احتفالات تعم سوريا في الذكرى الأولى لانتصار الثورة

تشهد عدة مدن سورية فعاليات احتفالية واسعة النطاق بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لـانتصار الثورة السورية وإسقاط نظام الرئيس السابق بشار الأسد. تجمع الآلاف من المواطنين في الميادين الرئيسية للاحتفال وتعزيز الوحدة الوطنية، مع انتشار أمني مكثف لضمان سلامة المشاركين. وتأتي هذه الاحتفالات في ظل جهود مستمرة لإعادة بناء البلاد وتشكيل مستقبل سياسي واجتماعي جديد.
بدأت الاحتفالات في وقت مبكر من اليوم، وشملت تجمعات في دمشق وحماة واللاذقية وإدلب، بالإضافة إلى مدن وبلدات أخرى. وشارك في هذه الفعاليات ممثلون عن المجتمع المدني وقوات الأمن العام، وأغلبها يعكس فرحة الشعب السوري بتحقيق الحرية ووضع حد لعقود من الحكم الاستبدادي. وترافق هذه التجمعات مع إلقاء الخطب وتلاوة البيانات التي تؤكد على أهمية الحفاظ على وحدة الأراضي السورية ورفض أي تدخل خارجي في شؤونها الداخلية.
أجواء احتفالية في مختلف المحافظات السورية
في دمشق، تجمع أعداد كبيرة من المواطنين في ساحة الأمويين، معبرين عن دعمهم للدولة السورية الجديدة. وأشارت تقارير إعلامية إلى تنظيم فعاليات ثقافية وفنية في حي الميدان، تحت عنوان “أسبوع النصر”، تتضمن معارض للصور الفوتوغرافية وعروضًا مسرحية تعكس تضحيات الشعب السوري خلال سنوات الثورة. ومع ذلك، يراقب المراقبون عن كثب أي محاولات لزعزعة الاستقرار أو استغلال الاحتفالات لتحقيق مكاسب سياسية.
وشهدت مدينة حماة احتفالات خاصة، حيث احتشد الآلاف في ساحة العاصي، إحياءً للذكرى السنوية الأولى لدخول قوات “ردع العدوان” إلى المدينة. ورفع المحتفلون أكبر علم سوري على الإطلاق، بطول 500 متر، تعبيرًا عن فخرهم ببلادهم وعزمهم على بناء مستقبل أفضل. تلعب حماة دورًا رمزيًا هامًا في ذاكرة السوريين، نظرًا لما شهدته من أحداث مأساوية في عام 1982، مما جعل الاحتفال بهذا اليوم أكثر أهمية.
فعاليات ثقافية وفنية
بالتوازي مع التجمعات الجماهيرية، شهدت المدن السورية تنظيم فعاليات ثقافية وفنية متنوعة. في مدينة إدلب، انطلق “مسير التحرير” على الدراجات الهوائية، متجهًا نحو العاصمة دمشق، في رمزية تهدف إلى توحيد جهود السوريين لتحقيق الاستقرار والازدهار. وفي اللاذقية، شاركت حشود جماهيرية في احتفالية شعبية في ساحة الرمل الجنوبي، تعبر عن التزامهم بالوحدة الوطنية ورفضهم للتقسيم.
وشهدت مدينة حريتان بريف حلب الشمالي أيضًا احتفالات جماهيرية واسعة النطاق، مع تركيز خاص على تكريم الشهداء والجرحى من الثورة السورية. تجسد هذه الاحتفالات روح الصمود والتحدي التي ميزت الشعب السوري على مدار السنوات الماضية. كذلك، يتوقع خبراء الوضع السياسي في سوريا المزيد من التطورات في مجال الحوكمة ومكافحة الفساد.
وفي تصريحات صحفية، أعرب الرئيس أحمد الشرع عن تقديره العميق لتضحيات الشعب السوري، مؤكدًا التزامه بوتيرة متسارعة لتحقيق المصالحة الوطنية وإعادة بناء البلاد. وأشار إلى أهمية التعاون مع جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك المجتمع الدولي، لتوفير المساعدات الإنسانية اللازمة للمتضررين من الحرب. يأتي ذلك في إطار جهود الحكومة السورية الحالية لتعزيز استقرار سوريا وتحسين الظروف المعيشية للمواطنين.
تأتي هذه التطورات بعد معركة “ردع العدوان” التي بدأت في 27 نوفمبر 2024 في محافظة حلب، وتمكنت خلالها قوات الثوار من السيطرة على مناطق واسعة من البلاد، قبل أن يصلوا إلى العاصمة دمشق في 8 ديسمبر 2024، معلنين إسقاط نظام بشار الأسد.
في الختام، تُظهر هذه الاحتفالات التزام الشعب السوري ببدء فصل جديد في تاريخه، قائم على الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية. من المتوقع أن تُعقد خلال الأشهر القليلة القادمة سلسلة من الاجتماعات والمؤتمرات بهدف صياغة دستور جديد للبلاد وتحديد آليات إجراء انتخابات حرة ونزيهة، بينما يراقب المجتمع الدولي عن كثب تطورات الوضع على الأرض، مع الأخذ في الحسبان التحديات الكبيرة التي لا تزال تواجه عملية الانتقال السياسي في سوريا، بما في ذلك التحديات الأمنية والاقتصادية والإنسانية.





