البنتاغون: جاهزون لتنفيذ أي قرار للقيادة السياسية ضد فنزويلا

أعلن مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أن القوات الأمريكية في حالة استعداد للتحرك العسكري ضد فنزويلا إذا اتخذت القيادة السياسية هذا القرار، وذلك في تصريحات أدلى بها لشبكة الجزيرة يوم الثلاثاء. ومع ذلك، أشار المسؤول إلى أن الرئيس ترامب أبدى استعداده لإجراء حوار مع الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، مما يعكس نهجًا مزدوجًا في التعامل مع الأزمة في فنزويلا. وتأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد التوترات بين واشنطن وكاراكاس، ووسط مزاعم أمريكية بضلوع الحكومة الفنزويلية في عمليات تهريب المخدرات.
الاستعداد العسكري الأمريكي والبحث عن حلول دبلوماسية في فنزويلا
تعتبر هذه التطورات جزءًا من ضغوط مستمرة تمارسها إدارة ترامب على الحكومة الفنزويلية، حسبما أفاد البنتاغون. ومن المقرر أن يزور وزير الدفاع الأمريكي، بات هيغسيث، جمهورية الدومينيكان اليوم الأربعاء، لإجراء مباحثات مع الرئيس ووزير الدفاع في البلاد. وستركز المباحثات على “الالتزام بحماية الشركاء الإقليميين وضمان الاستقرار والأمن في الأميركتين”، وفقًا للمتحدث باسم البنتاغون.
تعزيز الوجود العسكري في منطقة الكاريبي
شنت الولايات المتحدة منذ أغسطس/آب الماضي حملة لتعزيز تواجدها العسكري في منطقة البحر الكاريبي، بما في ذلك نشر أكبر حاملة طائرات في العالم وأسطول من السفن الحربية. وبررت واشنطن هذا التحرك بأنه يهدف إلى مكافحة تهريب المخدرات إلى أراضيها. لكن هذه التحركات أثارت قلقًا في فنزويلا ودول المنطقة الأخرى، التي تعتبرها بعض الأطراف بمثابة استفزاز.
تأتي هذه التطورات في وقت يقدم فيه الرئيس ترامب إشارات متضاربة حول إمكانية تدخل عسكري مباشر في فنزويلا. فمن جهة، سمح بعمليات سرية لوكالة المخابرات المركزية (سي آي إيه) داخل فنزويلا، وأكد أنه لا يستبعد خيار التدخل العسكري. ومن جهة أخرى، أعرب عن استعداده للتحدث مع الرئيس مادورو، مما يشير إلى رغبة في استكشاف حلول دبلوماسية.
تتهم الإدارة الأمريكية الرئيس مادورو بالقيادة المباشرة لعمليات تهريب المخدرات، وهي اتهامات تنفيها الحكومة الفنزويلية بشدة. وتصر كاراكاس على أن الولايات المتحدة تسعى إلى إثارة الفوضى وزعزعة الاستقرار في البلاد من خلال نشر مزاعم كاذبة. وتعتبر فنزويلا أن هذه الاتهامات جزء من “حرب” شاملة تشنها واشنطن ضدها.
الوضع الإقليمي معقد، حيث تتأثر فنزويلا بأزمات إنسانية واقتصادية عميقة. وقد صرحت مصادر بأن الولايات المتحدة قامت بـ 21 عملية منذ سبتمبر الماضي ضد سفن في منطقة الكاريبي والمحيط الهادئ، مما أسفر عن مقتل 83 شخصًا على الأقل، بدعوى تورطها في تهريب المخدرات. وتثير هذه العمليات تساؤلات حول مدى التزام الولايات المتحدة بالقانون الدولي وحقوق الإنسان.
العلاقات الأمريكية الفنزويلية: تاريخ من التوتر
تاريخيًا، شهدت العلاقات بين الولايات المتحدة وفنزويلا فترات طويلة من التوتر، خاصةً بعد صعود هوغو تشافيز إلى السلطة في عام 1999. وتبادلت الدولتان اتهامات بالتدخل في شؤونها الداخلية، وشهدت المنطقة سلسلة من الأزمات السياسية والاقتصادية. يعكس الوضع الحالي استمرار هذه الديناميكية، مع تصاعد المخاوف من اندلاع صراع مسلح.
يتعين مراقبة تطورات الوضع في فنزويلا عن كثب خلال الأسابيع القادمة. من المتوقع أن يقدم وزير الدفاع الأمريكي تقريرًا مفصلًا عن زيارته إلى جمهورية الدومينيكان، والذي قد يتضمن توصيات بشأن الخطوات التالية التي يجب اتخاذها. كما سيكون من المهم متابعة أي مبادرات دبلوماسية محتملة بين واشنطن وكاراكاس، وتقييم مدى جدية الطرفين في إيجاد حل سلمي للأزمة. فنزويلا تشكل نقطة اشتعال محتملة في المنطقة، والأزمة الفنزويلية تتطلب حلولاً شاملة لتجنب المزيد من التصعيد. من الضروري أيضًا تقييم تأثير العلاقات الدولية والسياسة الأمريكية على مستقبل الوضع في فنزويلا. تبقى احتمالات التصعيد العسكري والحلول الدبلوماسية واردة، وتعتمد على العديد من العوامل الإقليمية والدولية.





