Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
دولي

الجيش السوداني يصد هجوما كبيرا في بابنوسة ويرفض ورقة بولس

أفادت مصادر عسكرية سودانية بأن الجيش صد هجوماً كبيراً لقوات الدعم السريع على مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان، في تطور يأتي بالتزامن مع تصريحات لرئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان يرفض فيها مقترحات الوساطة الأميركية. وتتزايد المخاوف بشأن الوضع الإنساني المتدهور في السودان مع استمرار القتال وتصاعد أعداد النازحين، مما يضع ضغوطاً هائلة على الموارد المتاحة.

وأكدت المصادر أن الجيش كبد المهاجمين خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، بينما حقق تقدماً في محاور قتال أخرى بكردفان. يأتي هذا التصعيد في وقت تسعى فيه جهود الوساطة الدولية إلى إيجاد حل للأزمة السودانية المستمرة منذ منتصف أبريل الماضي.

تصريحات البرهان ورفض مقترحات الوساطة

خلال اجتماع مع ضباط القوات المسلحة، انتقد عبد الفتاح البرهان بشدة ورقة الوساطة الأميركية، واصفاً إياها بـ “غير المقبولة” و “غير المحايدة”. وأكد البرهان أن القوات المسلحة عازمة على استعادة السيطرة على جميع المناطق التي سيطرت عليها قوات الدعم السريع في كردفان ودارفور.

وأضاف البرهان أنه لا يمكن التوصل إلى وقف لإطلاق النار إلا بعد انسحاب قوات الدعم السريع من المناطق التي دخلتها بعد اتفاق جدة. كما أعرب عن رفضه لأي حل سياسي يتضمن إلغاء دور القوات المسلحة أو بقاء قوات الدعم السريع في مناطق نفوذها.

انتقادات لمسعد بولس

وجه البرهان انتقادات حادة لمسعد بولس، مستشار الرئيس الأميركي للشؤون العربية والأفريقية، متهمًا إياه بعرقلة جهود السلام وتقديم مقترحات تخدم مصالح قوات الدعم السريع. واعتبر البرهان أن بولس يمثل “صورة من أبواق تحالفي صمود وتأسيس والمليشيا”.

الوضع الإنساني الكارثي وتدهور الأوضاع

يشهد الوضع الإنساني في السودان تدهوراً حاداً مع استمرار القتال وتزايد أعداد النازحين واللاجئين. حذر مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا) من أن أعمال العنف في ولاية شمال كردفان أسفرت عن تهجير نحو 40 ألف شخص منذ نهاية أكتوبر الماضي.

وأشار أوتشا إلى أن الوصول إلى مناطق في كردفان محدود بشكل كبير، مما يعيق جهود تقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين. كما أكد رئيس مفوضية مجلس السلم والأمن الأفريقي، السفير بانكولي أديولي، من تدهور الأوضاع، داعياً إلى تحرك فوري وعاجل لوقف تصاعد الانتهاكات، خاصة في مدينة الفاشر بإقليم دارفور.

تحديات تواجه المنظمات الإنسانية

تواجه المنظمات الإنسانية العاملة في السودان تحديات كبيرة في الوصول إلى المحتاجين وتقديم المساعدات اللازمة. وتشمل هذه التحديات القيود المفروضة على الحركة، ونقص التمويل، وتدهور الأوضاع الأمنية. بالإضافة إلى ذلك، تعاني البنية التحتية في العديد من المناطق المتضررة من القتال من أضرار بالغة، مما يعيق جهود الإغاثة.

وأكد الناطق الرسمي باسم “حركة تحرير السودان/مجموعة عبد الواحد النور” محمد الناير أن الأوضاع الإنسانية في مناطق سيطرة الحركة كارثية، وأن 80% من النازحين يتهددهم خطر المجاعة. ودعا الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة إلى زيادة الدعم والمساعدات الإنسانية.

توقعات مستقبلية

من المتوقع أن يستمر الوضع في السودان في التدهور إذا لم يتم التوصل إلى حل سياسي شامل ينهي القتال ويضمن حماية المدنيين. تشير التطورات الأخيرة إلى أن جهود الوساطة الدولية تواجه صعوبات كبيرة، وأن الأطراف المتنازعة لا تزال بعيدة عن التوصل إلى اتفاق. يجب مراقبة تطورات الوضع في بابنوسة وكردفان عن كثب، بالإضافة إلى ردود فعل الأطراف الإقليمية والدولية على تصريحات البرهان ورفضه لمقترحات الوساطة. من المرجح أن تشهد الأيام القادمة مزيداً من الجهود الدبلوماسية، ولكن النجاح يعتمد على استعداد الأطراف المتنازعة لتقديم تنازلات والالتزام بوقف إطلاق النار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى