اهتمام عالمي بحلول «وادي تكنولوجيا الغذاء» المتكاملة

أّكد أحمد الشيباني، رئيس مشروع «وادي تكنولوجيا الغذاء»، التابع لمجموعة «وصل»، إحدى أكبر شركات إدارة وتطوير العقارات في دبي، وجود اهتمام كبير من قبل شركات تكنولوجيا الغذاء الإقليمية والعالمية بالمشروع الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، في مايو 2021، والذي يهدف إلى مضاعفة إنتاج دبي الغذائي ثلاث مرات.
وأضاف الشيباني، أن الكثير من شركات تكنولوجيا الغذاء الإقليمية والعالمية أبدت اهتماماً كبيراً بالمشروع الذي يهدف ليكون الأول من نوعه في المنطقة، وأحد المراجع المهمة لاستدامة نظم إدارة الغذاء على المستويين الإقليمي والعالمي، مشيراً إلى أنه سيتم الإعلان عن أسماء الشركات التي ستؤسس تواجداً لها بالوادي في المستقبل القريب.
ثمار استراتيجية
ويعتبر مشروع وادي تكنولوجيا الغذاء، الذي يتم تطويره في منطقة ورسان بدبي، إحدى أهم ثمار استراتيجية الأمن الغذائي الوطني 2051 التي أطلقتها حكومة الإمارات في 2018، ويوفّر مدينة عصرية متكاملة تدمج مفاهيم الإدارة المتكاملة للغذاء ضمن أنشطتها وتسعى لاستقطاب العقول المبدعة والشابة لرسم مستقبل الغذاء.
وأوضح الشيباني، أن المشروع الذي يعتبر بيئة متكاملة وحاضنة لشركات الغذاء المحلية والإقليمية والعالمية، تضم مركزاً للبحوث والتطوير، وآخر للأعمال واحتضان الشركات الناشئة، سيوفر كل ما يلزم لأصحاب المشاريع لتطوير أفكارهم وابتكاراتهم قبل البدء بتأسيس مساحاتهم المخصصة داخل الوادي، وضمن بيئة محفزة للاستثمار في النظم الزراعية الحديثة، بما يدعم توجهات حكومة الدولة في مجال الأمن الغذائي المستقبلي، عبر تعزيز الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص في تطوير استخدامات التقنيات الناشئة، لمواجهة التحديات المستقبلية في هذا القطاع الحيوي.
زراعات حديثة
وقال الشيباني، إنّ استراتيجية الأمن الغذائي الوطني 2051، تركّز على تنمية قطاع التقنية الزراعية، بما في ذلك تطوير أعمال القطاع بإدخال زراعات حديثة.
وأضاف الشيباني: «يتمثل دور مشروع وادي تكنولوجيا الغذاء في تنفيذ هذه الاستراتيجية في توفير بيئة عمل للشركات المنضمة إلى المشروع، بتزويدها بمواقع متميزة لبناء مقارها، ونراعي أن تكون أسعار هذه المواقع مدروسة وتنافسية، بحيث لا تشكل عبئاً على الشركات، وبخلاف المواقع الأخرى، نوفر للشركات أيضاً مراكز للتدريب والتصميم، يعد «وادي تكنولوجيا الغذاء» مشروعاً متكاملاً يحظى بدعم ومشاركة كبيرة من عدد من المؤسسات الحكومية والخاصة، منها على سبيل المثال وزارة التغير المناخي والبيئة بدولة الإمارات و«وصل»، والتي قامت بتطوير الخطة الرئيسية للمشروع، وقد استصدرنا الموافقات التنظيمية اللازمة للمشروع، وانتهينا من مرحلته الأولى، وهي مرحلة استصلاح الأرض، نحن الآن في المرحلة الثانية، وهي مرحلة إنشاء البنية الأساسية، ونواصل تحقيق التقدم في تنفيذ المشروع».
