هدنة غزة.. كل طرف يضع الكرة في ملعب الآخر

تعُلق آمال على أن تكون محادثات القاهرة التي تواصلت أمس، المحطة الأخيرة قبل التوصل إلى أول وقف طويل الأجل لإطلاق النار في الحرب، وهو هدنة مدتها 40 يوماً يتم فيها تبادل أسرى، وضخ المساعدات إلى غزة قبل حلول شهر رمضان.
وقالت ثلاثة مصادر أمنية مصرية إن لإسرائيل و«حماس» الرغبة في التوصل إلى اتفاق ولكنهما متمسكتان بمطالبهما. ونقلت قناة القاهرة الإخبارية عن أحد المصادر قوله «هناك صعاب تواجه المباحثات»، ولكنها ما زالت مستمرة.
وقرر مفاوضو «حماس» البقاء يوماً ثالثاً في القاهرة، لمواصلة المحادثات بعد مرور يومين من دون تحقيق أي انفراجة، وكذلك من دون الحديث عن فشل. وقال باسم نعيم القيادي في الحركة إنها قدمت اقتراحها إلى الوسطاء في يومين من المحادثات، وتنتظر رداً من الإسرائيليين الذين غابوا عن هذه الجولة.
وأضاف إن الكرة في ملعب الأمريكان للضغط على إسرائيل من أجل التوصل إلى اتفاق.
ورداً على سؤال في شأن تصريح نعيم بأن إسرائيل تعرقل الاتفاق، قال مسؤول إسرائيلي «هذا الادعاء غير صحيح. إسرائيل تبذل كل جهد للتوصل إلى اتفاق وننتظر رداً من حماس».
وقاطعت إسرائيل المحادثات لأن حماس رفضت طلبها تقديم قائمة بأسماء جميع الرهائن الذين ما زالوا على قيد الحياة. وأوضح نعيم أن هذا يستحيل من دون وقف إطلاق النار، بالنظر إلى أن الأسرى موزعون في منطقة حرب ومحتجزون لدى فصائل مختلفة.
وتقول واشنطن إن اتفاقاً قبلت به إسرائيل مطروح على الطاولة وإن الأمر متروك لـ«حماس» لقبوله. وترفض الحركة هذه التصريحات وتراها محاولة لإبعاد اللائمة عن إسرائيل إذا انهارت المحادثات.
وقالت مصادر أمنية مصرية إن وسطاء أمريكيين ومصريين وقطريين يسعون للتغلب على هذا الخلاف بتقديم ضمانات منفصلة لـ«حماس» في شأن إجراء محادثات لإنهاء الحرب.
وأضافت المصادر إن الجانبين في حاجة إلى إيجاد تسوية في شأن طلب «حماس» السماح لجميع سكان غزة بالعودة إلى منازلهم، وطلب إسرائيل قائمة بأسماء الأسرى.
ودعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن «حماس» إلى القبول «بوقف إطلاق نار فوري» مع إسرائيل، وأكد في لقاء مع رئيس الوزراء القطري بواشنطن لدينا فرصة لحصول وقف فوري لإطلاق النار يمكّن رهائن من العودة إلى ديارهم ولزيادة كبيرة في كمية المساعدات الإنسانية التي تصل إلى الفلسطينيين الذين هم في أمس الحاجة إليها، وبعد ذلك وضع الشروط الآيلة إلى حل دائم. وأضاف على حماس اتخاذ القرارات في ما إذا كانت مستعدة للانخراط في وقف إطلاق النار هذا.
قصف مستمر
وبينما تهدّد إسرائيل منذ أسابيع بشنّ عملية برية في رفح التي أصبحت الملاذ الأخير لنحو 1,5 مليون فلسطيني نزحوا من مناطق أخرى في القطاع، تتواصل المعارك العنيفة في وسط خان يونس الجنوبية وفي محيط مدينة حمد السكنية وفي تل الهوى والزيتون في الشمال.
وتعرضت رفح مجدداً للقصف الليلة قبل الماضية وكذلك خان يونس، وطالت الضربات محيط المستشفى الأوروبي في مدينة حمد السكنية. وفي الشمال، قالت وزارة الصحة وشهود إن الجنود الإسرائيليين فتحوا النار على حشود جائعة تجمعت بانتظار توزيع مساعدات ما أدى إلى سقوط جرحى. وروى شهود عيان أن مئات الأشخاص «اندفعوا عند اقتراب 17 شاحنة محملة بالدقيق من مفترق الشهداء في جنوبي مدينة غزة، وأطلق الجنود الإسرائيليون النار باتجاههم ما أوقع إصابات».
وأفادت وزارة الصحة بغزة بأن القصف الإسرائيلي تسبب في مقتل 97 شخصاً في غضون 24 ساعة «غالبيتهم من الأطفال والنساء وكبار السن»، مضيفة إنّ «عشرات المفقودين لا يزالون تحت الأنقاض».