الحياة معارك
الحياة متنوعة، يتخللها صعوبات وعقبات، وربما تعترضنا العديد من المشاكل، التي قد تكون صادرة من شخصيات نحبها ونوليها العناية، يؤذينا فعلهم، وتؤلمنا مثل هذه الأخطاء، التي قد تصدر منهم.
إن الأغلبية ممن يواجه مثل هذه المشاكل تصبح معركته الحياتية ذات أهمية، فتحتاج منه المقاومة والصبر والاجتهاد، ولذلك يجب أن ننظر لمعاركنا في الحياة على أنها مرحلة يمكن تجاوزها، الحياة أجمل من أن نضيعها في الصراعات مع الآخرين، فإذا كنت كارهاً للآخرين مترقباً زلاتهم وأخطاءهم، والنظر إلى الجانب المظلم من سلوكياتهم وشخصياتهم، حتماً ستظل طيلة الوقت مستلاً سيفك، وتحارب في الفراغ من دون تفكير أو خطط واضحة.
أسوق لكم قصة رجل ذهب إلى سقراط وقال له: «أريد أن أسكن معكم في هذه البلدة فما حال الناس هنا ؟»، فقال له سقراط: «ماذا عن حال أهل بلدتك التي كنت فيها ؟»، قال الرجل: كانوا قوم سوء، فلم أرَ فيهم أحداً يحبني، فقال له سقراط: «أما هذه القرية فمثل أهل قريتك تماماً، لا يختلفون عنهم في شيء، فارجع إلى قريتك أو اخرج إلى قرية أخرى غير قريتنا. الحب والكره ينبعان من داخل النفس.
ويمكن التحكم بهما، وعدم ترك الصراعات والمعارك تأخذك لعوالم الحقد والكره»، وكما قالت العالمة ماري كوري: «لا شيء في هذه الحياة يستحق أن نخشاه، وكل ما في الأمر هو أننا بحاجة إلى تفهمه، وقد آن الأوان لنتفهم أكثر، فربما تقل مخاوفنا. الحياة ليست حرباً، إنما عمل وبذل وعطاء ومحبة وتسامح»، ويقول الكاتب ناثانيال براندن:
«إننا نميل إلى الشعور بأكبر قدر من الارتياح والطمأنينة والأمان مع الأشخاص، الذين لديهم مستوى من تقدير الذات مشابه لمستوى تقديرنا لذاتنا. أتوقع أننا بحاجة إلى إظهار التعاطف والشفقة والمحبة، وبذل العطاء، والاهتمام بالفئات في مجتمعاتنا، ونقل تلك الأحاسيس الإنسانية إلى أطفالنا حتى يتعلموا منها كيف يواجهون الحياة، وينتصرون بالعلم والمعرفة لا بالغضب والعنصرية».