واصل مستشارون للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومسؤولون أوكرانيون، اليوم السبت، مناقشات مكثفة حول خطة محتملة لإنهاء الحرب في أوكرانيا، بعد محادثات أولية جرت على مدار اليومين الماضيين أظهرت بعض التقدم. وتتركز الجهود الدبلوماسية على إيجاد حلول تفاوضية تنهي الصراع المستمر، مع التركيز على التوصل إلى اتفاق سلام دائم ومستقر. تعتبر هذه المحادثات جزءًا من سلسلة جهود دولية تهدف إلى تحقيق السلام في أوكرانيا.
أكدت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان رسمي أن الطرفين اتفقا على أن أي تقدم حقيقي نحو اتفاق سلام شامل يعتمد بشكل أساسي على استعداد روسيا لإظهار التزام جاد بتحقيق سلام طويل الأمد. ويشمل ذلك اتخاذ خطوات ملموسة نحو خفض التصعيد ووقف الأعمال القتالية بشكل كامل. كما اتفق الجانبان على أهمية إطار عمل للترتيبات الأمنية المستقبلية، مع مناقشة القدرات اللازمة لردع أي تهديدات مستقبلية والحفاظ على الاستقرار.
تفاؤل حذر بشأن خطة السلام في أوكرانيا
أفادت الخارجية الأمريكية بأن المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف، بالإضافة إلى جاريد كوشنر، صهر الرئيس ترامب، قد أجروا محادثات بناءة مع المسؤولين الأوكرانيين بشأن مسار محتمل لتحقيق سلام دائم في أوكرانيا. تناولت هذه المباحثات أيضًا نتائج اجتماع الجانب الأمريكي مع المسؤولين الروس، والخطوات اللازمة لإنهاء الحرب بشكل نهائي.
الترتيبات الأمنية ومناقشات الردع
شدد الطرفان على أهمية وضع إطار عمل واضح للترتيبات الأمنية المستقبلية، مع التركيز على تطوير قدرات ردع فعالة تضمن الحفاظ على السلام الدائم. كما أكدا على ضرورة إنهاء الحرب في أقرب وقت ممكن، واتخاذ خطوات موثوقة نحو وقف إطلاق النار وخفض التصعيد العسكري. تعتبر هذه النقاط أساسية لتحقيق الاستقرار الإقليمي.
بالإضافة إلى ذلك، استعرض الجانبان أجندة دعم إعادة إعمار أوكرانيا، والمبادرات الاقتصادية المشتركة بين واشنطن وكييف. وأكد الجانب الأوكراني أن أولويته القصوى هي ضمان التوصل إلى تسوية تحمي استقلال وسيادة أوكرانيا، وتحافظ على أمنها القومي. تعتبر إعادة الإعمار ضرورية لعودة الحياة الطبيعية إلى أوكرانيا.
صرح مسؤول في البيت الأبيض بأن ويتكوف أجرى محادثات مثمرة مع كبير المفاوضين الأوكرانيين رستم أوميروف في ميامي بولاية فلوريدا يوم الخميس. وأضاف المسؤول أن “اجتماع أمس بين الممثلين الأمريكيين والأوكرانيين في ميامي كان مثمرًا، وتم إحراز تقدم”، وأنهم سيعقدون اجتماعًا آخر بعد تقديم إفادة لقادة البلدين. هذا التقدم يعزز الآمال في إيجاد حل سياسي للصراع.
وذكر مصدر ثانٍ، غير مخول بالحديث إلى الإعلام، أن ويتكوف وكوشنر التقيا مسؤولين أوكرانيين لإطلاعهم على نتائج اجتماعهما في موسكو مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت سابق من هذا الأسبوع. وأشار المصدر إلى أن الاجتماعات في ميامي لم تكن جلسات تفاوض رسمية تركز على خطة سلام مدعومة من الولايات المتحدة، بل كانت فرصة لتبادل وجهات النظر. تعتبر هذه الاجتماعات جزءًا من جهود دبلوماسية أوسع نطاقًا.
من جانبه، صرح يوري أوشاكوف، كبير مستشاري السياسة الخارجية في الكرملين، أمس الجمعة، أن بوتين وويتكوف حققا مستوى من التفاهم جعل مناقشاتهما “ودية حقًا”. التقى بوتين كلا من ويتكوف وكوشنر لمدة خمس ساعات في الكرملين، وركزوا على خطة مدعومة من الولايات المتحدة لتسوية الحرب في أوكرانيا، المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات. وصف بوتين المحادثات بأنها “مفيدة للغاية”. تعتبر هذه التصريحات إيجابية وتشير إلى رغبة في الحوار.
تأتي هذه التطورات في ظل استمرار القتال في عدة مناطق من أوكرانيا، وتصاعد التوترات بين روسيا والغرب. تعتبر المفاوضات الجارية فرصة حاسمة لإنهاء الصراع وتجنب المزيد من الخسائر في الأرواح. تعتمد فرص نجاح هذه المفاوضات على استعداد جميع الأطراف لتقديم تنازلات والتوصل إلى حلول وسط. تعتبر قضية شبه جزيرة القرم من القضايا المعقدة التي تتطلب حلاً.
من المتوقع أن تستمر المحادثات بين الأطراف المعنية في الأيام القادمة، مع التركيز على التفاصيل الفنية لخطة السلام المحتملة. سيتم تقديم تقرير مفصل إلى قادة الولايات المتحدة وأوكرانيا وروسيا في غضون أسبوعين، مع تحديد الخطوات التالية اللازمة لتحقيق السلام الدائم في أوكرانيا. يبقى الوضع معقداً وغير مؤكد، ويتطلب مراقبة دقيقة للتطورات على الأرض.
