Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
دولي

اجتياح الضفة.. إجراء استباقي أم هدف سياسي؟

لم تكد الضفة الغربية تلتقط أنفاسها بعد عمليات الجيش الإسرائيلي العام 2002، إبان الاجتياح الشهير المعروف بالسور الواقي، حتى أصبحت مستباحة، يدخلها الجيش الإسرائيلي متى وكيفما شاء، ذلك أن إسرائيل استباحت اتفاق أوسلو، الذي صنف مدن الضفة الغربية كمناطق خاضعة للسيطرة الفلسطينية.

ويعود، اليوم، التحسب في مدن الضفة الغربية ومخيماتها، لا سيما في المحور الشمالي جنين، طولكرم، وطوباس لما سيكون مع إعادة احتلال هذه المناطق، وإعلان الجيش الإسرائيلي أن عملياته فيها ستستمر عدة أيام، وربما أسابيع، وسط مخاوف من أن تتدحرج كرة النار سريعاً إلى مدن فلسطينية أخرى.

وبات الفلسطينيون يبحثون عن اليوم التالي لمد حزام التصعيد إلى مدن الضفة الغربية، وغدت الأسئلة الأكثر شيوعاً: هل يتبنى الفلسطينيون وحدة الساحات أمام إعلان إسرائيل تعدد الجبهات؟ وفي ظل تهديدات قادة إسرائيليين بتحويل جنين وطولكرم إلى غزة ثانية هل يتولد حطام القطاع في الضفة الغربية؟

يجيب الباحث المختص في الشؤون الإسرائيلية نهاد أبو غوش بأن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، يستغل حالة الإنهاك التي تغلف المشهد الفلسطيني، لفرض رؤيته لحل الصراع، مبيناً أن إعادة احتلال شمال الضفة الغربية يتجاوز التبريرات الإسرائيلية المعلنة، بقدر ما هو للإسراع في تنفيذ خطة الحسم، التي يتبناها نتنياهو وائتلافه، والهادفة كذلك لمنع إقامة كيان مستقل للفلسطينيين.

ورجح أبو غوش أن تتوسع دائرة الاستهداف الإسرائيلية سريعاً في الضفة الغربية لتطال مناطق أخرى، ولم يستبعد أن يرافق ذلك محاولات تهجير وأوامر إخلاء، في نسخة كربونية لما يجري في قطاع غزة.

زر تصعيد

بدوره يرى الكاتب والباحث، سليمان بشارات، أن هناك أهدافاً سياسية تسعى إسرائيل لتحقيقها من خلال إعادة احتلال مدن الضفة، وفي مقدمتها إعادة السيطرة عليها، دون إغفال الهدف المعلن منع العمليات، التي يدشنها فلسطينيون بين الحين والآخر ضد أهداف إسرائيلية، وتكررت أخيراً في تل أبيب والقدس والأغوار، وأثارت مخاوف لدى الإسرائيليين بعودة عمليات التفجير.

وألمح الكاتب والمحلل السياسي، هاني المصري، إلى إمكانية ضم إسرائيل مناطق من الضفة الغربية وتهجير أهلها، وتجميعهم في معازل مفصولة عن بعضها بعضاً، تمهيداً لمخطط إسرائيل الكبرى، مبيناً أن ما يجري في شمال الضفة الغربية أكبر بكثير من الرد على الهجمات الفلسطينية.

ووفق مراقبين لم يكن عادياً عودة جبهة الضفة الغربية لمسرح الاشتباك، بل إن بعضهم يرى أن ضغط نتنياهو على زر التصعيد في جنين وطولكرم وطوباس، يندرج في الإطار الاستباقي قبل تصاعد الهجمات الفلسطينية، وإحياء العمليات المنظمة، لا سيما مع تهديد فصائل فلسطينية بأنها ستعود إلى الواجهة.

ألغام تصعيد

وما يثير الحيرة والمخاوف عند السواد الأعظم من الفلسطينيين أن عمليات الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية تزامنت مع جولة جديدة لمفاوضات التهدئة في العاصمة القطرية الدوحة، تبدو محفوفة بألغام التصعيد، ما يترك علامات استفهام كبرى، حيال تشظي عمليات الضفة عن الحرب الأم في قطاع غزة، وتوسيع دائرة النار بدلاً من إخمادها، وثمة من يقرأ في الانتقال إلى الضفة الغربية، تسليماً من تل أبيب بأن الحرب على قطاع غزة باتت عديمة الجدوى، ومن هنا جاء مد الحزام الناري كغطاء أمان قبل ولوج مفاوضات هدنة غزة الجديدة، وربما إفشالها.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى