاء نفسه، الذي تتكشف افتراءاته وجرائمه يوميا في المحكمة”.
من جهتها، قالت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية إن “العفو الرئاسي غير ممكن في هذه المرحلة من المحاكمة”. وأوضحت أن العفو “لا يصدر إلا قبل بدء الإجراءات أو بعد النطق بالحكم، وكلاهما ليس في المرحلة الحالية من المحاكمة”.
نهاية مسيرته السياسية
ورأت أن مثل هذه الصفقة “من وجهة نظر نتنياهو غير قابلة للتنفيذ، لأنها ستُنهي مسيرته السياسية فعليا”. ويُحاكم نتنياهو في ثلاث قضايا فساد تتعلق بتلقي هدايا ثمينة من رجال أعمال، والتفاوض مع ناشر صحيفة للحصول على تغطية إعلامية إيجابية، وتقديم تسهيلات لموقع إخباري مقابل دعم إعلامي.
وفي الختام، يبقى مصير نتنياهو السياسي معلقا على إجراءات المحاكمة والقرارات الرئاسية. ومن المتوقع أن يستمر الجدل حول العفو الرئاسي وآثاره على المشهد السياسي الإسرائيلي في الأيام المقبلة.





