الجيش الإسرائيلي يعتزم تسليح 10 آلاف جندي احتياط بمنازلهم

أعلن الجيش الإسرائيلي عن خطة لتسليح ما يقرب من 10 آلاف من جنود الاحتياط المدنيين بأسلحة سيتم الاحتفاظ بها بشكل دائم في منازلهم، وذلك في إطار مراجعة شاملة للإجراءات الأمنية عقب فشل 7 أكتوبر، والذي يعتبر نقطة تحول في الاستراتيجية الإسرائيلية.
تأتي هذه الخطوة كجزء من برنامج “ديفيد 96” الذي يهدف إلى تعزيز قدرة الاستجابة السريعة لقوات الاحتياط، والذين تتراوح أعمارهم بين 40 و 60 عامًا، في حالة تكرار سيناريوهات مماثلة لهجوم حماس. ويهدف البرنامج إلى ضمان جاهزية الجنود للمشاركة الفورية في الدفاع عن مناطقهم.
فشل 7 أكتوبر وتداعياته على سياسة الاحتياط
يأتي قرار تسليح جنود الاحتياط في منازلهم كتغيير جذري في السياسة الإسرائيلية التقليدية، والتي كانت تمنع بشكل عام حمل الجنود للأسلحة خارج الخدمة العسكرية. وفقًا لصحيفة يديعوت أحرونوت، فإن هذا التحول يعكس تقييمًا جديدًا للمخاطر والمستويات المطلوبة من الاستعداد.
ويشمل التسليم لكل جندي سلاحًا من طراز “إم 4” مع مخازن ذخيرة كاملة، بالإضافة إلى خوذة وسترة واقية، مع توفير خزنة آمنة لتخزين السلاح في المنزل. سيخضع الجنود لتدريب محدود على الزي العسكري لفترة قصيرة خلال العام، مع التركيز على المهارات الضرورية للاستجابة الفورية.
تحليل التغيير الاستراتيجي
يعكس هذا القرار اعترافًا صريحًا بالثغرات الأمنية التي كشفت عنها أحداث 7 أكتوبر، وضرورة وجود قوة ردع سريعة الانتشار. ويرى محللون أن الاعتماد على جنود الاحتياط المدنيين المسلحين يمثل محاولة لتعويض النقص في القوات النظامية في حالات الطوارئ.
ومع ذلك، يثير هذا التوجه أيضًا قضايا تتعلق بالأمن والسلامة العامة، بما في ذلك خطر زيادة حوادث السلاح والوصول غير المصرح به إلى الأسلحة. لم يقدم الجيش الإسرائيلي تفاصيل كاملة حول الإجراءات التي سيتم اتخاذها للتخفيف من هذه المخاطر.
عدد جنود الاحتياط وتأثير الحرب على غزة
يبلغ عدد جنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي حوالي 400 ألف جندي، وهو ما يمثل جزءًا كبيرًا من القوة العسكرية الإسرائيلية. لقد لعب جنود الاحتياط دورًا رئيسيًا في الحرب الجارية في قطاع غزة، حيث تم استدعاؤهم بأعداد كبيرة لتعزيز القوات النظامية.
وافادت البيانات الصادرة عن الجيش الإسرائيلي بمقتل 923 ضابطًا وجنديًا منذ بدء الحرب على غزة. كما أدت الحرب إلى إجهاد كبير على قدرات الاحتياط، ودفعت الجيش إلى إعادة تقييم احتياجاته من القوى البشرية والتدريب.
الاستعداد المستقبلي وأهمية المراجعة
تعتبر خطوة تسليح جنود الاحتياط جزءًا من جهود أوسع لإعادة هيكلة الجيش الإسرائيلي وتحسين الاستعداد للمواجهات المستقبلية. وتشمل هذه الجهود زيادة الاستثمار في التكنولوجيا والمعدات، بالإضافة إلى تحسين التدريب والجاهزية القتالية.
من المتوقع أن يستمر الجيش الإسرائيلي في مراجعة سياساته وإجراءاته في ضوء الدروس المستفادة من الحرب على غزة وأحداث 7 أكتوبر. ويركز الجيش بشكل خاص على تحسين قدراته الاستخباراتية وتعزيز التعاون بين مختلف الوحدات والقوات. من المهم مراقبة كيفية تنفيذ هذه التغييرات وتأثيرها على الأمن الإقليمي والتوازن الاستراتيجي.





