حققت المملكة العربية السعودية إنجازًا تاريخيًا في مجال العمل التطوعي، حيث سجل المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي رقمًا قياسيًا عالميًا في موسوعة غينيس للأرقام القياسية. تم الإعلان عن هذا الإنجاز خلال فعاليات منتدى القطاع غير الربحي الدولي المنعقد في الرياض، ويؤكد التزام المملكة بتعزيز ثقافة التطوع وتطويرها. هذا الإنجاز يعكس الجهود المبذولة لزيادة عدد المتطوعين ودعم مبادراتهم المختلفة.
أعلن ممثل رسمي من موسوعة غينيس للأرقام القياسية عن تسجيل رقم قياسي جديد للمملكة العربية السعودية، وهو أكبر عدد من المشاهدين لدروس مباشرة حول العمل التطوعي. وقد وصل عدد المشاهدين المتزامنين لدرس تطوعي بثه المركز عبر قناة اليوتيوب الخاصة به إلى 2,135 مشاهدًا في 2 ديسمبر الحالي، متجاوزًا بذلك أي رقم سابق مسجل عالميًا في هذا المجال. تم تسليم الشهادة الرسمية للأرقام القياسية إلى الرئيس التنفيذي للمركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي، أحمد السويلم.
المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي يُرسخ مكانة المملكة في العمل التطوعي
يأتي هذا الإنجاز في سياق الجهود الوطنية المتسارعة لتنمية القطاع غير الربحي وتعزيز دوره في التنمية المستدامة. يهدف المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي إلى تنظيم ودعم هذا القطاع الحيوي، وتوفير بيئة جاذبة للمنظمات والأفراد الراغبين في المشاركة المجتمعية. تسجيل هذا الرقم القياسي يعزز مكانة المملكة كمركز رائد للعمل التطوعي على مستوى العالم.
أهمية التعليم التطوعي
يشدد المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي على أهمية التعليم والتدريب في مجال العمل التطوعي. فالهدف ليس فقط زيادة عدد المتطوعين، بل أيضًا رفع كفاءتهم ومهاراتهم لضمان تقديم خدمات ذات جودة عالية. يشمل ذلك توفير برامج تدريبية متنوعة تغطي مختلف جوانب العمل التطوعي، من التخطيط والتنفيذ إلى المتابعة والتقييم.
منتدى القطاع غير الربحي الدولي
استضافت الرياض منتدى القطاع غير الربحي الدولي، وهو حدث بارز يجمع نخبة من الخبراء والمهتمين بالقطاع من مختلف أنحاء العالم. شارك في المنتدى أكثر من 80 متحدثًا و1,500 مشارك من قيادات المنظمات الدولية والجهات التنموية ورواد الأعمال الاجتماعيين. يهدف المنتدى إلى تبادل الخبرات والمعرفة، واستكشاف أفضل الممارسات في مجال العمل غير الربحي، وتعزيز التعاون الدولي.
رؤية السعودية 2030 والقطاع غير الربحي
يعتبر دعم القطاع غير الربحي والعمل التطوعي جزءًا لا يتجزأ من تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030. تولي الرؤية أهمية كبيرة لالمسؤولية الاجتماعية وتعزيز التكاتف بين أفراد المجتمع. تسعى المملكة إلى زيادة مساهمة القطاع غير الربحي في الناتج المحلي الإجمالي، وتوسيع نطاق الخدمات التي يقدمها للمواطنين.
وبحسب البيانات الرسمية، شهد عدد المنظمات غير الربحية في المملكة نموًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، مما يعكس الاهتمام المتزايد بهذا القطاع. وتشير التقارير أيضًا إلى ارتفاع عدد المتطوعين، وخاصة من فئة الشباب، الذين يعتبرون قوة دافعة أساسية للتغيير الإيجابي في المجتمع. ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات قائمة، مثل الحاجة إلى تطوير آليات التمويل وتنظيم العمل التطوعي بشكل أكبر.
بالإضافة إلى ذلك، تتبنى المملكة مبادرات مبتكرة لشجيع المشاركة في العمل التطوعي. على سبيل المثال، أطلقت منصة وطنية للتطوع تهدف إلى ربط المتطوعين بالفرص المتاحة، وتسهيل عملية التسجيل والمشاركة في المبادرات المختلفة. وتوفر هذه المنصة أيضًا بيانات وإحصائيات حول العمل التطوعي في المملكة، مما يساعد على اتخاذ قرارات مستنيرة وتوجيه الجهود نحو المجالات الأكثر احتياجًا.
من المتوقع أن يستمر المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي في إطلاق مبادرات جديدة لتعزيز العمل التطوعي وتطوير القطاع غير الربحي في المملكة. تشمل الخطط المستقبلية إطلاق برامج تدريبية متخصصة للمتطوعين، وتوفير الدعم المالي والفني للمنظمات غير الربحية، وتطوير آليات قياس الأثر المجتمعي للبرامج والمبادرات. وستظل الجهود مستمرة لضمان تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030 في هذا المجال.
في الختام، يمثل هذا الإنجاز العالمي خطوة مهمة نحو ترسيخ مكانة المملكة العربية السعودية كمركز رائد للعمل التطوعي. من المنتظر أن يواصل المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي جهوده لزيادة عدد المتطوعين وتطوير مهاراتهم، وتعزيز دور القطاع غير الربحي في تحقيق التنمية المستدامة. وسيبقى متابعة التقدم المحرز وتقييم الأثر المجتمعي للمبادرات المختلفة أمرًا بالغ الأهمية.