إنشاء علامات تجارية
وتطرق الشيباني، إلى المرحلة المقبلة من المشروع، قائلاً: «نهدف في المرحلة المقبلة إلى التوسع في عدد الشركات المنضمة إلى المشروع، وعند وصول المشروع إلى طاقته القصوى، نبغي أن نصنع الفارق والمتمثل في زيادة حجم المنتجات الغذائية المزروعة محلياً، وتشجيع السكان على الزراعة، ويتمثل الهدف الرئيسي للمشروع في مضاعفة حجم إنتاج الغذاء المحلي في دبي ثلاثة أضعاف، ونسعى في الوقت نفسه، إلى إنشاء علامات تجارية جديدة للمنتجات الغذائية، وإيجاد مكان لها في السوق الإماراتية، ثم بعد ذلك ندعمها في توسعها إلى الأسواق الخارجية، وفي نهاية الأمر، فما نقوم به هو أننا نستقطب الشركات ونبحث معهم احتياجاتهم، ونوفرها لهم بالتعاون مع الجهات المعنية، كي نخلق لهم بيئة عمل أفضل».
وأضاف: «يُعد مشروع وادي تكنولوجيا الغذاء بالأساس آلية تمكينية، بمعنى أنه يهدف إلى تمكين زيادة إنتاج الغذاء محلياً، وتنويع مصادر الغذاء العالمية وتجارة الأنشطة الزراعية، فضلاً عن تمكين حلول تكنولوجيا الغذاء، وهذا سيساعدنا بالطبع على التغلب على ندرة الأرض الصالحة للزراعة من خلال توفير حلول التقنيات الزراعية الحديثة».
إقبال شركات
وأفاد الشيباني، بأن عدد الشركات التي أبرمت اتفاقيات مع المشروع حتى الآن يمثل 12% من طاقته القصوى.
وقال: «يحظى المشروع بإقبال جيد من جانب الشركات، ونتطلع إلى زيادة هذه النسبة بالتدريج، ومن المقرر بدء التشغيل الفعلي للمشروع بحلول نهاية عام 2024 أو في مطلع 2025، وفقاً لما هو مُستهدف».
وتحدث الشيباني عن الدور الذي تضطلع به التقنية في صناعة الغذاء، والآفاق المستقبلية لهذا الدور، مضيفاً: «تحتاج منظومة إنتاج الغذاء بطبيعتها إلى معطيات كثيرة، بدءاً من المواد الخام، مروراً بالماء، وانتهاءً بالأسمدة والمخصبات، ويتمثل دور التقنية في هذه المنظومة في تعظيم إنتاجية وكفاءة هذه المعطيات، كتطوير نُظُم الري على سبيل المثال، أو توفير حلول جديدة متطورة لزيادة خصوبة الأراضي الزراعية، وعلاوة على ذلك، تمكننا التقنية من تعظيم كفاءة عملية إنتاج الغذاء ككل، من خلال الرقابة على العملية، ورصد أبرز المشاكل التي تعوقها، كي تتولى الجهات المعنية حلها، بل والتنبؤ بالمشاكل قبل حدوثها، وفي هذا السياق، ظهرت نماذج تعتمد على الذكاء الاصطناعي لاستباق مشكلة ظهور الآفات الزراعية».
تطوير مهارات
وذكر الشيباني، أن مشروع «وادي تكنولوجيا الغذاء» سيضم منطقة للإنتاج وأكاديمية متخصصة في تطوير المهارات في مجال صناعة الغذاء وعلوم الزراعة باستخدام التقنيات الحديثة، ومركزاً للبحوث والتطوير لمساعدة الشركات الناشئة على النمو.
وأوضح الشيباني، أنه يجري العمل حالياً على تطوير عدة مشاريع في كل إمارات الدولة وبالشراكة مع وزارة التغير المناخي والبيئة تهدف إلى استدامة الغذاء، وتم كذلك تأسيس العديد من الشركات التي بدأت بالفعل بإنتاج الغذاء في مناطق متفرقة، ونهدف إلى تقييم عمليات الإنتاج.
واختتم الشيباني قائلاً: «نهدف إلى إعادة رسم مستقبل صناعة الغذاء من خلال توفير بنية تحتية عالية المستوى، ومصممة لتلبية كافة احتياجات أصحاب الشركات ودعم فرصهم في النمو والوصول إلى السوق الإقليمي الذي يضم أكثر من 300 مليون نسمة، وتطوير حلول مبتكرة لمواجهة تحديات الأمن الغذائي في المنطقة والعالم».