آيات من القرآن الكريم عن حفظ اللسان
يعتبر اللسان من أعظم نعم الله على الإنسان، فهو وسيلة للتواصل والتعبير عن الأفكار والمشاعر. لكن في الوقت ذاته، قد يكون سببًا في الكثير من المشكلات إذا لم يتم التحكم فيه. لذلك، أولى الإسلام اهتمامًا كبيرًا لحفظ اللسان وتوجيهه نحو الخير، وقد وردت في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تحث على ضبط الكلام وتجنب القول الباطل والفاحش.
**أهمية حفظ اللسان في الإسلام:**
اللسان هو أداة قوية يمكن أن تُستخدم لبناء العلاقات وتحقيق السلام، أو لتدميرها ونشر الفتنة. لذلك، دعا الإسلام إلى التحكم في اللسان وعدم التفوه إلا بالكلام الحسن. قال الله تعالى في سورة ق:
> “مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ” (ق: 18).
هذه الآية تذكرنا بأن كل كلمة ننطق بها محسوبة ومسجلة، مما يشير إلى أهمية التفكر قبل التحدث.
**آيات عن حفظ اللسان:**
- **القول الحسن:**
قال الله تعالى في سورة الإسراء:
> “وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ” (الإسراء: 53).
تأمر هذه الآية المؤمنين بأن يختاروا أحسن الكلمات عند الحديث مع الآخرين، فالكلمة الطيبة تبني جسور المحبة وتقلل من النزاعات.
- **تجنب الغيبة والنميمة:**
حذر الله تعالى في سورة الحجرات من الغيبة فقال:
> “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ” (الحجرات: 12).
الغيبة هي ذكر الشخص بما يكره في غيابه، وهي من الكبائر التي حذر منها القرآن لما تسببه من أذى نفسي وتفكك اجتماعي.
- **الوفاء بالوعد وضبط اللسان:**
يقول الله في سورة المائدة:
> “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ” (المائدة: 1).
الوفاء بالوعد من علامات حفظ اللسان، فلا ينبغي للمؤمن أن يقول ما لا يفعل أو يعاهد ثم يخلف.
**خاتمة:**
حفظ اللسان هو من أعظم العبادات وأهم مظاهر التقوى. فعندما يلتزم الإنسان بالكلمة الطيبة ويتجنب القول الباطل، ينال رضا الله ويحقق السكينة في نفسه ومجتمعه. فلنتذكر دائمًا قول الله تعالى:
> “مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ” (ق: 18).