اغتيال هنية ينذر بتدحرج كرة النار في المنطقة
اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية فجر أمس في طهران، قد يقوض – في المدى المنظور على الأقل – فرص التوصل إلى أي اتفاق لوقف إطلاق النار بالحرب المستمرة منذ عشرة شهور في قطاع غزة، بل إنه ينذر بتحرج كرة النار، ويرفع منسوب المخاوف بشأن اتساع رقعة الصراع في المنطقة المشتعلة أصلاً.
وقتل هنية فجر أمس في إيران، ما أشعل موجة من التهديدات بالثأر من إسرائيل. وأكد الحرس الثوري الإيراني مقتل هنية بعد ساعات من حضوره حفل تنصيب الرئيس الجديد للبلاد مسعود بزشكيان، الذي قال في منشور على «إكس» إن بلاده ستدافع عن سيادة أراضيها، وستدفع المسؤولين عن هذه الأفعال «إلى الندم».
وقال المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي إن إسرائيل أعدت لنفسها عقاباً شديداً، وإن الثأر لدماء هنية من واجب إيران لأنه استهدف على أرضها.
واجتمع أكبر جهاز أمني في إيران لتقرير استراتيجية طهران في الرد على عملية الاغتيال، حسبما قال مصدر مطلع على الاجتماع.
حدث فارق
كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لـ«حماس»، قالت في بيان إن عملية اغتيال هنية وفي قلب العاصمة الإيرانية «هي حدث فارق وخطير، ينقل المعركة إلى أبعاد جديدة وسيكون له تداعيات كبيرة على المنطقة بأسرها».
ولم يصدر أي تعليق أو إعلان عن المسؤولية من جانب إسرائيل. وقال الجيش الإسرائيلي إنه يقيم الوضع لكنه لم يصدر أي توجيهات أمنية جديدة للمدنيين. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن إسرائيل لا تسعى لتوسيع رقعة الحرب لكنها جاهزة للتعامل مع جميع السيناريوهات، وأشاد بالقوات التي نفذت هجوماً استهدف قيادياً كبيراً في «حزب الله» اللبناني الليلة قبل الماضية بالضاحية الجنوبية لبيروت.
وجاء اغتيال هنية بعد أقل من 24 ساعة من إعلان إسرائيل قتل القيادي الكبير في الحزب فؤاد شكر.
موقف واشنطن
وتجنب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الرد على سؤال بشأن اغتيال هنية، قائلاً إن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة هو السبيل لتجنب تصعيد إقليمي أوسع.
وقال إن الولايات المتحدة لم تشارك أو تكن على علم باغتيال هنية. وأضاف في مقابلة مع قناة نيوز آسيا : «هذا أمر لم نكن نعلم به ولم نشارك فيه. ومن الصعب للغاية التكهن».
ويأتي اغتيال هنية في وقت تقترب فيه حرب غزة من نهاية الشهر العاشر من دون أي إشارة على نهاية الصراع الذي هز الشرق الأوسط، ويهدد بالتحول إلى صراع إقليمي أوسع نطاقاً، حيث يتزايد خطر اندلاع حرب بين إسرائيل و«حزب الله».
وتوقع محللون أن تؤدي الضربتان في بيروت وطهران، إلى تصعيد مختلف عما سبق.
وفي الضفة الغربية الفلسطينية المحتلة أعلنت القوى والأحزاب «الإضراب الشامل ومسيرات غضب احتجاجاً» على اغتيال هنية. وخرج المئات في عدة مدن فلسطينية في مسيرات، فيما اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال في عدد من مدن الضفة.