Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
دولي

الكشف عن موقع إلكتروني يدعو لاغتيال علماء إسرائيليين

كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت عن ظهور موقع إلكتروني مثير للقلق يقوم بنشر تهديدات صريحة تستهدف أكاديميين وعلماء وباحثين إسرائيليين، مع عرض مكافآت مالية كبيرة لمن ينفذ عمليات ملاحقة وإيذاء ضدهم. هذه التهديدات، التي تتصاعد حدتها، تثير مخاوف أمنية واسعة النطاق وتستدعي تحليلاً دقيقاً لمصادرها وأهدافها، خاصة في ظل الأوضاع الجيوسياسية الحالية. وتعتبر هذه القضية بمثابة تهديد للأمن القومي الإسرائيلي.

يُدعى الموقع “حركة العقاب من أجل العدالة”، ويتهم الأفراد المستهدفين بالتورط في أنشطة تعتبرها معادية، بما في ذلك العمل مع الجيش الإسرائيلي وتطوير أسلحة. ووفقاً لتقرير الصحيفة، يبدو أن الموقع مُدار من الولايات المتحدة أو دولة غربية أخرى، ويضم قائمة مفصلة بأسماء وعناوين وصور الضحايا المحتملين، مما يزيد من خطورة التهديدات. ويتضمن الموقع معلومات شخصية حساسة، مثل أرقام الهواتف وصور جوازات السفر.

تفاصيل التهديدات الموجهة ضد العلماء الإسرائيليين

تتجاوز التهديدات مجرد الإساءة اللفظية، حيث يقدم الموقع إرشادات محددة حول كيفية تنفيذ الأذى، بما في ذلك تعليق اللافتات التهديدية وإحراق الممتلكات، وصولاً إلى الدعوة إلى القتل مقابل مبالغ مالية كبيرة. وبلغت قيمة المكافآت المعروضة مئات الآلاف من الدولارات في بعض الحالات، مما يشير إلى وجود تمويل وتنظيم خلف هذه التهديدات.

وبحسب يديعوت أحرونوت، فإن الموقع يستهدف باحثين بارزين في مجالات متنوعة مثل الفيزياء النووية والكيمياء والهندسة الطبية. وتشمل الأسماء البارزة رئيس جامعة بن غوريون، ورئيس المؤسسة الوطنية للعلوم، بالإضافة إلى علماء معروفين بصلاتهم بصناعة الأسلحة. هذه الاستهدافات المحددة تثير تساؤلات حول مصادر المعلومات التي يعتمد عليها الموقع.

ردود الفعل الإسرائيلية والتحقيقات الجارية

أعرب مسؤولون أمنيون إسرائيليون عن قلقهم البالغ إزاء هذه التهديدات غير المسبوقة، مؤكدين أن مستوى التفصيل والتحريض المباشر يعتبر سابقة خطيرة. وأكدوا أنهم لم يشهدوا من قبل حملة مماثلة تستهدف الأكاديميين والباحثين بهذا الشكل. وتجري حالياً تحقيقات مكثفة من قبل جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) والموساد والمديرية الوطنية للأمن الإلكتروني لتحديد هوية المسؤولين عن الموقع وكشف دوافعهم.

وقد أصدرت الجامعات الإسرائيلية تعليمات عاجلة لكبار أعضاء هيئة التدريس بتعزيز الوعي الأمني، وتجنب الإفصاح عن خطط سفرهم، والإبلاغ عن أي نشاط مشبوه. وتأتي هذه الإجراءات في محاولة لتقليل المخاطر المحتملة وحماية الأكاديميين والباحثين من التعرض للأذى. بالإضافة إلى ذلك، تدرس الجامعات تدابير أمنية إضافية، مثل زيادة المراقبة في الحرم الجامعي وتعزيز التعاون مع قوات الأمن.

التكهنات حول الجهة المسؤولة

على الرغم من عدم وجود أدلة قاطعة حتى الآن، إلا أن بعض المسؤولين الإسرائيليين يرجحون أن إيران قد تكون وراء هذا الموقع، نظراً لتوتر العلاقات بين البلدين والدعم الإيراني المزعوم للجماعات المسلحة. إلا أن هذه التكهنات لم يتم تأكيدها رسمياً، ولا يزال التحقيق جارياً لتحديد الجهة الفاعلة الحقيقية. وتشير بعض التقارير إلى أن الموقع قد يكون مرتبطاً بشبكات إلكترونية معادية لإسرائيل.

أدى ظهور هذا الموقع إلى زيادة التوتر والقلق بين الأكاديميين والباحثين الإسرائيليين، الذين يشعرون بالخطر والتهديد. وقد دعا العديد منهم إلى اتخاذ إجراءات صارمة لحماية مجتمعهم الأكاديمي وضمان سلامة أفراده. في المقابل، تزايدت الدعوات إلى الحذر والاعتدال في التعامل مع هذه التهديدات، وتجنب المبالغة في ردود الفعل.

من المتوقع أن تستمر التحقيقات الإسرائيلية في القضية خلال الأيام والأسابيع القادمة، مع التركيز على تحديد هوية المسؤولين عن الموقع وتتبع مصادر تمويله. ويعتبر إغلاق الموقع ومنع الوصول إليه أمراً ضرورياً للحد من انتشار التهديدات وحماية الأكاديميين والباحثين الإسرائيليين. وبالنظر إلى الطبيعة المعقدة للقضية، قد يكون من الصعب الوصول إلى حل نهائي وسريع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى