«الإعلام» تنهي مرحلة التحليل الإستراتيجي الشامل وتباشر الصياغة النهائية لإستراتيجيتها (2026 ـ 2030)

أعلنت وزارة الإعلام الكويتية عن تقدم كبير في إعداد استراتيجيتها الإعلامية الجديدة للأعوام 2026-2030، حيث تم الانتهاء من مرحلة التحليل الشامل للدواخل والخارج، والدخول حالياً في مرحلة الصياغة النهائية. يهدف هذا التحديث إلى تطوير قطاع الإعلام وتعزيز دوره في التنمية الوطنية، وذلك تماشياً مع رؤية “كويت جديدة 2035” وأهداف التنمية المستدامة. ومن المتوقع إطلاق الاستراتيجية في المستقبل القريب بعد اعتمادها.

جاء هذا الإعلان بعد جهود مكثفة شملت مشاركة واسعة من موظفي الوزارة والجهات المعنية في المجتمع الإعلامي. وقد بدأت الوزارة في تنفيذ هذه الخطة بناءً على توجيهات وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري، وتحت إشراف وكيل الوزارة د. ناصر محيسن. وتعتبر هذه الخطوة جزءاً من رؤية أوسع لتحديث وتطوير الإعلام الكويتي.

مراحل تطوير الاستراتيجية الإعلامية الجديدة

بدأت عملية تطوير الاستراتيجية الإعلامية الجديدة بتحليل دقيق للبيئة الداخلية والخارجية التي تؤثر على قطاع الإعلام في الكويت. وقد اعتمدت الوزارة على منهجية علمية تجمع بين التحليل الكمي والكيفي، مع التركيز على قياس الأثر لتحديد نقاط القوة والضعف والفرص والتحديات. هذا التحليل يهدف إلى فهم شامل للوضع الحالي والتنبؤ بالاتجاهات المستقبلية للإعلام.

مشاركة القطاعات المختلفة

لم يقتصر التحليل على نطاق الوزارة، بل شمل أيضاً لقاءات مكثفة مع مختلف الجهات المعنية. وقد عقدت اجتماعات مع صناع المحتوى، والمؤسسات الإعلامية، والجامعات، والجمعيات النسائية، وممثلي المجتمع المدني. بالإضافة إلى ذلك، تم التشاور مع المعهد العربي للتخطيط لضمان جودة المخرجات الاستراتيجية. هذه المشاركة الواسعة تضمن أن الاستراتيجية تعكس احتياجات وتطلعات جميع الأطراف المعنية.

دور المتطوعين

لتحقيق أقصى قدر من الكفاءة والاستفادة من الخبرات الوطنية، أطلقت وزارة الإعلام فرصة تطوعية داخلية. وقد شارك في هذه الفرصة موظفون وحملة شهادات عليا، خضعوا لبرنامج تدريبي مكثف لمدة 80 ساعة. ركز التدريب على مجالات التخطيط الاستراتيجي، والتحليل، ومهارات التيسير، وإدارة الحلقات النقاشية، وتحليل البيانات النوعية. وقد قدم المتطوعون أكثر من 480 ساعة عمل تطوعية خلال المرحلة التحليلية.

أهداف الاستراتيجية الإعلامية الجديدة

تهدف الاستراتيجية الإعلامية الجديدة إلى بناء إطار وطني متكامل لتطوير الإعلام الكويتي. وتشمل الأهداف الرئيسية تعزيز دور الإعلام في بناء السردية الوطنية، وترسيخ القيم المهنية، ورفع مستوى الثقة المجتمعية. كما تسعى الاستراتيجية إلى تحقيق إعلام رقمي مسؤول ومبتكر يخدم التنمية الوطنية. وتعتبر هذه الأهداف حجر الزاوية في رؤية مستقبلية للإعلام الكويتي.

بالإضافة إلى ذلك، تركز الاستراتيجية على مواءمة الإعلام الكويتي مع رؤية “كويت جديدة 2035” وأهداف التنمية المستدامة. كما تولي اهتماماً خاصاً بمتطلبات التحول الرقمي واقتصاد المعرفة، وذلك لضمان قدرة الإعلام الكويتي على مواكبة التطورات العالمية. وتشمل هذه المتطلبات تطوير البنية التحتية الرقمية، وتعزيز مهارات العاملين في القطاع، وتشجيع الابتكار في مجال المحتوى والإعلام.

وتشمل الرؤية أيضاً تطوير المحتوى الإعلامي ليواكب التغيرات المتسارعة في المجتمع، وتعزيز دور الإعلام في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية. وتعتبر الوزارة أن الإعلام هو شريك أساسي في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز مكانة الكويت على الساحة الدولية. وتسعى الاستراتيجية إلى تحقيق هذه الأهداف من خلال مجموعة من المبادرات التنفيذية التي سيتم تنفيذها خلال الفترة القادمة.

في المرحلة الحالية، تركز الوزارة على صياغة الرؤية والأهداف والمحاور والمبادرات التنفيذية للاستراتيجية. ويجري العمل على ربط هذه العناصر بمؤشرات أداء واضحة ومنظومة متابعة وتقييم لضمان تحقيق الأهداف المرجوة. وتعتبر هذه المرحلة حاسمة لنجاح الاستراتيجية، حيث ستحدد الإطار الزمني والموارد اللازمة لتنفيذها.

أكدت وزارة الإعلام أن إطلاق هذه الاستراتيجية يمثل خطوة مهمة نحو تطوير قطاع الإعلام الكويتي. ومن المتوقع أن يتم اعتماد الاستراتيجية خلال الفترة المقبلة، على أن تبدأ الوزارة في تنفيذها بشكل كامل. وسيتم متابعة وتقييم التقدم المحرز في تنفيذ الاستراتيجية بشكل دوري، لضمان تحقيق الأهداف المرجوة. وستشكل هذه الاستراتيجية نقطة تحول في مسيرة الإعلام الكويتي نحو مستقبل أكثر ازدهاراً وتقدماً.