أحد آباء الذكاء الاصطناعي يترك “ميتا” ليؤسس شركته الخاصة

أعلن يان ليكون، أحد الشخصيات البارزة في مجال الذكاء الاصطناعي والرئيس السابق لقسم الذكاء الاصطناعي في شركة ميتا، عن استقالته من منصبه لإطلاق شركته الخاصة المتخصصة في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي. يأتي هذا القرار بعد فترة قضاها ليكون في قيادة جهود ميتا في هذا المجال، ويشير إلى تحول استراتيجي محتمل داخل الشركة العملاقة. وقد أعلنت ميتا عن تعاونها مع شركة ليكون الجديدة، دون الخوض في تفاصيل هذا التعاون.
جاء إعلان ليكون عبر منشور على صفحته الرسمية على فيسبوك، وأكد فيه نيته التركيز على تطوير أنواع مختلفة من الذكاء الاصطناعي بعيدًا عن النماذج اللغوية الكبيرة التي اكتسبت شعبية واسعة مؤخرًا. هذا التطور يثير تساؤلات حول مستقبل قسم الذكاء الاصطناعي في ميتا، ويأتي في أعقاب تغييرات هيكلية وإعادة تنظيم داخلي للقسم.
تحولات في قسم الذكاء الاصطناعي في ميتا
تعتبر مغادرة ليكون بمثابة علامة أخرى على التغيرات التي يشهدها قسم الذكاء الاصطناعي في ميتا. فقد قامت الشركة في الأشهر الأخيرة بتعيين واستقطاب عدد كبير من الكفاءات المتميزة في هذا المجال، ولكنها بدأت تشهد مغادرة تدريجية لبعض هذه الكفاءات. يشير التحليل إلى أن هذه المغادرات قد تكون مرتبطة بالمكافآت الكبيرة التي قدمها مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لميتا، للموظفين الجدد، مما أثار استياء الموظفين القدامى.
إعادة الهيكلة الداخلية
قامت ميتا مؤخرًا بإعادة هيكلة قسم الذكاء الاصطناعي الخاص بها، وتقسيمه إلى أربعة فرق منفصلة، لكل منها مدير ورؤية خاصة بها. يهدف هذا التغيير إلى تعزيز الابتكار والتخصص في مجالات مختلفة من الذكاء الاصطناعي، ولكن قد يكون أيضًا أدى إلى بعض الارتباك وعدم الاستقرار. بالإضافة إلى ذلك، يشير هذا التحول إلى رغبة ميتا في تنويع استثماراتها في مجال التعلم الآلي، بدلاً من التركيز بشكل حصري على النماذج اللغوية.
يأتي قرار ليكون بالاستقالة في سياق نقاش أوسع حول مستقبل الذكاء الاصطناعي. يُعرف ليكون بانتقاداته اللاذعة للنماذج اللغوية الكبيرة، ويعتقد أنها ليست الحل الأمثل لجميع تحديات الذكاء الاصطناعي. ويركز بدلاً من ذلك على تطوير نماذج ذكاء اصطناعي تتفاعل مع العالم المادي وتستخدم البيانات الحسية لتحسين دقة التنبؤات واتخاذ القرارات.
التركيز على البيانات الحسية
تسعى شركة ليكون الجديدة إلى تطوير الذكاء الاصطناعي الذي يعتمد على البيانات الحسية – مثل الصور والأصوات ومقاييس الحركة – لفهم العالم من حوله بشكل أفضل. يؤمن ليكون بأن هذا النهج سيمكن من بناء أنظمة ذكاء اصطناعي أكثر قوة ومرونة، وقادرة على حل المشكلات المعقدة في مجالات متنوعة مثل الروبوتات والمركبات ذاتية القيادة والرعاية الصحية. يأتي هذا في مقابل الاعتماد الكامل على البيانات النصية التي تعتمد عليها النماذج اللغوية الكبيرة.
من جانبه، أعلن متحدث باسم ميتا أن الشركة ستواصل دعم ليكون في مساعيه الجديدة، وأنها تتطلع إلى التعاون معه في المستقبل. ومع ذلك، لم يتم الكشف عن طبيعة هذا التعاون، ولا عن نطاقه، ولا عن المدة الزمنية المتوقعة له.
يعكس هذا التغيير التحول الأوسع في صناعة التكنولوجيا، حيث تتجه الشركات الكبرى إلى الاستثمار في مجالات الذكاء الاصطناعي المتخصصة. إن مستقبل ميتا في مجال الذكاء الاصطناعي لا يزال غير واضح، ولكن من المؤكد أن مغادرة ليكون تمثل نقطة تحول هامة للمستقبل. من المتوقع أن يشهد هذا القطاع مزيدًا من التغييرات والتحولات في الأشهر والسنوات القادمة.
في الوقت الحالي، يترقب المراقبون تفاصيل التعاون بين ميتا وشركة ليكون الجديدة، بالإضافة إلى التغييرات الإضافية التي قد تطرأ على الهيكل التنظيمي لقسم الذكاء الاصطناعي في ميتا. كما يراقبون تطورات النماذج اللغوية الكبيرة وغيرها من التقنيات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، من أجل تقييم مستقبل هذا المجال وتأثيره على مختلف جوانب حياتنا.





