كن أكثر فضولاً بالأفكار

معظم المنجزات الكبيرة التي كان لها صدى على مستوى العالم، تأتي من الأفكار من حولنا، من تطورنا عبر حياتنا في الدراسة والحياة العملية، هذه الأفكار التي قد نستعملها أحياناً، ولا نهتم بها ولا نعطيها أولوية، بل البعض ينشغل بالقشور والسطحيات، وبموضوعات لا قيمة لها، كثير من المواقف التي تحصل لنا في العمل.
وعلى مستوى الأصدقاء والزملاء، توضح في بعض الأحيان حقيقة أفكارنا، مثال أن يجتمع مجموعة من الأصدقاء للحديث حول «الماركات»، أو مباريات كرة القدم، ومعظمهم لا يمارسون الرياضة، بل مترهلون يعانون من السمنة، وليست لديهم اللياقة، أو حتى حول مطعم تم افتتاحه مؤخراً، حسناً، بعد انتهاء كافة الأحاديث والكلمات المتبادلة والنقاشات، ما الذي استفادت منه الأطراف؟
وما انعكاسه على حياتهم؟ للأسف، بعض الأحاديث التي تضيع علينا أوقاتنا وحياتنا في بعض الأحيان لا قيمة لها، بدلاً من أن نضيعها في أشياء لها فائدة، أو المناقشة حول بعض القضايا التي نحن في أمسّ الحاجة لها، المفترض أن نستفيد من أفكارنا بطريقة إيجابية، الدكتورة ماري كوري، وهي عالمة فيزياء وكيمياء شهيرة، وتعتبر أول امرأة فازت بجائزة نوبل، تقول:
كن أقل فضولاً بالناس، أكثر فضولاً بالأفكار. إننا بحاجة للاهتمام بالأفكار، والتركيز على التدريب للاستفادة منها في حياتنا العلمية والمعرفية، وألا نصب الاهتمام بالناس وأحاديثهم التي لا طائل منها، حول مطعم تم افتتاحه، أو فلانة تتحدث عن ماركة معينة، أو حتى الانشغال بالحديث عن الآخرين، أتوقع أنه توجد لدينا العشرات من الأفكار المفيدة، التي يمكنها أن تفيدنا، وتستحق التوقف ملياً عندها، لنتجاوز القشور، ونهتم بما ينفعنا في مسيرتنا وحياتنا المستقبلية، وتذكر أن المكانة والمكان الذي تقف فيه اليوم وغداً وبعده، أنت وحدك من يحدده، فعندما لا يناسبك لا تلم أحداً على إحباطك أو فشلك، وإنما على تفكيرك وقرارك.