الحميدان: الكويت شريك «الطاقة الذرية» بمكافحة التلوث

أكد معهد الكويت للأبحاث العلمية دوره الريادي في مكافحة التلوث البيئي، وتحديداً خطر البلاستيك الدقيق، من خلال تطوير بروتوكولات قياس معتمدة دولياً. وقد شارك المعهد في المنتدى الدولي رفيع المستوى حول التقنيات النووية للسيطرة على التلوث البلاستيكي في الفلبين، مؤكداً التزام الكويت بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في هذا المجال الحيوي. يهدف هذا التعاون إلى فهم وتقليل الآثار الضارة لهذه الملوثات على البيئة وصحة الإنسان.
جاءت مشاركة الكويت في المنتدى الذي عقد في مانيلا في الفترة من 25 إلى 26 نوفمبر، كجزء من شراكتها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقد سلط المدير العام للمعهد، د. فيصل الحميدان، الضوء على ريادة الكويت في وضع معايير دولية لرصد وفهم التلوث الناتج عن البلاستيك الدقيق، وهو ما يمثل تحدياً بيئياً عالمياً متزايداً.
دور الكويت الريادي في قياس البلاستيك الدقيق
طور علماء معهد الكويت للأبحاث العلمية، بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بروتوكولات موحدة تستخدم حالياً في أكثر من 75 دولة حول العالم. تهدف هذه البروتوكولات إلى قياس وتقييم خطر البلاستيك الدقيق في البيئات المختلفة، بما في ذلك المحيطات والتربة والهواء. هذا الجهد يعكس التزام الكويت بمعالجة قضايا التلوث البيئي على نطاق عالمي.
مبادرة NUTEC Plastics والتقنيات النووية
تشارك الكويت بشكل فعال في مبادرة NUTEC Plastics التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية، والتي تعتمد على التقنيات النووية لرصد التلوث البلاستيكي البحري. لا يقتصر دور المعهد على المشاركة فحسب، بل هو شريك رئيسي ومركز متعاون يساهم بخبراته وموارده مع الدول الأعضاء. تعتبر التقنيات النووية أدوات قوية لتحليل وتحديد مصادر وأنواع البلاستيك الدقيق.
تطوير معايير مرجعية عالمية
من أبرز إنجازات المعهد تطوير مادة مرجعية قياسية تم مشاركتها مع الوكالة الدولية للتحقق من صحة النتائج في المختبرات حول العالم. تم استخدام هذه المادة في عملية مقارنة بين مختبرات في 55 دولة، مما ساهم في تحسين موثوقية القياسات العالمية. هذه القياسات الدقيقة ضرورية لتوجيه السياسات الدولية المتعلقة بالحد من التلوث البلاستيكي.
بالإضافة إلى ذلك، يساهم هذا العمل في حماية البيئة الكويتية والأمن الغذائي، ويتماشى مع أهداف التنمية المستدامة. كما يضع الكويت على خريطة الابتكار العلمي في مجال أبحاث البلاستيك الدقيق.
نشر الأبحاث وتأثيرها العالمي
نشر معهد الكويت للأبحاث العلمية أكثر من 26 بحثاً مهماً في مجلات دولية مرموقة خلال السنوات الخمس الماضية. تحظى هذه الأبحاث باهتمام عالمي واسع، حيث يتم الاستشهاد بها من قبل الباحثين والعلماء في جميع أنحاء العالم. يعزز هذا التأثير سمعة الكويت كمركز للتميز في أبحاث البلاستيك الدقيق و التلوث البحري.
وقد انتقل عمل المعهد من الرصد المحلي إلى وضع المعايير العالمية، حيث تم اعتماد البروتوكولات التي طورها لتحديد وقياس كمية المواد البلاستيكية الدقيقة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وخارجها. يعكس هذا التوسع نطاق تأثير أبحاث المعهد وأهميتها على المستوى الدولي.
ومع ذلك، لا يزال هناك حاجة إلى مزيد من البحث والتطوير لفهم الآثار طويلة المدى للبلاستيك الدقيق على البيئة وصحة الإنسان. من المتوقع أن يستمر المعهد في التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والدول الأخرى لتطوير حلول مبتكرة لمكافحة هذا التحدي البيئي المتزايد. سيتم التركيز في المستقبل على تطوير تقنيات جديدة لإزالة البلاستيك الدقيق من البيئة وتقليل إنتاجه واستهلاكه.
من المقرر أن تقوم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتقييم نتائج مبادرة NUTEC Plastics في الربع الأول من عام 2024، وتقديم توصيات بشأن توسيع نطاقها وتطبيقها في مناطق أخرى حول العالم. يجب مراقبة هذه التطورات لتقييم مدى فعالية الجهود الدولية في مكافحة التلوث البلاستيكي.





