الكويت: الرياضة تبقى إحدى أقوى الأدوات القادرة على توحيد الإنسانية

أكدت دولة الكويت دعمها القوي لجهود الأمم المتحدة في تعزيز دور الرياضة من أجل التنمية والسلام، معربة عن تأييدها لمبدأ الهدنة الأولمبية كرمز للتسامح والتعاون الإنساني. جاء هذا التأكيد خلال مشاركة الكويت في جلسة عامة للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث سلطت الضوء على الاستراتيجيات الوطنية التي تتبناها لدمج الرياضة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
وقدمت الملحق الديبلوماسي الكويتي، سارة الحساوي، كلمة أمام الجمعية العامة، أوضحت فيها التزام الكويت الراسخ بتسخير قوة الرياضة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتعزيز السلام على المستويين المحلي والدولي. وأشارت إلى أن الرياضة ليست مجرد نشاط ترفيهي، بل هي أداة قوية لبناء المجتمعات وتمكين الشباب.
أهمية الرياضة في التنمية والسلام
تعتبر الرياضة من أجل التنمية والسلام مبادرة أممية تهدف إلى الاعتراف بالإمكانات الكبيرة التي تحملها الرياضة في تحقيق التغيير الإيجابي في المجتمعات. وتشمل هذه الإمكانات تعزيز الصحة، والتعليم، والمساواة بين الجنسين، والتكامل الاجتماعي، وبناء السلام. تستند المبادرة إلى الإعلان الأولمبي رقم 233 الذي تبنته الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2013.
وأوضحت الحساوي أن الرياضة تساهم في غرس قيم العدالة والتعاون والاحترام المتبادل بين الأفراد، مما يعزز التفاهم والتسامح ويقلل من حدة الصراعات. وأضافت أن الرياضة تشجع على العمل الجماعي والروح الرياضية، وتظهر أن التنافس الشريف يمكن أن يؤدي إلى نتائج إيجابية للجميع.
الاستراتيجية الوطنية للرياضة في الكويت
على الصعيد المحلي، أعلنت الكويت عن إطلاق الاستراتيجية الوطنية للرياضة للفترة 2022-2028، والتي تم تطويرها بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. تهدف هذه الاستراتيجية إلى تطوير البنية التحتية الرياضية، وتمكين الشباب، وضمان تكافؤ الفرص في ممارسة الرياضة لجميع المواطنين والمقيمين.
وتشمل الاستراتيجية الوطنية للرياضة عدة محاور رئيسية، بما في ذلك تطوير المناهج التعليمية للتربية البدنية، وتشجيع الابتكار في مجال الرياضة، وربط الرياضة بالقطاعات الأخرى مثل الصحة والمجتمع. كما تولي الاستراتيجية اهتماماً خاصاً بتمكين المرأة في الرياضة، وزيادة مشاركتها في مختلف الأنشطة الرياضية.
تمكين المرأة والشباب في الرياضة
أكدت الحساوي أن الكويت تضع تمكين المرأة والشباب على رأس أولوياتها في مجال الرياضة. وقالت إن الرياضة أداة قوية لبناء الثقة بالنفس وتعزيز القيادة لدى النساء، مما يمكنهن من لعب دور فعال في المجتمع.
وفيما يتعلق بالشباب، أشارت إلى أن الاتحاد الرياضي المدرسي يشهد نشاطاً متزايداً منذ عام 2022، مما ساهم في جعل التربية البدنية جزءاً أساسياً من بناء الشخصية وتنمية القيم الإيجابية لدى الطلاب. كما سلطت الضوء على البرامج الوطنية التي تشجع على العمل التطوعي والوعي البيئي من خلال مبادرات رياضية مجتمعية.
وتشمل الجهود المبذولة لتمكين المرأة في الرياضة إنشاء لجنة خاصة برياضة المرأة الكويتية في عام 2019، وإدخال تعديلات على الأنظمة الأساسية للاتحادات الرياضية لضمان تمثيل المرأة في مجالس إدارتها، وإطلاق برامج تدريب وتأهيل متخصصة في مجالات التحكيم والإدارة الرياضية. وقد تجسدت هذه الجهود في المشاركة الكويتية المتميزة في أولمبياد باريس 2024.
دعم المبادرات الدولية
أعربت الكويت عن دعمها للمبادرات الدولية التي تستخدم الرياضة كأداة لتحقيق السلام والتنمية، مثل مبادرة “كرة القدم للإنسانية” التي تهدف إلى دعم الأطفال والشباب في دولة فلسطين. وأكدت أن الاستثمار في الشباب والرياضة هو الاستثمار الأمثل في مستقبل يسوده السلام والازدهار.
وتؤمن الكويت بأن التعاون الدولي هو مفتاح النجاح في تحقيق أهداف الرياضة من أجل التنمية والسلام. لذلك، فإنها ملتزمة بمواصلة العمل مع المجتمع الدولي لتوسيع دور الرياضة كقوة دافعة للتنمية البشرية وبناء التفاهم بين الشعوب.
من المتوقع أن تستمر الكويت في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للرياضة، وتقييم نتائجها بشكل دوري. كما ستواصل دعم المبادرات الدولية التي تهدف إلى تعزيز دور الرياضة في تحقيق السلام والتنمية. تعتبر مواكبة أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، خاصة المتعلقة بالشباب والصحة، هي نقطة مراقبة رئيسية لنجاح هذه الجهود في السنوات القادمة.





