إيتو يقيل مدرب الكاميرون قبل “الكان” وسط خلافات مع وزارة الرياضة

في تطور مفاجئ هزّ الأوساط الرياضية في الكاميرون، أعلن صامويل إيتو، رئيس الاتحاد الكاميروني لكرة القدم، عن إقالة المدرب مارك بريز وتعيين ديفيد باغو على رأس الإدارة الفنية للمنتخب الوطني، وذلك قبل أسابيع قليلة من انطلاق كأس أمم أفريقيا في المغرب. يأتي هذا القرار وسط توترات متصاعدة بين إيتو ووزارة الرياضة، مما يضع المنتخب الكاميروني أمام تحديات كبيرة قبل استحقاقه القاري.
أُعلِن عن هذا التغيير الدراماتيكي بعد فترة قصيرة من إعادة انتخاب إيتو رئيساً للاتحاد، ليكون أول إجراء مثير للجدل في ولايته الثانية. ووفقاً لتقارير صحفية، فإن الإقالة تأتي نتيجة خلافات عميقة حول صلاحيات تعيين المدربين، حيث ترى وزارة الرياضة أنها الجهة صاحبة الحق الأصيل في هذا الشأن.
خلفيات الصراع حول تشكيلة كأس أمم أفريقيا
لم تكن إقالة بريز مجرد مسألة فنية، بل تجسيداً لصراع على النفوذ يمتد لأكثر من عام. فقد سبق لإيتو أن أقال مدرباً آخر، توني كونسيساو، في عام 2022، وعيّن ريجوبير سونغ بدلاً منه، متحدياً بذلك اعتراضات وزارة الرياضة في ذلك الوقت. ويشير هذا النمط إلى رغبة إيتو في بسط سيطرته الكاملة على الأمور الفنية للمنتخب.
وتزامن هذا القرار مع محاولات من وزير الرياضة، نارسيس مويل كومبي، لمنع إجراء الانتخابات الأخيرة للاتحاد الكاميروني لكرة القدم. إلا أن تدخل وزارة الداخلية والاتحادين الأفريقي والدولي لكرة القدم (كاف وفيفا) سمح لإيتو بالفوز بفترة رئاسية جديدة بأغلبية ساحقة، حيث حصل على 85 صوتاً من أصل 87.
جدل حول قائمة اللاعبين المستدعاة
لم يتوقف إيتو عند تغيير المدرب، بل أعلن أيضاً عن قائمة تضم 28 لاعباً للمشاركة في بطولة أمم أفريقيا، مما أثار جدلاً واسعاً في الأوساط الكاميرونية. وشهدت القائمة إقصاء مفاجئ للحارس أندريه أونانا، والذي تربطه بإيتو خلافات علنية، بالإضافة إلى المدافع مايكل نغادو والمهاجم المخضرم فينسنت أبو بكر.
إضافة إلى ذلك، تضمنت القائمة بعض المفاجآت الإيجابية، مثل استدعاء كريستيان كوفاني لاعب باير ليفركوزن وإريك دينا إيبمبي لاعب بريست الفرنسي، للمرة الأولى. بينما غاب عن التشكيلة جاكسون تشاتشوا، وهو ما أثار استغراب الكثيرين. ويُعد اختيار اللاعبين مسألة حاسمة للمنتخب، ويثير تساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء استبعاد بعض النجوم.
التداعيات المحتملة قبل البطولة
يثير هذا القرار تساؤلات حول مدى استعداد المنتخب الكاميروني لخوض غمار المنافسات الأفريقية. فمع فترة زمنية قصيرة قبل انطلاق البطولة، يواجه المدرب الجديد مهمة شاقة في بناء الانسجام بين اللاعبين وتنفيذ رؤيته الفنية. بالإضافة إلى ذلك، فإن رد فعل وزارة الرياضة تجاه هذه التغييرات لا يزال مجهولاً، وقد يؤدي إلى مزيد من التعقيدات.
وتشير التوقعات إلى أن هذا التوتر قد يؤثر سلباً على أداء المنتخب في البطولة، خاصةً في ظل غياب بعض اللاعبين الأساسيين. ومع ذلك، لا يزال بإمكان إيتو وباقو بناء فريق قوي قادر على المنافسة على اللقب. وتعتبر التحضيرات للبطولة الآن محط أنظار الجماهير الكاميرونية والعربية.
من المتوقع أن تعلن وزارة الرياضة الكاميرونية عن موقفها الرسمي خلال الأيام القليلة القادمة، وقد يتضمن ذلك إجراءات تصعيدية أو محاولة للتوصل إلى حل يرضي جميع الأطراف. في الوقت الحالي، يتركز الاهتمام على كيفية تعامل المدرب الجديد مع الضغوط وتشكيلة الفريق، ويبقى أداء “الأسود غير المروّضة” في البطولة القادمة هو الفيصل في تقييم هذه التطورات.





