جددت السلطات الأمريكية تحذيرها من خطر الفيضانات في جنوب ولاية كاليفورنيا، حيث تتواصل الأمطار الغزيرة المتوقعة خلال فترة عيد الميلاد. وقد أعلنت حالة الطوارئ في مدينة لوس أنجلوس، في ظل توقعات بتفاقم الوضع وارتفاع منسوب الأنهار، مما يهدد سلامة السكان والبنية التحتية. وتأتي هذه التحذيرات بعد سلسلة عواصف قوية أثرت على الولاية.
وتشهد كاليفورنيا حاليًا موجة طقس قاسية، مع استمرار هطول الأمطار بغزارة. وقد أدت هذه الأمطار إلى اقتلاع الأشجار وإغلاق الطرق، بالإضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي عن آلاف المنازل. وتتركز المخاوف بشكل خاص في المناطق التي تضررت سابقًا من حرائق الغابات، حيث أصبحت التربة أقل قدرة على امتصاص المياه.
الفيضانات في كاليفورنيا: تطورات الأوضاع وتحذيرات متصاعدة
تعتبر العواصف الحالية من بين الأسوأ التي تشهدها كاليفورنيا منذ سنوات، حيث يُتوقع أن تتسبب في هطول كميات أمطار تعادل ما يهطل في أشهر. ويعزى ذلك إلى ما يُعرف بـ “النهر الجوي” المحمل ببخار المياه، والذي يضرب الولاية بقوة. هذا النمط الجوي، المعروف أيضًا باسم “قطار الأناناس السريع”، ينقل رطوبة عالية من المناطق الاستوائية في هاواي إلى الساحل الغربي.
وحذرت هيئة الأرصاد الجوية الأمريكية من احتمال وقوع “فيضانات مفاجئة خطيرة قد تكون مميتة”، خاصة في المناطق المتضررة من حرائق الغابات. فالتربة المحروقة تفقد قدرتها على استيعاب المياه، مما يزيد من خطر الانزلاقات الطينية والفيضانات المفاجئة. وتشمل المناطق الأكثر عرضة للخطر مدينة سانتا مونيكا الساحلية وحوض لوس أنجلوس.
الأضرار الناجمة عن العواصف
تسببت العواصف في أضرار واسعة النطاق، بما في ذلك اقتلاع الأشجار وإغلاق الطرق. وقد أدى ذلك إلى تعطيل حركة المرور وتأخير وصول خدمات الطوارئ. بالإضافة إلى ذلك، انقطعت الكهرباء عن آلاف السكان، مما أثر على حياتهم اليومية. وتشير التقارير إلى أن بعض الأحياء في لوس أنجلوس لا تزال تعاني من آثار حرائق الغابات التي اندلعت في يناير 2025.
وقد أعلنت السلطات عن عمليات إنقاذ لسكان حاصرتهم المياه في منازلهم، خاصة في مقاطعة سان برناردينو. كما أفادت وسائل الإعلام المحلية عن وفاة شخص في سان دييغو نتيجة سقوط شجرة عليه، ووفاة نائب رئيس شرطة في ساكرامنتو في حادث سير يعتقد أنه مرتبط بسوء الأحوال الجوية. وتشير هذه الحوادث إلى خطورة الوضع وضرورة اتخاذ الاحتياطات اللازمة.
استجابة الطوارئ وجهود الإغاثة
استجابت السلطات الأمريكية للعواصف بإعلان حالة الطوارئ في عدة مقاطعات، بما في ذلك لوس أنجلوس. ويتيح ذلك تخصيص موارد إضافية لجهود الإغاثة والاستجابة للطوارئ. وقد تم نشر فرق الإطفاء والإنقاذ في المناطق المتضررة لتقديم المساعدة للسكان المتضررين. بالإضافة إلى ذلك، تم فتح مراكز إيواء لإيواء الأشخاص الذين اضطروا إلى مغادرة منازلهم.
وتعمل السلطات أيضًا على إصلاح الطرق المتضررة وإعادة التيار الكهربائي إلى المنازل والمباني المتضررة. كما يتم تقديم المساعدة المالية للأفراد والشركات المتضررة من العواصف. الطقس السيئ يعيق جهود الإصلاح، لكن الفرق تعمل على مدار الساعة لتقليل الأثر السلبي على السكان.
من المتوقع أن تستمر الأمطار الغزيرة في الهطول على جنوب كاليفورنيا خلال الأيام القليلة القادمة. وستراقب السلطات الوضع عن كثب لتقييم المخاطر واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية السكان. تغير المناخ قد يلعب دورًا في زيادة تواتر وشدة هذه العواصف، وهو ما يستدعي دراسة متأنية وتخطيطًا استباقيًا. كما يجب على السكان اتباع تعليمات السلطات والتحلي بالحذر لتجنب المخاطر المحتملة. الأرصاد الجوية تشير إلى احتمال تحسن الأحوال الجوية تدريجيًا بحلول نهاية الأسبوع، ولكن لا يزال هناك بعض عدم اليقين بشأن التوقعات المستقبلية.
