الشيباني يلتقي مبعوث ترامب ومحادثات أميركية إسرائيلية “متوترة” بشأن سوريا

عقد وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، مباحثات مع المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توم باراك، يوم الثلاثاء، في دمشق. تأتي هذه المباحثات في ظل جهود دبلوماسية متزايدة تهدف إلى تخفيف التوترات في المنطقة، خاصةً بعد تصاعد الأنشطة الإسرائيلية في جنوب سوريا، ووسط مساعي أمريكية للتهدئة بين دمشق وتل أبيب. وتعتبر هذه التطورات جزءًا من سياق أوسع يتعلق بـالأمن الإقليمي وتأثيره على استقرار سوريا.
وأكدت وزارة الخارجية السورية أن اللقاء ركز على “المستجدات الإقليمية وتعزيز التعاون المشترك بين سوريا والولايات المتحدة بما يخدم المصالح المشتركة”. وبحسب مصادر إعلامية، فإن هذه المحادثات تزامنت مع سلسلة اجتماعات أمريكية إسرائيلية، بدأت يوم الجمعة، لمناقشة الوضع في سوريا ومحاولة احتواء أي تصعيد إضافي.
تطورات مفاجئة في المشهد السوري والإسرائيلي
تأتي هذه التحركات الدبلوماسية بعد قيام دورية إسرائيلية بالتغلغل في بلدة بيت جن بريف دمشق الجنوبي، يوم الجمعة الماضي، مما أدى إلى اشتباكات مع السكان المحليين وإصابة عدد من الجنود الإسرائيليين. وردت إسرائيل بشن غارات جوية على البلدة، أسفرت عن مقتل 13 شخصًا وإصابة حوالي 25 آخرين، وفقًا لتقارير إعلامية.
وقد دعا الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، في منشور على منصته “تروث سوشال”، إسرائيل إلى الحفاظ على “حوار قوي وحقيقي” مع دمشق، مؤكدًا على أهمية تجنب أي إجراءات قد تعيق التنمية والازدهار في سوريا. يعكس هذا البيان تحولًا ملحوظًا في الموقف الأمريكي، الذي سعى في السابق إلى عزل الحكومة السورية.
خلفية التوترات الأخيرة
على مدار الأشهر الماضية، شهدت المنطقة السورية العازلة، التي احتلتها إسرائيل في ديسمبر 2024، توترات متزايدة. تواصل إسرائيل تنفيذ عمليات توغل وغارات جوية، مستهدفة مواقع عسكرية وأسلحة تابعة للجيش السوري، على الرغم من عدم وجود تهديد مباشر من الحكومة السورية تجاه تل أبيب. تثير هذه الأنشطة قلقًا بالغًا بشأن الوضع الإنساني وتأثيرها على المدنيين.
وتشير التقارير إلى أن المحادثات الجارية تهدف إلى التوصل إلى ترتيبات أمنية تضمن انسحاب إسرائيل من المنطقة العازلة. ومع ذلك، لا تزال هذه الترتيبات غير واضحة، وهناك شكوك حول مدى التزام الأطراف المعنية بتنفيذها.
تطورات موازية في السويداء
في سياق منفصل، أفادت مصادر محلية في محافظة السويداء عن وفاة الشيخ رائد المتني، وهو أحد وجهاء المحافظة، بعد أيام من اعتقاله من قبل مجموعات تابعة لما يُسمى “الحرس الوطني”. وترجح المصادر أن الشيخ المتني قضى تحت التعذيب.
وأكدت المصادر أن حملة اعتقالات جديدة تجري في السويداء، تستهدف أقارب الشيخ المتني، وأن هذه الحملة تنفذها “عصابات متمردة” تابعة لحكمت الهجري. الشيخ رائد المتني كان شخصية دينية بارزة في السويداء، ومكلفًا بحفظ الأمن والدفاع عن حقوق المواطنين.
هذه الأحداث في السويداء تزيد من تعقيد المشهد السوري، وتثير مخاوف بشأن الاستقرار المحلي وحقوق الإنسان. وتشير إلى وجود صراعات داخلية في المحافظة، قد تؤثر على الجهود المبذولة لتحقيق السلام والازدهار في البلاد.
من المتوقع أن تستمر المباحثات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وسوريا وإسرائيل في الأيام المقبلة. وستركز هذه المباحثات على إيجاد حلول للتحديات الأمنية والإنسانية في المنطقة، وتجنب أي تصعيد إضافي. ومع ذلك، لا يزال هناك الكثير من الشكوك حول مدى نجاح هذه الجهود، نظرًا للتعقيدات السياسية والإقليمية المتعددة. يجب مراقبة تطورات الوضع في سوريا عن كثب، وتقييم تأثيرها على الأمن الإقليمي والدولي.





