بالفيديو.. الشاعرة أفراح المبارك: أهم ما يميز الشعر أنه يحملنا في عالم الخيال ويحلّق بنا في أفلاك عالية وواسعة

أطلقت الشاعرة الشيخة أفراح مبارك الصباح ديوانها الشعري الجديد “صندوق” عن دار كلمات للنشر والتوزيع، مستلهمةً القصائد من أعماق الذاكرة والتجارب الحياتية. الديوان، الذي حظي باهتمام كبير، يعكس رحلة الشاعرة الإبداعية ويقدم رؤى شخصية حول الحياة، والفقد، والحنين، ويُعد إضافة نوعية للمشهد الثقافي الكويتي. ويأتي هذا الإصدار بالتزامن مع احتفالات الكويت عاصمة الثقافة والإعلام العربي، مما يضفي عليه أهمية خاصة.

“صندوق” يفتح نوافذ على الذكريات والتأملات الشعرية

أوضحت الشيخة أفراح أن عنوان الديوان “صندوق” يرمز إلى ذلك المكان الداخلي الذي نختزن فيه أسرارنا وأحلامنا وذكرياتنا، وهو مكان موجود لدى كل شخص. وأشارت إلى أن كل قصيدة في الديوان تمثل محطة من محطاتها الشعرية، وأنها تعبر عن مشاعر عميقة تجاه والدتها الراحلة، والتي تعتبرها مصدر إلهام دائم لها. وأضافت أن القصائد تحمل أيضًا ذكريات عن الأصدقاء والأهل الذين غابوا، والحنين الذي يرافق تلك الذكريات.

الشعر في عصر الرواية

تطرقت الشاعرة إلى وضع الشعر العربي في العصر الحديث، معتبرةً أنه لا يحظى بنفس القدر من الاهتمام الذي تحظى به الرواية. ومع ذلك، أكدت أن هناك جمهورًا مخلصًا يقدر الشعر ويستمتع به، وأن الشعر يتميز بقدرته على التأثير في المشاعر وإثارة الخيال بطريقة فريدة.

وأعربت عن أملها في زيادة الإقبال على قراءة الشعر، مشيرةً إلى أن الشعر يحملنا إلى عوالم أبعد وأكثر اتساعًا من الرواية، فهو مكثف وغني بالمعاني والرموز.

أهمية القراءة في بناء المجتمع

شددت الشيخة أفراح على أهمية تعزيز ثقافة القراءة في المجتمع، بدءًا من الأسرة والمدرسة. وأشارت إلى أن البيت الذي يشجع على القراءة سيخرج أجيالًا محبة للمعرفة، وأن المدرسة يجب أن تولي المكتبة اهتمامًا خاصًا وتجعلها جزءًا أساسيًا من المناهج الدراسية.

وأكدت على ضرورة التعاون بين البيت والمدرسة والمجتمع المدني لغرس حب القراءة في نفوس الأطفال والشباب، مشيرةً إلى أن القراءة هي أساس التنمية الفكرية والثقافية للمجتمع. وتعتبر القراءة وسيلة أساسية لتشكيل العقول وبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة.

الإقبال النسائي على الديوان

لاحظت الشيخة أفراح إقبالًا ملحوظًا من النساء على شراء ديوانها “صندوق” مقارنة بالرجال. وعبرت عن تمنيها أن يحظى الديوان بإقبال متساوٍ من الجنسين، معتبرةً أن الشعر موجه إلى الجميع بغض النظر عن الجنس.

ورجحت أن يكون سبب الإقبال النسائي هو طبيعة القصائد التي تتناول مشاعر شخصية وحياتية قد تكون أقرب إلى تجارب النساء. لكنها أكدت أن الشعر يبقى شعرًا، وأن قيمته لا تتأثر بجنس القارئ.

معرض الكتاب الكويتي وعاصمة الثقافة

أعربت الشيخة أفراح عن تقديرها لجهود القائمين على تنظيم معرض الكتاب في الكويت، مشيدةً بعنوان المعرض لهذا العام “عاصمة الثقافة ووطن الكتاب”. واعتبرت أن هذا العنوان يعكس أهمية الكتاب والثقافة في بناء الوطن وتقدمه.

وأشارت إلى أن الوطن بدون كتاب وقراء هو وطن ضعيف وغريب، وأن القراءة هي التي تساهم في تطوير العقول وبناء مجتمع واعٍ ومثقف.

من المتوقع أن يستمر معرض الكتاب في جذب الزوار والمهتمين بالثقافة والأدب، وأن يشكل منصة مهمة لتبادل الأفكار والمعرفة. وستستمر دار كلمات في توزيع ديوان “صندوق” في مختلف أنحاء الكويت وخارجها، مما يتيح الفرصة لجمهور أوسع للاستمتاع بقصائد الشيخة أفراح. وستترقب الأوساط الثقافية المزيد من الإصدارات الشعرية التي تثري المشهد الأدبي الكويتي.