الكندري: التطورات التقنية أحدثت تأثيراً بالغاً على النظام الاجتماعي للأسرة

ثامر السليم
أكد القائم بأعمال مدير مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية بجامعة الكويت د.يعقوب الكندري أن تقنيات الاتصال والمعلومات لعبت دورا تفاعليا بارزا على الإنسان وظهر الكثير من الأعراض الاجتماعية والنفسية نتيجة لهذا التفاعل بين التكنولوجيا والسلوك الإنساني.
جاء ذلك خلال افتتاح المؤتمر الـ44 بعنوان «قضايا الأسرة العربية والخليجية في ظل التحول الرقمي» يوم امس الاثنين تحت رعاية وزارة الداخلية ومركز دراسات الخليج والجزيرة العربية بجامعة الكويت والمنظمة الدولية لتمكين المرأة وبناء القدرات «تمكين»، وذلك على مسرح الشيخ عبدالله الجابر بجامعة الكويت بالشويخ.
وأضاف د.الكندري أن القضايا الاجتماعية محل البحث في المؤتمر تلامس أبرز الأدوات والمتغيرات التي أثرت ومازالت تؤثر على الأسرة والمتمثلة في استخدامات التكنولوجيا والمعلومات والتحولات التي طرأت على التقنيات الرقمية.
وبين د.الكندري أنه مع بداية عصر المعلومات والتواصل بدأ التأثير الواضح للتكنولوجيا على الأسرة والعلاقات الأسرية كذلك على الجوانب الاجتماعية النفسية تحديدا، فبدأت شبكة المعلومات تدخل في كل بيت وأثرت على الحياة الأسرية في منتصف تسعينيات القرن الماضي عندما سمي عام 1995 بـ«عام الإنترنت».
وأشار د.الكندري إلى أن التقنيات أخذت تتصاعد وتتطور إلى أن ظهرت شبكات التواصل الاجتماعي التي أصبحت مؤثرة بوضوح ويتم تداولها بشكل فاعل وكبير لاسيما بعد التحديثات التي طرأت على استخدامات الهاتف الذكي الذي جمع بين القدرة على التواصل التقني والمعلوماتي متخطيا حدود المكان والزمان.
وأكد أن هذه التطورات التقنية أحدثت تأثيرا بالغا على النظام الاجتماعي للأسرة التي تعتبر نواة المجتمع ولبنتها الأولى مما جعل الأسرة في مواجهة هذه التحديات والتطورات وتأثرت بها بشكل كبير وأدت إلى بروز إحدى أبرز المشكلات التفاعلية وهي زيادة معدلات عدم الاستقرار الأسري وظهور العديد من الأعراض النفسية والاجتماعية والتي جاءت هذه التكنولوجيا عاملا رئيسا لها كما أوضحتها الدراسات الاجتماعية والنفسية والسلوكية.
وأعرب الكندري عن التطلع لأن يساهم هذا اللقاء العلمي في تسليط الضوء على أبرز القضايا التقنية وعلاقتها بالأسرة الخليجية والعربية من خلال إبراز بعض الدراسات والبحوث والتجارب في هذا الجانب التي نطمح من خلالها إلى الخروج ببعض التوصيات المناسبة التي سنسعى إلى تفعيلها.
واستذكر د.الكندري بكل فخر ما تقوم به الاسرة والبيت الفلسطيني في غزة من مقاومة للكيان الصهيوني الغاشم، موضحا أنه كم من اسرة نالها شرف الشهادة وكم من أب وأم خلفا صغارا أيتاما على الرغم من ما يقوم به الاعلام الغربي من تضليل في نقل المعلومات عن الاحداث.
بدورها، قالت الأمينة العامة لمنظمة «تمكين المرأة وبناء القدرات» د.تغريد الحجلي إن المؤتمر يهدف إلى إلقاء الضوء على قضايا التحول الرقمي والطفولة وكبار السن والمسؤولية الاجتماعية للقطاع الخاص وتحديات الأسرة في مواجهة الإدمان الرقمي.
وأكدت الحجلي ضرورة الالتفات إلى مستقبل الأسرة العربية والهوية الثقافية للأسر وسط هذا التحول الرقمي وصولا إلى رؤى جديدة لقضايا الأسرة وطرح الإشكاليات لإيجاد الحلول المناسبة. ويتضمن المؤتمر على مدى 3 أيام 6 جلسات رئيسية تتناول قضية التحول الرقمي والتكنولوجيا وعلاقتها بالأسرة علاوة على 21 ورشة عمل يقدمها باحثون ومختصون ويتخلل المؤتمر معرض توعوي بمشاركة جهات ومؤسسات مختلفة.