Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
صحة وجمال

الكونغو تعلن انتهاء موجة “إيبولا” الأخيرة بعد وفاة 34 شخصا

أعلنت السلطات في جمهورية الكونغو الديمقراطية انتهاء تفشي مرض إيبولا الأخير، الذي استمر منذ أواخر أغسطس الماضي، مخلفًا 34 وفاة مؤكدة على الأقل. وقد أشاد خبراء الصحة بالاستجابة السريعة التي ساهمت في احتواء المرض. وتعتبر جمهورية الكونغو الديمقراطية من بين الدول الأكثر تضررًا من هذا الوباء الفتاك.

وجاء الإعلان الرسمي من مدير المعهد الوطني للصحة العامة بالكونغو الديمقراطية، ديودوني موامبا كازادي، خلال حفل أقيم في كينشاسا بحضور ممثلين عن منظمة الصحة العالمية ومركز مكافحة الأمراض والوقاية منها التابع للاتحاد الأفريقي. وأكد كازادي أن البلاد تجاوزت هذه الموجة بعد جهود مضنية للتطعيم والرصد.

تفاصيل تفشي إيبولا الأخير في الكونغو الديمقراطية

بدأ تفشي المرض في مقاطعة كاساي الوسطى في 20 أغسطس مع تسجيل حالة إصابة لامرأة حامل تبلغ من العمر 34 عامًا. وسرعان ما أُطلق تحقيق وبائي لتحديد نطاق الإصابات المحتملة وتتبع المخالطين. أعلنت السلطات رسميًا عن التفشي في بداية سبتمبر، مما أدى إلى استنفار الفرق الطبية.

الاستجابة السريعة والتطعيم

انطلقت حملة تطعيم واسعة النطاق في منتصف سبتمبر، حيث تم إرسال حوالي 45 ألف جرعة من لقاح إيبولا من الاحتياطي العالمي. وقد ركزت الحملة على تطعيم المخالطين للحالة الأولى والعاملين في المجال الصحي والأشخاص الأكثر عرضة للخطر. كما قام العاملون الصحيون بتعزيز إجراءات مكافحة العدوى في المجتمعات المتضررة.

وبحسب البيانات الرسمية، سجلت السلطات 53 حالة إصابة مؤكدة، بالإضافة إلى 34 وفاة، مع الاشتباه في 11 حالة وفاة أخرى مرتبطة بالفيروس، مما يرفع العدد الإجمالي للوفيات المحتملة إلى 45 شخصًا. تشير التقارير إلى أن سرعة تحديد الحالات وتتبع المخالطين، إلى جانب التطعيم الفعال، لعبت دورًا حاسمًا في السيطرة على التفشي.

إيبولا مرض فيروسي شديد العدوى، وينتقل عن طريق الاتصال المباشر بدم أو إفرازات الجسم لشخص مصاب، أو من خلال لمس الحيوانات المصابة أو الأشياء الملوثة. تشمل الأعراض الشائعة ارتفاعًا في درجة الحرارة، والقيء، والإسهال، وآلام في العضلات، وفي الحالات الشديدة، يمكن أن يتسبب في نزيف داخلي وخارجي.

تعتبر جمهورية الكونغو الديمقراطية بؤرة متكررة لتفشي إيبولا، حيث شهدت 16 موجة تفش منذ اكتشاف الفيروس عام 1976. وكان أسوأ تفش في البلاد بين عامي 2018 و 2020، حيث أودى بحياة حوالي 2300 شخص من أصل 3500 إصابة، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية. هذه التجارب المتراكمة ساهمت في تطوير قدرات الاستجابة للطوارئ في البلاد.

تعمل السلطات الكونغولية بالتعاون الوثيق مع منظمة الصحة العالمية والشركاء الدوليين لتعزيز أنظمة الرصد والاستجابة للأمراض المعدية. وتشمل الجهود الجارية تطوير القدرات المحلية في مجال التشخيص والمعامل، وتوفير التدريب للعاملين الصحيين، وزيادة الوعي المجتمعي حول كيفية الوقاية من إيبولا والأمراض الأخرى.

من المهم الإشارة إلى أن التحديات لا تزال قائمة، بما في ذلك محدودية الوصول إلى الرعاية الصحية في المناطق النائية، والضعف في البنية التحتية الصحية، والتحديات اللوجستية المتعلقة بتوزيع اللقاحات. بالإضافة إلى ذلك، تزيد الصراعات الأهلية وعدم الاستقرار في بعض المناطق من خطر تفشي الأمراض المعدية.

وبعيدًا عن إيبولا، تواجه جمهورية الكونغو الديمقراطية تحديات صحية أخرى، مثل الملاريا والحصبة والكوليرا. وتؤثر هذه الأمراض بشكل كبير على صحة السكان، وخاصة الأطفال والنساء الحوامل. وتسعى الحكومة الكونغولية جاهدة لتحسين نظام الرعاية الصحية وتوفير الخدمات الأساسية للسكان.

الآن وبعد إعلان نهاية هذا التفشي، من المتوقع أن تركز السلطات على تعزيز المراقبة الوبائية للكشف عن أي حالات جديدة محتملة في وقت مبكر. وستشمل الخطوات القادمة تقييم شامل للاستجابة، وتحديد الدروس المستفادة، وتطوير خطط عمل لتعزيز الاستعداد للمستقبل. سيستمر التعاون مع المنظمات الدولية لضمان الحفاظ على القدرات والاستجابة بفعالية في حال حدوث أي تفش جديد في المستقبل القريب.

ويجب على المجتمع الدولي الاستمرار في دعم جهود جمهورية الكونغو الديمقراطية للوقاية من الأمراض المعدية والاستجابة لها. ويتطلب ذلك توفير التمويل الكافي، وتبادل المعرفة والخبرات، وتعزيز التعاون الدولي في مجال الصحة العامة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى