Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
دولي

انطلاق قمة مجموعة العشرين في جوهانسبرغ وأميركا أبرز الغائبين

انطلقت قمة مجموعة العشرين في جوهانسبرغ، جنوب أفريقيا، اليوم السبت، وسط غياب أمريكي لافت وتحديات اقتصادية عالمية متزايدة. تعتبر هذه القمة، وهي الأولى من نوعها التي تستضيفها دولة أفريقية، فرصة هامة لتعزيز التعاون الدولي والبحث عن حلول للأزمات المشتركة. ومن المتوقع أن تركز المناقشات خلال قمة مجموعة العشرين على قضايا مثل التنمية المستدامة، وتغير المناخ، وإعادة هيكلة الديون، والسلام الإقليمي.

أكد الرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا في الجلسة الافتتاحية على أهمية الشراكة والتعاون بين الدول لتحقيق التنمية المستدامة والحد من مخاطر التغير المناخي. وشدد على ضرورة إطلاق الاستثمارات في البلدان النامية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030، إضافة إلى زيادة الموارد المخصصة لإغاثة المناطق المتضررة من الكوارث والنزاعات.

أجندة قمة مجموعة العشرين وتحديات عالمية

تأتي قمة مجموعة العشرين في وقت حرج يشهد فيه الاقتصاد العالمي تباطؤًا ملحوظًا، وتصاعدًا في التوترات الجيوسياسية. وتشمل القضايا الرئيسية المطروحة على جدول الأعمال تعزيز النمو الاقتصادي الشامل، ومكافحة التضخم، ومعالجة أزمة الديون المتفاقمة في العديد من الدول النامية. بالإضافة إلى ذلك، سيولي القادة اهتمامًا خاصًا لقضايا الأمن الغذائي والمائي، وتداعيات تغير المناخ على الدول الأكثر ضعفًا.

أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن قلقه بشأن مستقبل المجموعة، مشيرًا إلى صعوبة التوصل إلى توافق في الآراء حول القضايا الملحة. وحذر من أن مجموعة العشرين قد تواجه خطر التفكك إذا لم تتمكن من التكيف مع التحديات الجديدة وإيجاد حلول فعالة.

التركيز على قضايا أفريقيا والدول النامية

تولي جنوب أفريقيا، بصفتها الرئيس الحالي للمجموعة، أهمية خاصة لقضايا القارة الأفريقية والدول النامية الأخرى. وتشمل هذه القضايا تعزيز التكامل الاقتصادي الإقليمي، وتحسين البنية التحتية، وتوفير فرص العمل للشباب. كما تسعى جنوب أفريقيا إلى زيادة تمثيل أفريقيا في المؤسسات المالية الدولية، وضمان حصول القارة على حصة عادلة من المساعدات والتنمية.

أصدر القادة المشاركون في القمة إعلانًا يؤكدون فيه العمل من أجل تحقيق السلام الشامل في مناطق الصراع مثل السودان وفلسطين والكونغو الديمقراطية وأوكرانيا. كما شددوا على خطورة تغير المناخ، وأهمية اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة.

الغيابات البارزة والمشاركة الأمريكية

شهدت القمة غياب عدد من القادة البارزين، بمن فيهم الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ومع ذلك، أرسلت هذه الدول ممثلين رفيعي المستوى للمشاركة في المناقشات. أما بالنسبة للولايات المتحدة، فقد قاطع الرئيس دونالد ترامب القمة، متهماً الدولة المضيفة بممارسة التمييز ضد البيض.

على الرغم من المقاطعة الأمريكية، أكد رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا أن الولايات المتحدة أبدت رغبة في المشاركة بشكل رمزي من خلال إرسال مسؤول لحضور مراسم تسليم الرئاسة الدورية. ومن المتوقع أن يكون هذا المسؤول هو القائم بالأعمال الأمريكي في جوهانسبرغ، مارك دي ديلارد.

أشارت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت إلى أن واشنطن سترسل ممثلاً لحضور مراسم تسليم رئاسة المجموعة، لكنه لن يشارك بشكل رسمي في أعمال القمة. ويرى مراقبون أن هذا القرار يعكس توترات سياسية بين الولايات المتحدة وجنوب أفريقيا.

الخطوات التالية وتوقعات المستقبل

من المقرر أن تستمر أعمال قمة مجموعة العشرين ليومين، حيث سيتبادل القادة وجهات النظر حول القضايا المطروحة، ويعملون على صياغة توصيات عملية. وستسلم جنوب أفريقيا رئاسة المجموعة إلى الولايات المتحدة في نوفمبر القادم.

يبقى أن نرى ما إذا كانت القمة ستتمكن من تحقيق تقدم ملموس في معالجة التحديات العالمية. ويعتمد نجاح القمة على قدرة القادة على التغلب على الخلافات السياسية، والعمل بروح التعاون لإيجاد حلول مستدامة. وستكون متابعة تنفيذ التوصيات الصادرة عن القمة أمرًا بالغ الأهمية لتقييم تأثيرها على المدى الطويل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى