الإمارات ترسم مستقبل الفضاء باستكشاف حزام الكويكبات

أكد سالم بطي القبيسي مدير وكالة الإمارات للفضاء، أن مهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات تمثل أول مهمة من نوعها على الإطلاق لدراسة سبعة كويكبات في حزام الكويكبات الرئيس، وتعد المشروع الإماراتي العلمي الأكثر تقدماً وطموحاً.
وقال، في حوار لـ«البيان»، إن المهمة ستسهم في توفير مجموعة كبيرة من البيانات والمعلومات العلمية القيمة للمجتمع العلمي الدولي، والتي ستساعد على تعميق فهمنا خواص الكويكبات وأصولها وتكوينها وتطورها وفتح آفاق جديدة لفهم أكثر عن تشكيل نظامنا الشمسي.
وأشار إلى أنه سيكون للمهمة تأثيرا كبيرا في مستقبل قطاع الفضاء في الدولة والمنطقة، ومن شأنها تسريع تطوير قطاع الفضاء الخاص في الإمارات والقدرات الوطنية في مجالات الابتكار والتطوير التكنولوجي المتقدم، إضافة إلى تعزيز الشراكات الدولية والاستثمار المحلي في قطاع الفضاء.
دعم
وقال إن من بين جهود الوكالة لتعزيز مستقبل قطاع الفضاء وتحويل الإمارات إلى حاضنة عالمية للفضاء، دعم البحث والتطوير والاستثمار في المشروعات الابتكارية والتكنولوجيا الحديثة، إضافة إلى التعليم والتدريب وتطوير كفاءات محلية مؤهلة في مجال الفضاء عبر توفير برامج تدريب وتعليم متخصصة مثل ورش العمل الفضائية. مشيرا الى اطلاق برنامج «مناطق الفضاء الاقتصادية» لدعم الشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة وتحفيز اقتصاد الفضاء الوطني .
كفاءات
وعن جهود الوكالة لاستقطاب الكفاءات والكوادر الوطنية في قطاع الفضاء أوضح مدير وكالة الإمارات للفضاء، أنهم يولون جذب وتطوير الكفاءات والكوادر الوطنية وتمكينهم في مجال الفضاء، اهتماماً كبيراً، عبر برامج التدريب والتأهيل المتخصصة التي تجمع بين العملي والنظري، إلى جانب التوسع في الشراكات مع المؤسسات التعليمية ووكالات الفضاء العالمية.
مبادرات
وفي ما يخص أهم مشروعات الوكالة ونتائجها وتأثيراتها المعرفية أوضح القبيسي، أنهم أطلقوا في الفترة الماضية العديد من المشروعات والمبادرات الكبيرة والمتفردة، إضافة إلى تنظيم العديد من الفعاليات، ومجمع البيانات الفضائية، الذي يعد منصة رقمية لجمع وتوفير البيانات الفضائية، للعلماء والباحثين والمؤسسات الحكومية والخاصة والشركات الناشئة وأفراد المجتمع، بهدف تطوير برمجيات وإيجاد حلول لمواجهة التحديات الوطنية والعالمية.
وبين أن المشروع يعد أحد المشروعات التحولية، التي تتميز بتحقيق أثر كبير في كل القطاعات، ضمن فترات زمنية قصيرة، إضافة إلى «منصة تحليل البيانات الفضائية»، المختصة برصد الأرض والاستشعار من بُعد، فضلاً عن برنامج «ساس» للتطبيقات الفضائية والذي يتضمن العديد من المبادرات والتحديات.
ريادة
وذكر مدير وكالة الإمارات للفضاء أن مشروع القمر الاصطناعي العربي 813 يسير وفقاً للجدول الزمني المحدد مع شريكهم في المشروع، المركز الوطني لعلوم وتكنولوجيا الفضاء في جامعة الإمارات، ومن المتوقع إطلاقه في نهاية سنة 2024، وسيركز على تطبيقات الاستشعار من بُعد وتحليل الظواهر البيئية الجوية والأرضية، التي تشمل ما يرتبط بالغلافين الجوي والأرضي.
وأردف إن المشروع يعد الأول من ناحية التعاون مع الدول العربية، بقيادة دولة الإمارات، فيما يأتي ذلك في ظل توجيه وإعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، أن المشروع هدية للمجموعة العربية للتعاون الفضائي في مؤتمر الفضاء العالمي (أبوظبي، مارس 2019) بمناسبة توقيع ميثاق تأسيس المجموعة العربية للتعاون الفضائي.
وأكد أنهم يؤمنون في وكالة الإمارات للفضاء، بأن تطوير قطاع الفضاء الوطني يكون أسرع عبر التوسع في العلاقات الاستراتيجية والتعاون الإقليمي والدولي والمبادرات المشتركة.
مكانة
وبين أنهم يعملون على تنظيم الفعاليات والمعارض المتخصصة في الفضاء لترسيخ مكانة الدولة في قطاع الفضاء إقليمياً وعالمياً وتعزيز التبادل المعرفي، إضافة إلى توفير مساحات للقطاع الخاص للترويج للخدمات والتطبيقات الفضائية الوطنية.
وبخصوص رؤيتهم ومستهدفاتهم لإسهام قطاع الفضاء في الاقتصاد الوطني، أفاد القبيسي بأنه من المهم أن يتم تحقيق التوازن بين الاستثمارات والعائدات المتوقعة، ومن ثمّ يمكن لقطاع الفضاء أن يسهم بشكل إيجابي في الاقتصاد الوطني، ولكن تحديد نسبة محددة لهذا الإسهام يتطلب دراسات وتحليلات اقتصادية معمقة، وقد تكون متغيرة على مر الزمن حسب تطور قطاع الفضاء واقتصاد الدولة.
وقال إن ذلك يعتمد على عدة عوامل، ومنها حجم الاستثمارات ودعم المشروعات والبرامج الفضائية المتطورة، وتطوير التكنولوجيا الفضائية المتقدمة، وبدوره يؤدي لتحسين القدرات الصناعية والتقنية ونمو القطاع الصناعي بشكل عام، إضافة إلى الاستثمار في الموارد البشرية لتحسين فرص العمل وزيادة إسهام القوى العاملة في الاقتصاد.
أداء
وذكر أن وكالة الإمارات للفضاء تتعاون مع المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء على إجراء مسح سنوي، بهدف قياس أداء القطاع الفضائي في الدولة، والذي يعد أداة معرفية مهمة تقوم على توظيف البيانات لتطوير صناعة الفضاء في الدولة وتقييم الوضع الحالي.
وتعزيز صنع القرار ورسم السياسات التي تسهم في تطوير واستدامة اقتصاد الفضاء في الإمارات، وتنمية دور الصناعة الوطنية القائمة على المعرفة والمهارات العالية، وتحفيز الاستثمار فيه، وخاصة أنه بلغ مجمل الاستثمارات في قطاع الفضاء 36 مليار درهم في السنوات العشر الماضية، فيما ارتفعت نسبة مجمل القيمة المضافة بمعدل 4.22% في سنة 2022.
وأكد أنهم يستهدفون توفير فرص عمل جديدة قائمة على الابتكار المستدام، وتطوير خبراتهم لصنع فرص جديدة في صناعة الفضاء ودعم الاستراتيجية الوطنية للفضاء في الدولة، وتوفير فرص لتمويل تطوير القدرات عبر «صندوق الفضاء الوطني»، ومرافق تجميع واختبار المركبات وعمليات المهمات الفضائية، بما يدعم تشجيع الشركات الناشئة، إضافة إلى تقديم الدعم لتأسيس الشركات الناشئة في مجال الفضاء الوطني، فضلاً عن التوجيه وتذليل العقبات وهذا جزء من مبادرة برنامج مناطق الفضاء الاقتصادية.
