الإغاثة الإسلامية تدعم مستشفيات اليمن وتوفر خدمات صحية لـ268 ألف شخص

أعلنت منظمة الإغاثة الإسلامية عن اختتام مشروع لدعم القطاع الصحي في اليمن، مستهدفاً أربعة مستشفيات في محافظتي الحديدة وعمران. يهدف هذا المشروع إلى تحسين الوصول إلى الرعاية الصحية ورفع جودتها لعدد كبير من السكان في ظل أزمة إنسانية حادة. وقد ساهم هذا الجهد في مواجهة تحديات كبيرة تواجه الخدمات الصحية في اليمن، بما في ذلك نقص الموارد والكفاءات.
تدهور الوضع الصحي في اليمن وتأثير المشروع
يشهد اليمن وضعاً صحياً كارثياً نتيجة سنوات من الصراع وعدم الاستقرار. وفقاً للأمم المتحدة، يعاني القطاع الصحي من نقص حاد في الأطباء والممرضين والمعدات الطبية الأساسية. تشير الإحصائيات إلى وجود حوالي 10 عاملين صحيين فقط لكل 10 آلاف نسمة، وهو رقم أقل بكثير من المعيار العالمي البالغ 22 عاملاً صحياً.
بالإضافة إلى ذلك، يواجه اليمن نقصًا حادًا في الأدوية والمستلزمات الطبية، وتعطّل الخدمات الأساسية مثل التطعيمات ورعاية الأمومة والطفولة. وقد أدى ذلك إلى تفشي الأمراض المعدية وسوء التغذية، خاصة بين الأطفال. تُظهر التقديرات أن حوالي 50% من الأطفال دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية.
نطاق الدعم المقدم للمستشفيات
بدأ مشروع منظمة الإغاثة الإسلامية في أواخر عام 2022، وتضمن تقديم دعم مالي مباشر للمستشفيات المستهدفة، بالإضافة إلى توفير التجهيزات الطبية اللازمة. شمل الدعم أيضًا برامج تدريبية متخصصة للعاملين الصحيين في مجالات الرعاية الطارئة والعمليات الجراحية، بالإضافة إلى رعاية الأم والمولود. وقد شارك في هذه البرامج التدريبية ما يقرب من 100 متخصص.
لم يقتصر المشروع على الجوانب الطبية فحسب، بل شمل أيضًا تنفيذ حملات توعية صحية تستهدف المجتمعات المحلية، بهدف الوصول إلى المناطق النائية وتثقيف السكان حول الوقاية من الأمراض وتعزيز الصحة العامة. وقامت المنظمة بتوفير مياه نظيفة ومواد تعقيم للمستشفيات لضمان بيئة آمنة للمرضى والعاملين.
نتائج ملموسة وتحسين الوصول للرعاية
أظهر تقييم المشروع أن حوالي 268,920 شخصًا استفادوا من خدمات الرعاية الصحية التي تم تقديمها. كما تم إجراء 1,979 عملية جراحية خلال فترة المشروع، مما ساهم في تخفيف المعاناة وتحسين صحة المرضى. وقد تمكنت المستشفيات المستهدفة من تقديم خدماتها على مدار الساعة للمرة الأولى، وهو ما أدى إلى انخفاض معدلات الوفيات والأمراض. وأشارت استطلاعات الرأي إلى ارتفاع مستوى رضا المرضى عن الخدمات المقدمة.
تزامن المشروع مع تفشي وباء الكوليرا في اليمن، وقامت المنظمة بتقديم أدوية عاجلة ومستلزمات طبية إضافية للمستشفيات لمساعدتها على التعامل مع الحالات المتزايدة. كما قامت بتوفير الأثاث والمعدات المكتبية وخزائن التخزين لتنظيم العمل وتحسين بيئة العمل في المستشفيات. يعتبر هذا الدعم جزءًا من جهود أوسع لتعزيز القطاع الصحي المتضرر.
وشكلت الحرب التي تشهدها اليمن منذ عام 2015 تحديًا كبيرًا أمام تقديم الخدمات الصحية. وتعرضت العديد من المنشآت الصحية لهجمات أدت إلى تدميرها أو إخراجها عن الخدمة. وتشير التقارير إلى أن أكثر من 160 هجومًا استهدف المستشفيات والعيادات، مما أدى إلى مقتل وإصابة العاملين الصحيين وتدمير المعدات الطبية الحيوية. ويُعد توفير الدعم الإنساني الطبي في هذا السياق أمرًا بالغ الأهمية.
الوضع الحالي والمستقبل
منذ أبريل/نيسان 2022، يشهد اليمن تهدئة نسبية في الصراع، إلا أن الوضع الإنساني لا يزال هشًا للغاية. وتحتاج البلاد إلى استمرار الدعم الإنساني والجهود التنموية لإعادة بناء قطاعاتها المتضررة، بما في ذلك القطاع الصحي. وتواجه عملية التعافي تحديات كبيرة، بما في ذلك نقص التمويل وتدهور البنية التحتية. سيستمر التركيز على دعم صحة الأم والطفل.
ومن المتوقع أن تستمر المنظمات الدولية والمحلية في تقديم الدعم لليمن في الأشهر والسنوات القادمة. وتولي هذه المنظمات اهتمامًا خاصًا بتحسين الوصول إلى الرعاية الصحية وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة. يتعين مراقبة التطورات السياسية والأمنية في اليمن، حيث يمكن أن تؤثر بشكل كبير على الوضع الإنساني وجهود التعافي.





