بالفيديو.. الحميدان: الذكاء الاصطناعي ليس خياراً بل ضرورة حتمية في مواجهة تحديات إدارة الموارد المائية

أكد خبراء في مجال الموارد المائية أن الذكاء الاصطناعي أصبح أداة لا غنى عنها في إدارة المياه، خاصة في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه دول المنطقة بسبب ندرة الموارد وتغير المناخ. جاء ذلك خلال افتتاح ورشة عمل دولية في الكويت، تناولت دور الذكاء الاصطناعي في تحقيق الاستدامة المائية في دول مجلس التعاون الخليجي. وتهدف الورشة إلى تبادل الخبرات وتعزيز التعاون في مجال استخدام التقنيات الحديثة لإدارة هذا المورد الحيوي.
انطلقت ورشة العمل التي تستمر يومين بمشاركة واسعة من المتخصصين وصناع القرار من مختلف دول الخليج، بالإضافة إلى ممثلين عن منظمات إقليمية ودولية. وقد افتتحها الدكتور فيصل الحميدان، مدير عام معهد الكويت للأبحاث العلمية، نيابة عن وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور نادر الجلال.
الذكاء الاصطناعي والإدارة المستدامة للموارد المائية
أشار الدكتور الحميدان إلى أن الذكاء الاصطناعي يمتلك قدرات فريدة في جمع وتحليل البيانات المتعلقة بالمياه، مما يتيح التنبؤ بالتغيرات المستقبلية واتخاذ قرارات أكثر دقة وفعالية. وأضاف أن هذه التقنية لم تعد مجرد خيار، بل ضرورة ملحة لمواجهة التحديات المتزايدة في قطاع المياه، بما في ذلك النمو السكاني والتوسع الحضري والتغيرات المناخية.
تحديات الموارد المائية في دول الخليج
تواجه دول مجلس التعاون الخليجي تحديات كبيرة في مجال الموارد المائية، تتمثل في محدودية الأمطار وارتفاع معدلات التبخر، بالإضافة إلى الاعتماد الكبير على تحلية المياه. ووفقًا لتقارير حديثة، فإن الطلب على المياه في المنطقة يتزايد بشكل مطرد، مما يزيد الضغط على الموارد المتاحة. تعتبر إدارة المياه بكفاءة أمرًا بالغ الأهمية لتحقيق التنمية المستدامة في المنطقة.
من جانبه، أكد المهندس حمد الحاتمي، رئيس جمعية علوم وتقنية المياه الخليجية، أن الورشة تعكس التزام دول الخليج بتعزيز البحث العلمي والتحول الرقمي في قطاع المياه. وأوضح أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي يمكن أن تساهم بشكل كبير في تحسين كفاءة تحلية المياه، وتقليل الفاقد، وزيادة كفاءة استخدام المياه في القطاعات المختلفة.
وأضاف الدكتور محمد الرشيدي، ممثل الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، أن ملف المياه يحظى بأولوية استراتيجية في أجندة العمل الخليجي المشترك. وأشار إلى أن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي يمثل خطوة مهمة نحو رفع كفاءة إدارة الموارد المائية وتعزيز القدرات التنبؤية وإدارة المخاطر، بما يتماشى مع استراتيجية المياه الخليجية وأهداف التنمية المستدامة، وخاصة الهدف السادس المتعلق بالمياه النظيفة والصرف الصحي.
كما شدد الدكتور عبدالمجيد بن عمارة، أمين عام اتحاد مجالس البحث العلمي العربية، على أهمية الذكاء الاصطناعي كأحد المحاور البحثية الرئيسية في العمل العلمي العربي المشترك. وأوضح أن هذه التقنية يمكن أن تلعب دورًا فعالًا في تحسين كفاءة إدارة المياه وترشيد استهلاكها، وتعزيز القدرة على تحليل البيانات الضخمة والتنبؤ بالتحديات المستقبلية.
تطبيقات الذكاء الاصطناعي في قطاع المياه
تشمل تطبيقات الذكاء الاصطناعي في قطاع المياه مجالات متنوعة، مثل:
• تحسين كفاءة شبكات توزيع المياه وتقليل الفاقد.
• التنبؤ بكميات الأمطار وتحديد أفضل طرق لتخزين المياه.
• تحسين عمليات تحلية المياه وتقليل التكاليف.
• مراقبة جودة المياه واكتشاف التلوث.
• تحسين إدارة الري في القطاع الزراعي.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير أنظمة ذكية لإدارة المياه تعتمد على البيانات في الوقت الفعلي، مما يتيح اتخاذ قرارات سريعة وفعالة. وتعتبر البيانات الضخمة (Big Data) وتحليلها من العناصر الأساسية لنجاح هذه التطبيقات.
وتشير التوقعات إلى أن الاستثمار في تقنيات الذكاء الاصطناعي في قطاع المياه سيشهد نموًا كبيرًا في السنوات القادمة، مدفوعًا بالحاجة المتزايدة إلى إدارة الموارد المائية بشكل أكثر كفاءة واستدامة. وتعتبر تقنيات الاستشعار عن بعد (Remote Sensing) والتعلم الآلي (Machine Learning) من الأدوات الرئيسية التي تعتمد عليها هذه التطبيقات.
من المتوقع أن تستمر المناقشات في الورشة في استكشاف أفضل الممارسات والحلول المبتكرة في مجال استخدام الذكاء الاصطناعي لإدارة الموارد المائية. وستركز الجهود على تطوير استراتيجيات عملية لتطبيق هذه التقنيات في دول الخليج، مع الأخذ في الاعتبار الظروف المحلية والتحديات الخاصة بكل دولة. وستصدر الورشة توصياتها النهائية في نهاية اليوم الثاني، والتي من المتوقع أن تشكل أساسًا لخطط العمل المستقبلية في هذا المجال.