اتفاقيات
وبين أن لديهم تعاوناً دولياً لتعزيز تبادل الخبرات والمعارف في قطاع الفضاء، إذ وصل عدد الشراكات والاتفاقيات المبرمة في الفترة الماضية إلى 80 اتفاقية محلية وإقليمية ودولية، وأنهم على مدار السنوات الماضية، وقعوا عدداً من الاتفاقيات المهمة مع جهات رائدة في قطاع الفضاء الدولي،.
والعديد من وكالات الفضاء العالمية، مثل وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا»، ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية «جاكسا»، ووكالة الفضاء الروسية «روسكوسموس»، ووكالة الفضاء الهندية، ووكالة الفضاء الفلبينية، والتي تهدف إلى تعزيز التعاون في البحث العلمي، واستكشاف الفضاء وتبادل المعارف، بما يخدم المصالح المشتركة ويعزز الشراكات الدولية التي تصب في خدمة مسيرة العلم والمعرفة.
وشرح أنه من أجل ضمان قطاع فضائي إماراتي قوي ومستدام، انضمت الدولة إلى 4 معاهدات دولية رئيسة من أصل 5 تحكم قطاع الفضاء.
وفي ما يخص تعزيز شغف الأجيال الجديدة بالولوج للعمل في قطاع الفضاء، كشف القبيسي أن وكالة الإمارات للفضاء، تسخر جهودها في تعزيز الشغف لدى الأجيال الجديدة بالعمل في قطاع الفضاء، عبر استراتيجية ورؤية مستدامة ومتكاملة، تتضمن برامج تثقيف وتوعية وورش عمل ومسابقات وتحديات للتعريف بمجال الفضاء وأهميته.
جولات
وأفاد بأنه يتم تنظيم جولات في المراكز الفضائية، ومحاضرات توعية، مثل ورش العمل الفضائية، وهاكاثون منصة تحليل البيانات الفضائية، وتحديات برنامج «ساس» للتطبيقات الفضائية والتي تتيح الفرصة لرواد الأعمال والباحثين عبرها لدعم استشاري ومادي، من أجل تطوير تطبيقات فضائية لمواجهة تحديات التغير المناخي.
إلى جانب تقديم فرص تدريب عملي وبرامج صيفية للطلاب، للحصول على تجربة عملية في قطاع الفضاء، والاطلاع على أحدث التقنيات والمشروعات، إضافة إلى الشراكات الأكاديمية والصناعية مع الجامعات والشركات الخاصة، لتبادل المعرفة وتطوير المشروعات المشتركة، والتي تستهدف تحسين الاهتمام بالفضاء، مؤكداً أنهم يهدفون من هذه الرؤية إلى إلهام وتحفيز الأجيال الجديدة التعلم والتفكير الإبداعي في مجال الفضاء، وتمكينهم من الإسهام في تطور هذا المجال الحيوي.
13 عاماً للمهمة
تمتد مهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات، على مدار 13 عاماً، وتنقسم إلى 6 سنوات لتطوير وتصميم المركبة الفضائية، و7 سنوات لاستكشاف حزام الكويكبات الرئيس وإجراء سلسلة من المناورات القريبة لجمع بيانات أول مرة عن سبعة كويكبات في حزام الكويكبات الرئيس، ثم تنتهي بالتحليق الأخير والهبوط على الكويكب السابع «جوستيشيا».
ويستند تصميم مركبة المهمة، إلى الخبرات المكتسبة من مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل»، بهدف تسريع تطوير قطاع الفضاء الخاص في الإمارات والقدرات الوطنية في مجالات الابتكار والتطوير التكنولوجي المتقدم.
36 ملياراً استثمارات القطاع في الـعقد الماضي
القمر الاصطناعي العربي 813 يسير وفق جدوله للإطلاق نهاية 2024
مجمع البيانات الفضائية أبرز مشروعاتنا لخدمة الباحثين والمؤسسات
للمهمة تأثير كبير في مستقبل الفضاء بالدولة والمنطقة