أكبر احتيال ضريبي في التاريخ الأمريكي ينتهي بـ750 مليون دولار.. ما قصته؟ – أخبار السعودية

توصل ورثة الملياردير الأمريكي روبرت بروكمان إلى تسوية تاريخية مع مصلحة الضرائب الأمريكية بقيمة 750 مليون دولار، لإنهاء دعوى قضائية تتعلق بـالتهرب الضريبي. تعتبر هذه التسوية الأكبر من نوعها في تاريخ الولايات المتحدة كقضية احتيال ضريبي فردية. وقد استمرت التحقيقات لسنوات، وكشفت عن شبكة معقدة من الحسابات الخارجية والشركات الوهمية التي استخدمها بروكمان لإخفاء ثروته.

جاءت التسوية بعد تحقيق مكثف من قبل السلطات الأمريكية، حيث اتهمت مصلحة الضرائب بروكمان، الذي توفي في أغسطس 2022، بإخفاء ما يقرب من 2 مليار دولار من الدخل على مدى عدة عقود. تضمنت الاتهامات استخدام حسابات مصرفية سرية في الخارج، وتجنب الإبلاغ عن هذه الحسابات، وتقديم معلومات كاذبة إلى السلطات الضريبية. تأتي هذه التسوية لتنهي النزاع المدني الذي كان يطالب بمبلغ يقارب المليار دولار بالإضافة إلى الفوائد والغرامات.

تفاصيل قضية التهرب الضريبي التاريخية

بدأت القضية في الظهور عندما كشفت تحقيقات مصلحة الضرائب الأمريكية عن أن بروكمان استخدم سلسلة من الصناديق الاستئمانية الخيرية والشركات الخارجية، خاصة في برمودا وسويسرا وجزر كايمان، لإخفاء أصوله ودخله. ووفقًا للتحقيقات، تم توجيه الأرباح الناتجة عن استثماراته في شركة Vista Equity Partners، وهي شركة أسهم خاصة، إلى هذه الكيانات لتجنب دفع الضرائب المستحقة.

استخدام أساليب معقدة لإخفاء الأصول

استخدم بروكمان، بحسب الادعاءات، خوادم حاسوب مشفرة وأسماء رمزية مرتبطة بالصيد للتواصل مع الأشخاص الذين يديرون إمبراطوريته المالية الخارجية. تهدف هذه الأساليب إلى إخفاء طبيعة المعاملات وتحديد هوية الأطراف المعنية، مما يجعل من الصعب على السلطات تتبع الأموال والكشف عن التهرب الضريبي.

في أكتوبر 2020، وجهت هيئة محلفين فدرالية لبروكمان 39 تهمة جنائية، بما في ذلك التهرب الضريبي، والاحتيال الإلكتروني، وغسل الأموال، وعدم الإفصاح عن حسابات أجنبية. وصفت وزارة العدل الأمريكية القضية بأنها “أكبر مخطط احتيال ضريبي فردي في تاريخ الولايات المتحدة”، مما يعكس حجم وتعقيد عمليات التهرب الضريبي المزعومة.

تزامنت هذه القضية مع تحقيق آخر يتعلق بروبرت سميث، مؤسس Vista Equity Partners، والذي توصل بدوره إلى اتفاق مع السلطات في عام 2020. وافق سميث على دفع 139 مليون دولار وتقديم المساعدة في التحقيق ضد بروكمان، مما ساهم في كشف المزيد من التفاصيل حول مخطط التهرب الضريبي.

تأثير التسوية على مصلحة الضرائب الأمريكية والمستثمرين

تعتبر هذه التسوية انتصارًا كبيرًا لمصلحة الضرائب الأمريكية، حيث تستعيد جزءًا كبيرًا من الأموال التي يُزعم أن بروكمان أخفاها. كما أنها تبعث برسالة قوية إلى الأفراد والشركات التي تحاول التهرب من دفع الضرائب، مفادها أن السلطات لن تتسامح مع هذه الممارسات وستلاحق المخالفين بكل حزم.

بالإضافة إلى ذلك، قد تؤدي هذه القضية إلى مراجعة شاملة لقواعد ولوائح الضرائب المتعلقة بالصناديق الاستئمانية الخيرية والشركات الخارجية. يهدف ذلك إلى سد الثغرات التي يمكن استغلالها للتهرب الضريبي، وضمان أن يتمكن الجميع من دفع حصتهم العادلة من الضرائب.

من ناحية أخرى، قد تثير هذه التسوية تساؤلات حول مدى شفافية الاستثمارات في صناديق الأسهم الخاصة، وما إذا كانت هناك حاجة إلى مزيد من الرقابة والإشراف على هذه الصناديق. قد يؤدي ذلك إلى تغييرات في طريقة تنظيم صناديق الأسهم الخاصة، وزيادة متطلبات الإفصاح عن المعلومات المالية.

تتكون التسوية من 456 مليون دولار تمثل ضرائب متأخرة، و294 مليون دولار تمثل غرامات وعقوبات. وقد أقرت محكمة الضرائب الأمريكية بالاتفاق، مما يجعله ملزمًا قانونًا لورثة بروكمان.

من المتوقع أن يتم دفع المبلغ المتفق عليه خلال الأشهر القادمة. ومع ذلك، لا تزال هناك بعض الجوانب القانونية التي تحتاج إلى حل، مثل تحديد كيفية توزيع المبلغ بين مختلف الدائنين.

يبقى أن نرى ما إذا كانت هذه القضية ستؤدي إلى المزيد من التحقيقات في قضايا التهرب الضريبي الأخرى التي تشمل أفرادًا وشركات ثرية. ومع ذلك، من الواضح أن مصلحة الضرائب الأمريكية أصبحت أكثر حزمًا في ملاحقة هذه القضايا، وأنها مستعدة لبذل كل ما في وسعها لاستعادة الأموال التي يُزعم أنها قد تم إخفاؤها.