بعيد ميلاده الـ70.. 9 محطات فارقة في مسيرة “مستر بين” الفنية
من النادر أن يشهد عالم الكوميديا بروز فنان متمكن يستطيع تجاوز حدود اللغة والثقافة ليصبح رمزا عالميا، لكن ذلك توفر في الممثل البريطاني روان أتكينسون، الشهير بشخصية “مستر بين”.
فمنذ ظهوره الأول في سبعينيات القرن الماضي، تمكن أتكينسون من كتابة اسمه بحروف من ذهب في ذاكرة الفن من خلال شخصياته الكوميدية التي تتسم بالذكاء، والتعبير البصري الفريد، وأسلوبه الفريد.
وباستخدام شخصياته التي أضحكت الملايين، مثل “مستر بين” والعميل السري الساخر “جوني إنجليش”، أثبت أتكينسون أنه يمتلك موهبة استثنائية للتنقل بين الكوميديا الجسدية، والحوار الذكي، والأداء الدرامي.
وبمناسبة عيد ميلاده الـ70، نستعرض أبرز 10 لحظات لا تُنسى من مسيرته الفنية.
1- “ليس أخبار التاسعة” (Not the Nine O’Clock News)
- سنوات العرض: 1979-1982
كان هذا البرنامج الكوميدي الساخر بمثابة منصة انطلاق أتكينسون نحو الشهرة، فبفضل أدائه في مشاهد تنوعت بين السخرية السياسية والكوميديا الاجتماعية، أصبح وجها مألوفا لدى الجمهور البريطاني.
لاقى “ليس أخبار التاسعة” نجاحا كبيرا بين الجمهور والنقاد، حيث اعتُبر من أبرز الأعمال التي ساهمت في إعادة تعريف الكوميديا التلفزيونية البريطانية. وأشاد النقاد بالطريقة التي استخدم بها الفريق النكتة لمعالجة القضايا السياسية والاجتماعية، معتبرين أنه برنامج يمزج بين الفكاهة الذكية والرسائل العميقة. كما أثنى الجمهور على أداء روان أتكينسون الذي أظهر موهبته في تقديم الكوميديا البصرية والحوارية، مما ساعده على اكتساب شهرة واسعة.
وكان “ليس أخبار التاسعة” بمثابة مقدمة لظهور برامج مشابهة، مثل “اليوم اليوم” (The Day Today) و”لدي خبر لك” (Have I Got News For You).
حصل البرنامج على عدة جوائز مرموقة خلال فترة عرضه، من أبرزها جائزة “بافتا” لأفضل برنامج ترفيهي خفيف.
2- “بلاكادار” (Blackadder)
- سنوات العرض: 1983-1989
- التقييم: 8.0/10 على “آي إم دي بي”، و100% على “روتن توميتوز”.
- أبرز الممثلين: روان أتكينسون (إدموند بلاكادار)، وتوني روبنسون (بالدريك)، وتيم ماكنيرني (اللورد بيرسي، الكابتن دارلينغ)، وهيو لوري (الأمير جورج، الملازم جورج)، وستيفن فراي (اللورد ميلشيت، الجنرال ميلشيت).
- المخرجون: مارتن شاردلو (الموسم الأول)، وماندي فليتشر (الموسمان الثاني والثالث)، وريتشارد بودن (الموسم الرابع).
“بلاكادار” هو عمل كوميدي يتميز بكوميدياه الذكية وتناوله للحقب التاريخية البريطانية بلمسة فكاهية. فكان في كل موسم، يجسد إدموند بلاكادار (روان أتكينسون) شخصية جديدة في حقبة زمنية مختلفة، بدءا من العصور الوسطى وحتى الحرب العالمية الأولى.
يُعرف بلاكادار بدهائه وسعيه الدؤوب لتحقيق مصالحه الشخصية، بينما يرافقه خادمه المخلص بالدريك (توني روبنسون)، الذي يتميز بالمقابل بسذاجته وولائه.
وتميز أداء أتكينسون في العمل بالقدرة على المزج بين الكوميديا اللفظية والتعبيرية، مما أضفى عمقا وسحرا خاصا على الشخصية. ويُعتبر دور بلاكادار من أبرز أدوار أتكينسون، حيث أظهر من خلاله براعته في التمثيل الكوميدي والدرامي على حد سواء.
