تنطلق مراسم سحب قرعة كأس العالم 2026 يوم الجمعة المقبل في واشنطن العاصمة، وسط ترقب كبير لمشاركة 48 منتخباً للمرة الأولى في تاريخ البطولة، وتحديات لوجستية وتشغيلية غير مسبوقة. تتصدر المخاوف قضايا تتعلق بدرجات الحرارة المرتفعة خلال الصيف في أمريكا الشمالية، وسلامة اللاعبين، والتنسيق بين ثلاث دول مضيفة. تواجه البطولة أيضاً بعض التعقيدات السياسية، مثل مقاطعة إيران للقرعة بسبب تأشيرات محدودة.
ستشهد البطولة مباريات أكثر من أي وقت مضى، إذ سيتم خوض 104 مباراة في 16 مدينة موزعة على الولايات المتحدة وكندا والمكسيك. هذه التوسعة تهدف إلى زيادة الشمولية، بحسب الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وفتح الباب أمام منتخبات لم يسبق لها التأهل، مثل الرأس الأخضر وأوزبكستان والأردن وكوراساو.
كأس العالم 2026: تحديات الحرارة تثير القلق
تعتبر الحرارة المرتفعة والرطوبة العالية في بعض المدن المضيفة، خاصة في الغرب الأوسط والجنوب الشرقي وأجزاء من الجنوب الغربي للولايات المتحدة، من أبرز التحديات التي تواجه البطولة. وقد أظهرت تجربة كأس العالم للأندية التي أقيمت مؤخراً في الولايات المتحدة مدى تأثير هذه الظروف على اللاعبين.
وحذر خبراء طبيون واتحادات اللاعبين من مخاطر الإجهاد الحراري والجفاف، خاصة وأن نظام البطولة الجديد يتطلب من المنتخبات خوض ما يصل إلى ثماني مباريات للتتويج باللقب، بزيادة مباراة واحدة على النظام السابق. بالإضافة إلى ذلك، قد تؤثر العواصف الرعدية المحتملة في هذه المناطق على جدول المباريات.
تدابير للتخفيف من آثار الحرارة
يسعى الفيفا إلى معالجة هذه المشكلة من خلال استخدام الملاعب المغلقة أو ذات الأسقف القابلة للسحب، مثل تلك الموجودة في دالاس وهيوستن وأتلانتا وفانكوفر. تتيح هذه الملاعب التحكم في درجة الحرارة داخل الملعب، مما يوفر بيئة أكثر راحة للاعبين والمشجعين. ومع ذلك، ستُقام العديد من المباريات في ملاعب مكشوفة، مما يفرض تحديات إضافية.
وتعديل مواعيد انطلاق المباريات يعتبر حلاً آخر، إلا أن هذا يتطلب تحقيق توازن بين متطلبات سلامة اللاعبين وجدول البث التلفزيوني الذي يهدف إلى جذب أكبر عدد ممكن من المشاهدين في أوروبا وآسيا.
تعقيدات سياسية ولوجستية
بالإضافة إلى التحديات المناخية، تواجه كأس العالم 2026 تعقيدات سياسية ولوجستية. أعلنت إيران مقاطعة القرعة احتجاجاً على عدد التأشيرات المحدود المخصص لوفدها، مما أثار تساؤلات حول التنسيق العام للبطولة.
كما أن حجم البطولة الكبير، ومشاركتها في ثلاث دول، يفرض تحديات لوجستية كبيرة فيما يتعلق بالنقل والإقامة والتأشيرات والخدمات الأمنية. وحسب تقارير إعلامية، لم يتلق الفيفا ردًا حتى الآن بشأن مقاطعة إيران، مع التأكيد على أن 42 منتخبًا تأهلوا بالفعل سيحضرون القرعة.
وستقلل زيادة عدد الفرق المشاركة بشكل كبير من احتمالية وجود “مجموعات موت”، لكنها في المقابل ستزيد الضغط على الفرق للتأهل من دور المجموعات. التركيز سيكون على الاستعدادات البدنية والقدرة على التكيف مع الظروف المختلفة.
الخطوة التالية هي الكشف عن جدول المباريات المفصل عقب انتهاء مراسم القرعة يوم الجمعة. ستكون الأنظار متوجهة نحو المواعيد النهائية، وتوزيع المباريات على الملاعب المختلفة، وكيفية تعامل المنظمين مع التحديات المناخية واللوجستية. يبقى من المبكر تحديد ما إذا كانت هذه التحديات ستؤثر على سير البطولة، ولكنها بالتأكيد تشكل عنصرًا أساسيًا يجب مراقبته.
