«التضامن» تصدر 1.3 مليون بطاقة خدمات متكاملة من خلال 225 مكتب تأهيل ووحدات متنقلة

أعلنت وزارة التضامن الاجتماعي عن جهود مكثفة لدعم وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة في مصر، وذلك بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لهم الذي يوافق الثالث من ديسمبر من كل عام. يأتي هذا الإعلان في إطار التزام الدولة بتوفير الحماية والفرص المتكافئة لجميع المواطنين، وضمان مشاركتهم الفعالة في بناء المجتمع. وقد تلقت الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، تقريراً مفصلاً حول هذه الجهود من رئيس الإدارة المركزية لشؤون الأشخاص ذوي الإعاقة، خليل محمد.
جهود مصرية لتعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة
تعتبر مصر من الدول الرائدة في المنطقة في مجال حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، حيث استندت جهودها إلى إطار دستوري وتشريعي قوي. الدستور المصري يؤكد على حماية حقوق هذه الفئة وضمان مشاركتها الكاملة في الحياة العامة. بالإضافة إلى ذلك، صدقت مصر على الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وأصدرت القانون رقم 10 لسنة 2018 ولائحته التنفيذية لتنظيم هذه الحقوق وتوفير الخدمات اللازمة.
برامج الحماية الاجتماعية والتوسع في الدعم
ركزت وزارة التضامن الاجتماعي على توسيع نطاق برامج الحماية الاجتماعية لتشمل أكبر عدد ممكن من الأشخاص ذوي الإعاقة. ووفقاً للتقرير، يستفيد أكثر من 1.2 مليون شخص من برنامج “كرامة”، وهو برنامج دعم مالي للفئات الأكثر احتياجاً، بمخصصات سنوية تتجاوز 11 مليار جنيه مصري. يهدف البرنامج إلى توفير دخل أساسي يساعد المستفيدين على تلبية احتياجاتهم الأساسية.
بطاقات الخدمات المتكاملة وتسهيل الوصول للخدمات
أطلقت الوزارة مبادرة إصدار بطاقات الخدمات المتكاملة، والتي تتيح لحامليها الحصول على العديد من المزايا والخدمات في مختلف المجالات، مثل الصحة والتعليم والنقل. وقد تم إصدار ما يزيد عن 1.3 مليون بطاقة حتى الآن من خلال 225 مكتب تأهيل ووحدات متنقلة. وتشير البيانات إلى أن الطلب على هذه البطاقات في تزايد مستمر.
خلال عام 2024/2025، تم تسجيل 136792 طلباً جديداً لإصدار البطاقات، بالإضافة إلى 66804 طلب إعادة إصدار أو بدل فاقد. وقد قامت الوزارة بطباعة 152763 بطاقة جديدة وإصدار 43717 بطاقة بدل فاقد أو تالف، مما يعكس استجابة الوزارة للطلب المتزايد على هذه الخدمة. وتعتبر هذه البطاقات خطوة مهمة نحو دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع وتسهيل حصولهم على حقوقهم.
حملة “هنوصلك” وتطوير خدمات التأهيل
إدراكاً للتحديات التي تواجه بعض الأشخاص ذوي الإعاقة في الوصول إلى الخدمات، أطلقت الوزارة حملة “هنوصلك”. تهدف هذه الحملة إلى تقديم الدعم اللازم لهذه الفئة، من خلال توفير خدمات التأهيل والتدريب في أماكن إقامتهم. شارك في الحملة 5156 متطوعاً من خلال مكاتب التأهيل المتنقلة، مما ساهم في الوصول إلى عدد كبير من المستفيدين في المناطق النائية.
بالإضافة إلى ذلك، تعمل الوزارة على تطوير خدمات التأهيل والتدريب المهني المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة، بهدف تزويدهم بالمهارات اللازمة لسوق العمل وزيادة فرص حصولهم على وظائف مناسبة. وتشمل هذه الخدمات التدريب على الحرف اليدوية والمهارات الرقمية وغيرها من المهارات التي تساهم في تحقيق الاستقلالية المالية.
وتشمل جهود الوزارة أيضاً توفير الدعم النفسي والاجتماعي للأشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم، لمساعدتهم على التغلب على التحديات التي تواجههم وتحسين جودة حياتهم. ويتم تقديم هذا الدعم من خلال مراكز التأهيل المتخصصة والخطوط الساخنة وخدمات الإرشاد الأسري.
تتكامل هذه الجهود مع مبادرات أخرى تهدف إلى تحسين إمكانية الوصول إلى المباني والمرافق العامة، وتوفير وسائل النقل المناسبة، وتطوير التعليم الشامل، وتعزيز الوعي بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع. وتعتبر هذه المبادرات ضرورية لخلق بيئة داعمة تمكن الأشخاص ذوي الإعاقة من المشاركة الكاملة والفعالة في جميع جوانب الحياة.
في الختام، تواصل وزارة التضامن الاجتماعي جهودها الحثيثة لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة وتحسين جودة حياتهم. ومن المتوقع أن تعلن الوزارة عن المزيد من المبادرات والبرامج في الفترة القادمة، بهدف تحقيق المزيد من التقدم في هذا المجال. ويجب متابعة تطورات تنفيذ القانون رقم 10 لسنة 2018 وتقييم أثر برامج الدعم المختلفة على حياة المستفيدين، بالإضافة إلى مراقبة التحديات المستمرة التي تواجه هذه الفئة والعمل على إيجاد حلول مبتكرة لها.





