إسرائيل تعلن مقتل الضيف وتؤكد استعدادها الكامل لكل السيناريوهات
تسارعت التطورات في المنطقة بشكل لافت على أكثر من صعيد، ففيما أعلنت إسرائيل مقتل محمد الضيف قائد كتائب عزالدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، توالت ردود الأفعال على اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، والقيادي في حزب الله فؤاد شكر، وسط مخاوف من أن يؤدي الواقع الراهن إلى تدهور خطير للأوضاع في المنطقة ووصولها نقطة التصعيد الشامل.
وأكد الجيش الإسرائيلي، أمس، في بيان، أن محمد الضيف قتل في ضربة جوية إسرائيلية على غزة الشهر الماضي.
وقال البيان: «يعلن جيش الدفاع الإسرائيلي أنه في 13 يوليو 2024، قصفت طائرات مقاتلة تابعة للجيش منطقة خان يونس، وبعد تقييم استخباراتي، يمكن تأكيد القضاء على محمد الضيف في الغارة». وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف جالانت، إن مقتل الضيف يشكل علامة فارقة في هدف إسرائيل المتمثل في تدمير الجناح العسكري لحماس، مضيفاً: «حماس تتفكك. قد يستسلم مقاتلو حماس أو يتم القضاء عليهم».
بالمقابل، قال عضو المكتب السياسي لحماس عزت الرشق، إن تأكيد أو نفي مقتل أي من قيادات القسام هو شأن قيادة كتائب القسام وقيادة الحركة.
وفي أعقاب اغتيال إسماعيل هنية، وفؤاد شكر، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، أن إسرائيل في مستوى عالٍ جداً من الاستعداد لأي سيناريو سواء دفاعي أو هجومي.
وقال في بيان: «إسرائيل في مستوى عالٍ جداً من الاستعداد لأي سيناريو، سواء دفاعي أو هجومي.. سيترتب على أي اعتداء علينا ثمن باهظ جداً أولئك الذين يهاجموننا، سنهاجمهم رداً على ذلك». على صعيد متصل، قال ناطق باسم الحكومة الإسرائيلية، إن إسرائيل مستعدة لأي احتمال، مضيفاً أن مرتكب أي هجوم على إسرائيل سيتكلف ثمناً باهظاً جداً.
تجنب التصعيد
وفي أول رد فعل أمريكي على التطورات، ناشد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، جميع الأطراف تجنب أي تصعيد قد يدفع المنطقة إلى مزيد من الصراع. وقال بلينكن إن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس هو السبيل الوحيد لوقف دائرة العنف والمعاناة. وناشد دول المنطقة اتخاذ الخيارات الصحيحة في الأيام المقبلة.
قلق دولي بدورهم، أعرب العديد من أعضاء مجلس الأمن الدولي، عن قلقهم إزاء مخاطر اتساع نطاق النزاع بعد اغتيال هنية. وأعربت أغلبية الدول الأعضاء في المجلس، عن مخاوفها من اتساع رقعة النزاع في المنطقة.
وقبيل انعقاد المجلس، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن قلقه من عمليتي الاغتيال. وحذر غوتيريش من أن ما حدث في طهران وقبلها في الضاحية الجنوبية لبيروت يمثل تصعيداً خطراً، مضيفاً: «ينبغي على المجتمع الدولي أن يعمل سوياً بشكل عاجل لمنع أي عمل يمكن أن يدفع الشرق الأوسط بأكمله إلى الفراغ، مع ما لذلك من آثار مدمرة على المدنيين».
ضرورة تهدئة
كما أعرب وزيرا الخارجية والدفاع البريطانيين، ديفيد لامي، وجون هيلي، عن قلقهما من احتمال تدهور الأوضاع في المنطقة، وشددا على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة، وذلك خلال لقائهما وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عبدالله بوحبيب.
وأعرب لامي عن شكوكه في إمكان التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وعن قلقه من أن يؤدي سوء حسابات الأطراف كافة إلى جر المنطقة لمزيد من التصعيد. من جهته أعرب الوزير بوحبيب، عن تقديره لزيارة الوفد البريطاني.
وشدد بوحبيب على أهمية التطبيق الكامل للقرار 1701 باعتباره المفتاح الأساس لعودة الهدوء إلى جنوب لبنان، محذراً من خطر الانزلاق إلى حرب شاملة في حال لم تقم الدول المؤثرة القريبة والصديقة لإسرائيل بالضغط عليها لخفض التصعيد ولجمها عن اللجوء إلى الخيار العسكري غير المسؤول.
انتهاك سيادة
بدوره، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، أن إسرائيل انتهكت السيادة اللبنانية واعتدت على أرضنا مخالفة القوانين الدولية وتعتدي يومياً على المدنيين بشكل سافر. وقال ميقاتي خلال استقباله لامي وهيلي في بيروت، إن الحل لن يكون إلا سياسياً عبر تطبيق القرارات الدولية بما فيها القرار 1701، داعياً بريطانيا والمجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل.
استعداد
كما جدد رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، التأكيد أن لبنان لا يريد الحرب، لكنه في نفس الوقت مستعد للدفاع عن نفسه. ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام عن بري قوله، إنه على مدى أشهر كانت مساعيه وجهوده مع كافة الدول المهتمة بلبنان، الوصول للظروف التي تسمح بتطبيق القرار الأممي 1701 الذي التزم به لبنان منذ اليوم الأول لإقراره.
والذي نرى الفرصة لتطبيقه بوقف دائم للعدوان على قطاع غزة أو من خلال هدنة لأسابيع. وأشار إلى أن الغطرسة الإسرائيلية الأخيرة برفضها لكل الطروحات والإمعان في سياسة خرق قواعد الاشتباك والاغتيالات تجر المنطقة نحو مخاطر لا تحمد عقباها.
انتقاد وقلق
وفي سلسلة ردود الأفعال الدولية، عقب مقتل هنية، دعا الناطق باسم الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل إلى الالتزام بأقصى درجات ضبط النفس، حيث لن تستفيد أي دولة من زيادة التصعيد في الشرق الأوسط، وفي المنطقة على نطاق أوسع.
كما اعتبرت حكومة جنوب أفريقيا أن اغتيال هنية يهدد بمزيد من الاضطرابات في الشرق الأوسط. وقالت وزارة العلاقات الدولية والتعاون في جنوب أفريقيا في بيان: «تشعر جنوب أفريقيا بالقلق من أن يؤدي اغتيال ..هنية والاستهداف المستمر للمدنيين في غزة إلى تفاقم الوضع المتوتر بالفعل في المنطقة بأكملها». وعبرت حكومة سنغافورة عن قلقها العميق إزاء التطورات في الشرق الأوسط، بما في ذلك مقتل هنية.