اليونيفيل تتعرض لهجوم إسرائيلي وتطالب بـ”وقف السلوك العدواني”

أكدت قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) اليوم الجمعة تعرض قواتها لإطلاق نار من الجانب الإسرائيلي في جنوب لبنان، مما أثار مخاوف بشأن التصعيد المحتمل في المنطقة. وتطالب اليونيفيل بـ”الكف عن السلوك العدواني” من قبل الجيش الإسرائيلي، مشيرة إلى أن هذه الحوادث تمثل انتهاكًا لقرارات مجلس الأمن الدولي. هذا الخط الأزرق يشهد توترات متزايدة.
تصعيد التوترات على الخط الأزرق
وفقًا لبيان صادر عن اليونيفيل، وقع الحادث الأول عندما استهدفت نيران رشاشات ثقيلة من مواقع إسرائيلية جنوب الخط الأزرق قوات اليونيفيل أثناء قيامها بتفقد حاجز على إحدى الطرق، بعد انفجار قنبلة يدوية في المنطقة المجاورة. وأفادت اليونيفيل بأن الاستهداف لم يتسبب في أضرار مادية لممتلكاتها، لكنه أدى إلى إصابة أحد الجنود بارتجاج طفيف في الأذن.
في حادثة منفصلة، أبلغت دورية تابعة لليونيفيل كانت تقوم بمهمة عملياتية روتينية في قرية كفر شوبا عن إطلاق نار من الجانب الإسرائيلي بالقرب من موقعها. وأكدت اليونيفيل أنها أبلغت الجانب الإسرائيلي مسبقًا بأنشطتها المخطط لها في كلا الموقعين، كإجراء روتيني للدوريات في المناطق الحساسة القريبة من الخط الأزرق.
انتهاكات لقرار مجلس الأمن 1701
وشددت اليونيفيل على أن هذه الهجمات، سواء على جنود حفظ السلام أو بالقرب منهم، تعتبر انتهاكات خطيرة لقرار مجلس الأمن رقم 1701. هذا القرار، الذي صدر في عام 2006، يهدف إلى الحفاظ على الأمن والاستقرار وإيقاف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله.
وتأتي هذه الحوادث في سياق استمرار خرق إسرائيل لاتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله، الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر 2024، بعد فترة من العدوان بدأتها إسرائيل في أكتوبر 2023 وتصاعدت إلى حرب شاملة في سبتمبر 2024.
تاريخ من التوترات والجهود الأممية
شهدت الأشهر الماضية سلسلة من الحوادث المماثلة، حيث تعرضت قوات اليونيفيل لإطلاق نار وقصف إسرائيلي بالقرب من مواقعها ودورياتها في جنوب لبنان، مما أسفر عن إصابات. وتشير التقارير إلى أن هذه الحوادث مرتبطة بالتصعيد المستمر في التوترات الحدودية بين إسرائيل وحزب الله.
منذ نحو خمسة عقود، لعبت اليونيفيل دورًا حاسمًا في مراقبة الحدود بين لبنان وإسرائيل والحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة. ومع ذلك، فإن فعالية هذه المهمة أصبحت موضع تساؤل في ظل استمرار الانتهاكات والتهديدات الأمنية.
في أغسطس الماضي، جدد مجلس الأمن الدولي تفويض اليونيفيل لعام إضافي. ومع ذلك، يُنظر إلى هذا التجديد على أنه قد يكون الأخير قبل إنهاء مهمة القوة، خاصةً مع الضغوط المتزايدة لتقليل الوجود الأممي في المنطقة.
تداعيات محتملة على الاستقرار الإقليمي
الوضع الحالي يثير قلقًا بالغًا بشأن الاستقرار الإقليمي. فقد يؤدي أي تصعيد إضافي إلى توسيع نطاق الصراع وزيادة التوترات بين إسرائيل وحزب الله. بالإضافة إلى ذلك، قد يؤثر ذلك سلبًا على جهود السلام والمصالحة في المنطقة.
وتعتبر قضية الحدود اللبنانية الإسرائيلية من القضايا المعقدة والحساسة، حيث تتداخل فيها مصالح أطراف متعددة. ويتطلب حل هذه القضية جهودًا دبلوماسية مكثفة وتعاونًا وثيقًا بين جميع الأطراف المعنية.
وتشير بعض المصادر إلى أن هناك محاولات دبلوماسية جارية للتهدئة ومنع التصعيد. ومع ذلك، فإن هذه المحاولات تواجه تحديات كبيرة بسبب تعقيد الوضع وعدم الثقة بين الأطراف.
ماذا بعد؟
من المتوقع أن تستمر اليونيفيل في مراقبة الوضع على طول الخط الفاصل والعمل على التهدئة ومنع التصعيد. ومع ذلك، فإن مستقبل مهمة اليونيفيل لا يزال غير واضحًا، خاصةً مع اقتراب موعد انتهاء تفويضها الحالي.
سيكون من المهم مراقبة رد فعل الجيش الإسرائيلي على مطالبة اليونيفيل بالكف عن “السلوك العدواني”. كما سيكون من الضروري متابعة أي تطورات دبلوماسية قد تؤدي إلى تخفيف التوترات وإعادة الاستقرار إلى المنطقة.
في الوقت الحالي، يظل الوضع على الحدود اللبنانية الإسرائيلية هشًا وغير مستقر، ويتطلب يقظة وحذرًا من جميع الأطراف. الوضع يتطلب أيضًا حلاً سياسياً شاملاً لمعالجة الأسباب الجذرية للتوترات.





