الأمم المتحدة تعلن رسميا حدوث المجاعة في غزة وتحذر من انتشارها إلى مناطق أخرى

أعلنت الأمم المتحدة، عبر برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) ومنظمة الصحة العالمية، دخول قطاع غزة رسميا في مرحلة المجاعة، في ظل استمرار الحصار ونفاد الإمدادات الأساسية من الغذاء والدواء.
وأكدت المنظمات الأممية، في بيان مشترك، أن مستويات سوء التغذية الحاد بين الأطفال والنساء الحوامل وكبار السن بلغت مستويات كارثية، محذرة من أن الوضع الإنساني في القطاع يهدد حياة مئات الآلاف ويقود إلى انهيار كامل للنظام الصحي والإغاثي.
ودعت الأمم المتحدة المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لفتح ممرات إنسانية آمنة، وضمان تدفق المساعدات بشكل مستدام وعاجل لإنقاذ الأرواح ومنع تفاقم الكارثة.
وأفاد التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي (IPC)، وهو آلية دولية مدعومة من الأمم المتحدة، أن أكثر من 514 ألف شخص – أي نحو ربع سكان غزة – يعيشون بالفعل في ظروف المجاعة، محذرا من ارتفاع العدد إلى 641 ألف شخص مع حلول نهاية سبتمبر المقبل، ما يجعلها أول مجاعة معلنة رسميا في الشرق الأوسط.
وأشار التقرير إلى أن شمال قطاع غزة، بما فيه مدينة غزة، يعد الأكثر تضررا، مع احتمال امتداد الكارثة إلى محافظتي دير البلح وخان يونس، حيث تواصل مؤشرات الجوع وسوء التغذية الحاد تسجيل مستويات حرجة.
وبحسب معايير IPC، فإن إعلان المجاعة يعتمد على ثلاثة مؤشرات رئيسية: انعدام شبه كامل للأمن الغذائي، ارتفاع معدلات سوء التغذية الحاد، وارتفاع معدلات الوفيات بسبب الجوع. وأكدت الأمم المتحدة أن اثنين من هذه المؤشرات قد تم تجاوزهما بالفعل، فيما تتزايد الأدلة على بلوغ المؤشر الثالث مستوى مقلق.
وتشير تقارير ميدانية إلى أن نحو 70 ألف طفل دون سن الخامسة بحاجة ماسة إلى غذاء علاجي خاص، في حين لا تصل المساعدات المتوفرة سوى إلى أقل من 5 بالمئة من احتياجاتهم. كما سجل تضاعف حالات سوء التغذية الحاد بين الأطفال في مدينة غزة خلال شهرين لتصل إلى 16.5 بالمئة.
وفي تعليق على التطورات، قال أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة إن ما يجري في غزة يمثل “كارثة من صنع البشر وفشلا للضمير الإنساني”، داعيا إلى وقف فوري لإطلاق النار وضمان وصول إنساني آمن ودائم إلى المدنيين.
من جانبه، أكد فولكر تورك المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة أن “تجويع المدنيين عمدا لأغراض عسكرية يشكل جريمة حرب”، مطالبا بمساءلة المسؤولين عن هذه الانتهاكات الجسيمة.
كما اعتبر توم فليتشر، الوكيل الخاص للشؤون الإنسانية، أن المجاعة الحالية كان يمكن تفاديها “لو لم تتم عرقلة دخول المساعدات الإنسانية بشكل متكرر ومتعمد”.
وتتخوف وكالات الإغاثة من أن استمرار الأزمة على هذا النحو سيؤدي إلى انهيار كامل للبنية الصحية والإنسانية في قطاع غزة، حيث يفتقر مئات آلاف المدنيين إلى الغذاء والدواء ومياه الشرب النظيفة، وسط تصاعد التحذيرات من ارتفاع كبير في الوفيات، خاصة بين الأطفال وكبار السن.
للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك