أعرب قادة العالم عن صدمتهم وحزنهم العميقين إثر الهجوم المسلح الذي استهدف احتفالًا يهوديًا في شاطئ بوندي بسيدني، أستراليا، يوم الأحد، والذي أسفر عن مقتل 11 شخصًا على الأقل وإصابة العشرات. وقد أثار هذا الهجوم، الذي يأتي في أول أيام عيد حانوكا، إدانات واسعة النطاق وتأكيدًا على ضرورة مكافحة معاداة السامية والكراهية بجميع أشكالها. وتتزايد المخاوف من تأثير هذا الحادث على المجتمعات اليهودية حول العالم.
وقع الهجوم في منطقة بوندي الشهيرة، وهي مركز للمجتمع اليهودي في سيدني. ووفقًا للتقارير الأولية، فتح مسلح النار على المشاركين في الاحتفال، مما أدى إلى حالة من الذعر والفوضى. وقد فرضت السلطات الأسترالية إجراءات أمنية مشددة في جميع أنحاء البلاد، وبدأت تحقيقًا مكثفًا لتحديد هوية الجناة ودوافعهم.
ردود الفعل الدولية على الهجوم
أعرب رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي عن حزنه العميق، ووصف الهجوم بأنه “عمل وحشي” يستهدف قيم التسامح والتعايش. وأكد أن الحكومة ستعمل بلا كلل لضمان سلامة وأمن جميع المواطنين، وخاصة أفراد المجتمع اليهودي. وأضاف أن الشرطة والأجهزة الأمنية تعمل على تحديد أي صلة محتملة بين الجناة وأي جماعات متطرفة.
تصريحات من قادة العالم
توالت الإدانات من مختلف دول العالم. فقد قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إن “الولايات المتحدة تقف إلى جانب أستراليا في هذه اللحظة الصعبة”، مؤكدًا أن “لا مكان لمعاداة السامية في هذا العالم”. كما أعرب عن تعازيه لعائلات الضحايا.
من جانبه، أعرب رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر عن صدمته بالهجوم، ووصفه بأنه “عمل مروع”. وأضاف أن “المملكة المتحدة تقدم التعازي لكل من تأثر بهذا الحادث المأساوي”.
وأكد رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو أن “الهجوم يثبت مرة أخرى أن معاداة السامية تشكل تهديدًا حقيقيًا للمجتمعات اليهودية في جميع أنحاء العالم”. ودعا إلى اتخاذ إجراءات حاسمة لمكافحة هذه الظاهرة البغيضة. وأشار إلى أن الهجوم يأتي في أعقاب تصاعد في الخطاب المعادي للسامية في العديد من الدول.
كما أعربت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين عن صدمتها وحزنها العميقين، مؤكدة أن “أوروبا تقف مع أستراليا واليهود في كل مكان”. وأدانت الهجوم بشدة، ودعت إلى الوحدة في مواجهة الكراهية والعنف.
وقد أعربت المفوضية الأفريقية عن رفضها للإرهاب بجميع أشكاله، مؤكدة أن “هناك حاجة إلى جهود عالمية مشتركة لمكافحة هذه الظاهرة”. وأدانت الهجوم، وأعربت عن تعازيها لعائلات الضحايا.
وأعرب رئيس وزراء السويد أولف كريسترشون عن صدمته بالهجوم، مؤكدًا أن “السويد تقف إلى جانب أستراليا في هذه اللحظة الصعبة”. ودعا إلى مكافحة انتشار معاداة السامية.
وأعرب وزير خارجية إسبانيا خوسيه مانويل ألباريس بوينو عن صدمته بالهجوم، مؤكدًا أن “إسبانيا تقف مع أستراليا في مواجهة هذه المأساة”. وأدان الهجوم بشدة، ودعا إلى الوحدة في مواجهة الكراهية والعنف.
تداعيات الهجوم وتأثيره على الأمن
يثير هذا الهجوم تساؤلات حول فعالية الإجراءات الأمنية المتخذة لحماية المجتمعات اليهودية حول العالم. وتشير التقارير إلى أن هناك زيادة في حوادث العنف والكراهية ضد اليهود في السنوات الأخيرة، مما يتطلب اتخاذ تدابير أكثر صرامة. وتشمل هذه التدابير زيادة الدوريات الأمنية حول المعابد والمراكز اليهودية، وتعزيز التعاون بين أجهزة الاستخبارات لمكافحة التطرف.
بالإضافة إلى ذلك، يثير الهجوم مخاوف بشأن تأثير الخطاب المتطرف على الرأي العام. وتشير الدراسات إلى أن انتشار الخطاب المعادي للسامية على الإنترنت ووسائل الإعلام يمكن أن يؤدي إلى تطبيع الكراهية والعنف. لذلك، هناك حاجة إلى بذل جهود مكثفة لمواجهة هذا الخطاب، وتعزيز قيم التسامح والتعايش.
من المتوقع أن تشهد أستراليا مراجعة شاملة لإجراءاتها الأمنية في أعقاب هذا الهجوم. وستركز هذه المراجعة على تحديد الثغرات الأمنية، واتخاذ التدابير اللازمة لسدها. كما ستشمل المراجعة تقييمًا لفعالية برامج مكافحة التطرف، وتحديد المجالات التي تحتاج إلى تحسين. ومن المرجح أن يتم الإعلان عن نتائج المراجعة في غضون الأسابيع القليلة القادمة.
في الوقت الحالي، لا تزال التحقيقات جارية لتحديد جميع ملابسات الهجوم. وتتجه الأنظار نحو السلطات الأسترالية لمعرفة ما إذا كانت ستتمكن من القبض على جميع الجناة، وتقديمهم إلى العدالة. كما يترقب العالم لمعرفة ما إذا كان هذا الهجوم سيؤدي إلى تصعيد في التوترات بين المجتمعات المختلفة، أو إلى تعزيز التعاون الدولي في مكافحة التطرف والإرهاب.
