بسبب الصين سوق الفضة العالمي تواجه خطرا جديدا

يواجه سوق الفضة العالمي تحديات جديدة بعد انخفاض ملحوظ في المخزونات الصينية إلى أدنى مستوياتها في عقد من الزمن. يأتي هذا بالتزامن مع شحنات كبيرة من الفضة إلى لندن، أحد أهم مراكز تداول المعادن الثمينة، بهدف تخفيف الضغوط المتزايدة على الأسعار والتي دفعتها إلى تسجيل مستويات قياسية. وتشير هذه التطورات إلى حالة من عدم الاستقرار في العرض والطلب على الفضة.
أظهرت بيانات بورصة شنغهاي الصينية للعقود الآجلة انخفاضًا كبيرًا في المخزونات، بينما تراجعت أحجام التداول في بورصة شنغهاي للذهب إلى أدنى مستوى لها منذ أكثر من تسع سنوات. هذه المؤشرات تعكس تحولاً في ديناميكيات السوق وتزايد القلق بشأن توافر الفضة.
عام مضطرب في سوق الفضة العالمي
صرح زيغي وو، المحلل في شركة “غينروي” للعقود الآجلة، بأن النقص الحالي في المخزونات الصينية يعزى بشكل كبير إلى زيادة الصادرات إلى لندن. وأضاف أن الوضع قد يشهد تحسناً خلال الشهرين القادمين مع تدفق إمدادات جديدة إلى السوق.
شهدت الفضة هذا العام تقلبات كبيرة، حيث ارتفعت أسعارها بنسبة تصل إلى 80%، مسجلةً بذلك سلسلة من الارتفاعات القياسية. جاء هذا الارتفاع بالتزامن مع زيادة أسعار الذهب، مدفوعًا بتوقعات بشأن سياسات تجارية محتملة.
الأداء القوي لـ الاستثمار في الفضة في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى الطلب القوي من الهند، أسهم في تضييق السوق في لندن. يُعزى ذلك إلى حجز كميات كبيرة من الفضة داخل الولايات المتحدة، مما قلل من المعروض في الأسواق العالمية.
ويشير تراجع المخزونات الصينية إلى أن البلاد قد لا تكون قادرة على تقديم دعم كبير لـ أسعار الفضة في المدى القصير.
وقال دانيال غالي، إستراتيجي السلع في شركة تي دي للأوراق المالية، إن فرض تعريفات جمركية على الفضة قد يؤدي إلى احتجاز الكميات التي وصلت بالفعل إلى الولايات المتحدة، مما سيؤدي إلى تفاقم النقص في السوق العالمي إذا استمرت المخزونات الصينية في الانخفاض.
الضغط قصير الأجل على السوق
أدى انخفاض المخزونات الصينية إلى تجاوز أسعار الفضة الفورية على المدى القريب لعقود الآجلة في شنغهاي، وهي ظاهرة تُعرف بـ “التخلف” أو “backwardation”. يشير هذا التخلف إلى ضغط فوري على العرض.
وعلى الرغم من هذا الضغط، يرى المحللون أن الوضع قد يتحسن مع زيادة المعروض. ويُضاف إلى ذلك ارتفاع الاستهلاك الصيني للفضة في صناعة المكونات المستخدمة في تكنولوجيا الطاقة الشمسية.
أشار وو إلى أن الربع الأخير من العام عادة ما يشهد ذروة الطلب على الفضة لصالح تركيبات الطاقة الشمسية. بالإضافة إلى ذلك، يلفت إلى أن بعض تجار التجزئة الصينيين قد تحولوا إلى شراء الفضة بعد إلغاء بعض الخصومات الضريبية على الذهب.
في الوقت الحالي، يتم تداول عقود الفضة الفورية بسعر يتجاوز 52 دولارًا للأوقية، مسجلةً ارتفاعًا بأكثر من 2%.
من المتوقع أن يستمر سوق الفضة في التذبذب في المدى القصير، حيث يعتمد اتجاه الأسعار على تطورات العرض والطلب العالمي، بالإضافة إلى القرارات السياسية والتجارية المحتملة. يجب على المستثمرين مراقبة البيانات الاقتصادية الصادرة عن الصين والهند، فضلاً عن أي تطورات تتعلق بالسياسات التجارية التي قد تؤثر على الأسعار.




