من يسبق من.. توسيع دائرة الحرب أم جولة بلينكن لاحتوائها؟

ما بين استمرار الحرب على غزة، والمخاوف من توسيع رقعتها لتطال جبهة لبنان، والجهود الدبلوماسية لتطويقها، يشتد السباق لمحاولة إيجاد حل إقليمي دولي.
يتضمن وقفاً لإطلاق النار في غزة، ومحاولة إبرام اتفاقيات دولية تمنع نشوب الحرب مرة أخرى، وبالتوازي مع ذلك، تضغط كافة الأطراف العربية والدولية لوقف الحرب الطاحنة، وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني، وإنهاء حصار غزة من خلال فتح الحدود والمعابر، وتسريع وتيرة إدخال المساعدات الإغاثية للسكان والنازحين.
وفيما يراهن الجانب الإسرائيلي على الدعم المطلق واللا محدود من الولايات المتحدة الأمريكية، فإن الفلسطينيين، لن يقبلوا بأية حلول أو مقترحات، دون تنفيذ خطوات على الأرض، من شأنها تلبية مطالبهم.
علماً بأن واشنطن، لم تطلب حتى الآن من إسرائيل، وقف غاراتها على غزة، ولم تعلن عن تقديم تسهيلات، لتحسين الظروف المعيشية للشعب الفلسطيني، التي تدهورت كثيراً، نتيجة لانقطاع العمال الفلسطينيين عن أعمالهم داخل الخط الأخضر، وعدم تلقي الموظفين رواتبهم بشكل منتظم، نتيجة للأزمة الاقتصادية الخانقة التي تمر بها فلسطين.
ويزور وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن المنطقة، لتعبيد الطريق أمام مسار سياسي، يوقف الحرب، لكن من وجهة نظر مراقبين، فحتى موعد وصوله إلى كل من تل أبيب ورام الله، لا يمكن لأحد، أن يتنبأ إلى أين ستنتهي الأمور في المواجهة الحالية بين الفلسطينيين وإسرائيل، والتي تتزامن مع معطيات كثيرة، من أبرز ملامحها توسيع رقعة الحرب لتطال دولاً أخرى في الإقليم وفي مقدمتها لبنان واليمن وسوريا والعراق.
وترمي الأحداث المتسارعة في غزة والتطورات المترابطة في الجنوب اللبناني، إلى مضامين عدة، قد يكون من بينها التمهيد لمواجهة صعبة خصوصاً بعد اغتيال إسرائيل القيادي في حركة حماس صالح العاروري، والمسؤول في ميليشيا حزب الله وسام الطويل، وربما تتدحرج كرة التصعيد، لتطال مدن الضفة الغربية والقدس، وهذا ما أشرت عليه الأيام الأخيرة، وإلى أن يحقق أحد طرفي الحرب أهدافه، أو تتوفر إرادة دولية قادرة على وقف الحرب، فستبقى المواجهة مرشحة للاستمرار.
تأسيساً على ما تقدم، يرجح الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري أن تعمد الإدارة الأمريكية إلى عقد اجتماعات عدة، مع مسؤولين في الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وأطراف شرق أوسطية أخرى، لاستعادة الهدوء والاستقرار، والحيلولة دون جر الأوضاع إلى تصعيد أكبر.
لافتاً إلى أن الصراع الحالي مرتبط إلى حد كبير بلاعبين محليين وإقليميين ودوليين، ودليل ذلك فتح جبهات في كل من لبنان واليمن وسوريا والعراق، فضلاً عن دعم إيراني وروسي وصيني، وهذا يؤثر بقوة في مجريات الحرب ونتائجها.
وبرأي المصري، فطالما يعتقد كل طرف بأنه الأقوى والأقدر على تحقيق الانتصار، فإن الجهود السياسية وجولة بلينكن، ستواجه مطبات عدة، وحتى لو تبنى مجلس الأمن الدولي قراراً بوقف الحرب، فبمقدور الطرفين «حماس وإسرائيل» رفض القرار طالما لا يحظى بإجماع دولي.
واستناداً إلى رأي الكاتب والمحلل السياسي، محمـد الشريف، فمن الصعوبة بمكان أن تثمر جولة بلينكن عن وقف الحرب، وربما لا تحمل معها جديداً يختلف عن جولاته الأربع السابقة التي بدأها مع الأيام الأولى للقتال، وخصوصاً في ظل الموقف الأمريكي المنحاز للمصالح الأمريكية الإسرائيلية المشتركة.
يوالي الشريف: يبدو الشارع الفلسطيني، فاقداً للأمل، بحدوث أي تقدم في مسار وقف الحرب في الوقت الراهن، ودون أن يحمل بلينكن، حلولاً جذرية، تنهي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وفقاً لحل الدولتين، الذي تنادي به الإدارة الأمريكية، فلن تكون جولته رمزية.