أوكرانيا تتمسك بسيادتها وأوروبا تؤكد عدم استلام خطة السلام الأميركية

أكدت السلطات الأوكرانية تمسكها بسيادتها وثوابتها التفاوضية إزاء أي مبادرة سلام مقترحة، بينما أعلنت مصادر أوروبية عدم استلام الخطة الأميركية الخاصة بدعم أوكرانيا بشكل رسمي حتى الآن. يأتي هذا التطوّر في ظلّ جهود دولية متواصلة للتوصل إلى حلّ للأزمة المستمرة، مع استمرار القصف والاشتباكات في مناطق مختلفة من البلاد.
وشدد أمين مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني رستم أوميروف، على أن كييف “تعبّر بوضوح” عن موقفها في أي عملية سلام تهدف إلى إنهاء الحرب مع روسيا. وأضاف أوميروف أن أي قرارات “لا يجب أن تقوّض سيادة أوكرانيا وأمنها”، مؤكداً على أهمية الحفاظ على وحدة الأراضي الأوكرانية ومستقبلها المستقل.
المفاوضات حول أوكرانيا: موقف متضارب وتأكيدات على السيادة
جاءت تصريحات أوميروف عقب اجتماعه في كييف بوفد أميركي برئاسة وزير الجيش الأميركي دان دريسكول، بحثا خلاله جهود السلام التي تدعمها الولايات المتحدة. وأفادت كييف أنها تسلّمت من واشنطن “مشروع خطة” لإنهاء الحرب، وأبدت استعدادها للعمل معها بـ”شكل بنّاء” لتقييم المقترحات المطروحة.
بدوره، أعلن رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا ورئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين أن الاتحاد الأوروبي لم يتسلم رسميا أي خطة أميركية مفصلة تتعلق بأوكرانيا حتى هذه اللحظة. ومن المتوقع أن يتم بحث هذه المسألة خلال قمة مجموعة العشرين التي ستعقد في مدينة جوهانسبرغ.
وأضافت فون دير لاين أنها ستجري اتصالا بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لمناقشة تفاصيل المقترح الأميركي. ومن المرجح أن تركز المحادثات على الضمانات الأمنية المحتملة التي يمكن تقديمها لأوكرانيا في إطار أي اتفاق سلام.
الضمانات الأمنية: محور أساسي في أي تسوية
وبحسب تقرير لموقع أكسيوس، فإن مسودة الاتفاق المقترحة تتضمن التزاما أميركيا أوروبيا بتقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا مشابهة لتلك التي توفرها عضوية حلف شمال الأطلسي (الناتو). تهدف هذه الضمانات إلى ردع أي عدوان روسي مستقبلي وتقديم الدعم اللازم لأوكرانيا في حالة وقوع هجوم.
هذا البند يمثل نقطة خلاف محتملة، حيث تسعى روسيا إلى منع انضمام أوكرانيا إلى الناتو وتقييد نفوذ الغرب في المنطقة. وتعتبر موسكو توسع الناتو تهديدا لأمنها القومي.
التصعيد الميداني وآخر المستجدات
ميدانيا، أعلنت خدمات الطوارئ الأوكرانية مقتل 5 أشخاص وإصابة 3 آخرين نتيجة قصف روسي استهدف مدينة زاباروجيا جنوب البلاد. وتتواصل عمليات البحث والإنقاذ لتقييم الأضرار وتحديد عدد الضحايا النهائي.
إلى ذلك، أعلنت روسيا عن سيطرتها على مدينة كوبيانسك شمال شرق أوكرانيا، وهي مدينة شهدت اشتباكات عنيفة خلال الأسابيع الماضية. ويُعد هذا التقدم الروسي بمثابة مكسب استراتيجي لموسكو، حيث يتيح لها تعزيز سيطرتها على منطقة دونباس.
وخلال زيارته لإحدى نقاط القيادة العسكرية، أفاد رئيس هيئة الأركان الروسية فاليري غيراسيموف بأن القوات الروسية تواصل توسيع نطاق سيطرتها في منطقتي دنيبروبيتروفسك وزاباروجيا. وأكّد غيراسيموف على تحقيق تقدم ملحوظ في هاتين الجبهتين خلال الفترة الأخيرة.
مع استمرار الأزمة، يتزايد الضغط الدولي للتوصل إلى حل تفاوضي يضمن السلام والأمن في المنطقة. ومع ذلك، لا تزال العقبات كبيرة، وتشمل الخلافات حول الضمانات الأمنية، ووضع المناطق المتنازع عليها، ومسألة المساءلة عن الجرائم المرتكبة خلال الحرب. ومن المتوقع أن تشهد الأيام القادمة مزيدا من الجهد الدبلوماسي، مع التركيز على تنسيق المواقف بين الأطراف المعنية وإيجاد أرضية مشتركة للبدء في مفاوضات جادة. الوضع في أوكرانيا يبقى متقلباً ويتطلب مراقبة دقيقة للتطورات الميدانية وجهود السلام.




