اكتشاف إنزيم جديد يفتح آفاقًا واعدة لعلاج السمنة وخفض الكوليسترول

توصل باحثون أمريكيون إلى اكتشاف واعد قد يفتح آفاقًا جديدة في علاج السمنة ومكافحة ارتفاع الكوليسترول، وهما من العوامل الرئيسية المساهمة في أمراض القلب والأوعية الدموية. الدراسة، التي أجريت في مستشفيات جامعة كيس ويسترن ريزيرف، تركز على دور جزيء أكسيد النيتريك وإنزيم جديد في تنظيم عملية تراكم الدهون في الجسم. هذا الاكتشاف قد يؤدي إلى تطوير أدوية جديدة أكثر فعالية.
أظهرت الأبحاث أن الإنزيم الجديد، الذي أطلق عليه اسم SCoR2، يلعب دورًا حاسمًا في تنظيم مستويات الدهون في الجسم. وقد تمكن الفريق البحثي من تثبيط هذا الإنزيم بنجاح في التجارب على الفئران، مما أدى إلى نتائج إيجابية في خفض الوزن وتقليل تلف الكبد وتحسين مستويات الكوليسترول. هذا التقدم يمثل خطوة مهمة نحو فهم أفضل لآليات تنظيم الوزن.
فهم العلاقة بين أكسيد النيتريك والسمنة
أكسيد النيتريك هو جزيء غازي يلعب دورًا حيويًا في العديد من الوظائف البيولوجية في الجسم، بما في ذلك تنظيم ضغط الدم وتدفق الدم. ومع ذلك، أظهرت الدراسات أن التغيرات في مستويات أكسيد النيتريك أو في طريقة ارتباطه بالبروتينات يمكن أن تؤدي إلى مجموعة متنوعة من المشاكل الصحية. وفقًا للدراسة، فإن الإنزيم SCoR2 يزيل أكسيد النيتريك من البروتينات المسؤولة عن تخزين الدهون، مما يؤدي إلى تنشيط إنتاج الدهون.
آلية عمل إنزيم SCoR2
يعمل إنزيم SCoR2 بشكل أساسي على إزالة أكسيد النيتريك من البروتينات الموجودة في الكبد والأنسجة الدهنية. في الكبد، يثبط أكسيد النيتريك البروتينات المسؤولة عن إنتاج الدهون والكوليسترول. في الأنسجة الدهنية، يحد من نشاط الجينات التي تصنع الإنزيمات المسؤولة عن تكوين الدهون. وبالتالي، فإن تثبيط هذا الإنزيم يعزز من قدرة الجسم على حرق الدهون ويقلل من تراكمها.
أظهرت التجارب التي أجريت على الفئران أن تثبيط إنزيم SCoR2، سواء من خلال التعديل الوراثي أو باستخدام دواء معين، أدى إلى منع زيادة الوزن بشكل ملحوظ. بالإضافة إلى ذلك، لوحظ تحسن كبير في صحة الكبد وانخفاض في مستويات الكوليسترول الضار في الدم. هذه النتائج تشير إلى أن استهداف هذا الإنزيم قد يكون استراتيجية فعالة لعلاج السمنة وارتفاع الكوليسترول.
تطوير أدوية جديدة لمكافحة السمنة
أعرب الدكتور جوناثان ستاملر، المعد الرئيسي للدراسة وأستاذ الطب والكيمياء الحيوية، عن تفاؤله بشأن هذه النتائج. وأشار إلى أنهم قاموا بتطوير فئة جديدة من الأدوية التي تمنع زيادة الوزن وتخفض مستويات الكوليسترول، مما يمثل علاجًا واعدًا لأمراض القلب والأوعية الدموية. هذه الأدوية الجديدة قد توفر بديلاً فعالاً للعلاجات التقليدية.
ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن هذه النتائج لا تزال في مراحلها الأولية. تجري حاليًا الاستعدادات للانتقال إلى المرحلة السريرية من التجارب، والتي من المتوقع أن تستغرق حوالي 18 شهرًا. تهدف هذه المرحلة إلى تقييم فعالية وسلامة الدواء على البشر. سيتم خلال هذه المرحلة دراسة تأثير الدواء على مجموعة متنوعة من المتطوعين، مع مراقبة أي آثار جانبية محتملة.
بالإضافة إلى السمنة، قد يكون لهذه الأدوية تأثير إيجابي على حالات صحية أخرى مرتبطة بارتفاع الكوليسترول، مثل تصلب الشرايين وأمراض الكبد الدهنية غير الكحولية. تشير الأبحاث الأولية إلى أن تثبيط إنزيم SCoR2 قد يساعد في تحسين وظائف الكبد وتقليل الالتهابات المرتبطة بتراكم الدهون. هذه النتائج تفتح الباب أمام المزيد من الدراسات لاستكشاف الفوائد المحتملة لهذه الأدوية في علاج مجموعة واسعة من الأمراض.
في الختام، يمثل هذا الاكتشاف العلمي خطوة مهمة نحو تطوير علاجات جديدة وفعالة لمكافحة السمنة وارتفاع الكوليسترول. من المتوقع أن تبدأ المرحلة السريرية من التجارب في غضون 18 شهرًا، وستكون النتائج حاسمة في تحديد ما إذا كان هذا الدواء الجديد سيصبح خيارًا علاجيًا متاحًا للمرضى. سيراقب الباحثون عن كثب نتائج هذه التجارب لتقييم فعالية الدواء وسلامته على المدى الطويل.