حظي “بلاكادار” بإشادة واسعة من النقاد والجمهور، لا سيما الكتابة الذكية والأداء المتميز لطاقم العمل، خاصة الكيمياء الواضحة بين أتكينسون وروبنسون. كما حقق نسب مشاهدة عالية، وأصبح له قاعدة جماهيرية واسعة، مما أدى إلى إنتاج حلقات خاصة وأعمال مرتبطة به في السنوات اللاحقة.
حصل “بلاكادار” على عدة جوائز وترشيحات مرموقة، من بينها جائزة الأكاديمية البريطانية لفنون الفيلم والتلفزيون “بافتا” (BAFTA) لأفضل مسلسل كوميدي، إلى جانب الترشح لجائزة “إيمي”.
3- “مستر بين” (Mr. Bean)
- سنوات العرض: 1990-1995
- التقييم: 8.6/10 على “آي إم دي بي”، و93% على “روتن توميتوز”.
- أبرز الممثلين: روان أتكينسون، وماتيلدا زيغلر، وروبن دريسكول، وماثيو آشفورد.
- المخرجون: جون بيركين، وبول ويلاند، وجون هوارد ديفيز.
لا شك في أن “مستر بين” هو أعظم إسهام فني لأتكينسون. فالمسلسل، الذي يعتمد بشكل أساسي على الكوميديا الصامتة، كان استعراضا مذهلا لموهبته في التعبير الجسدي. كما أن التفاصيل البسيطة، مثل سيارة “ميني كوبر” وحقيبته الشهيرة، أصبحت جزءا من التراث الثقافي الشعبي.
ويتمحور المسلسل الكوميدي حول شخصية مستر بين، الرجل البالغ ذي السلوك الطفولي، الذي يجد نفسه في مواقف يومية بسيطة تتحول بفضل تصرفاته الغريبة إلى مغامرات كوميدية.
وقد حظي المسلسل بإشادة واسعة من النقاد والمشاهدين على حد سواء، حيث أثنوا على الابتكار في الكوميديا والأداء الاستثنائي لأتكينسون. وحقق العمل نسب مشاهدة عالية.
وحصل “مستر بين” على عدة جوائز، من بينها جائزة الكوميديا البريطانية لأفضل برنامج ترفيهي خفيف، كما نال روان أتكينسون جائزة الكوميديا البريطانية لأفضل شخصية تلفزيونية كوميدية عام 1990.
4- “أربعة أعراس وجنازة” (Four Weddings and a Funeral)
- سنة العرض: 1994
- التقييم: 7.1/10 على “آي إم دي بي”، و96% على “روتن توميتوز”.
- أبرز الممثلين: هيو غرانت (تشارلز)، وآندي ماكدويل (كاري)، وكريستين سكوت توماس (فيونا)، وجون هانا (ماثيو)، وسيمون كالو (غاريث)، وروان أتكينسون (الأب غيرالد).
- المخرج: مايك نيويل.
تدور أحداث “أربعة أعراس وجنازة” حول الأعزب البريطاني تشارلز الذي يلتقي الفتاة الأميركية كاري، في سلسلة من المناسبات الاجتماعية تشمل 4 حفلات زفاف وجنازة. ويستكشف الفيلم العلاقات الإنسانية والتعقيدات العاطفية بروح فكاهية وذكية.
وقدم روان أتكينسون في هذا الفيلم دور الأب جيرالد، الكاهن الذي يترأس إحدى حفلات الزفاف. وعلى الرغم من أن دوره كان صغيرا، فإن أداءه أضاف لمسة خاصة، حيث جسد شخصية الكاهن المتوتر وغير المتمرس، مما أدى إلى مواقف طريفة خلال مراسم الزفاف.
وحظي الفيلم بإشادة واسعة من النقاد والجمهور على حد سواء، خاصة النجم هيو غرانت الذي أصبح نجما عالميا بعد “أربعة أعراس وجنازة”. كما أثنى النقاد على التوازن المثالي بين الكوميديا والرومانسية في الفيلم.
وحصل الفيلم على عدة جوائز وترشيحات مرموقة، منها جائزة “بافتا” لفئة أفضل فيلم، الترشح لجائزة الأوسكار عن ذات الفئة، إلى جانب فئة أفضل سيناريو أصلي لريتشارد كيرتس.
5- “الأسد الملك” (The Lion King)
- سنة العرض: 1994.
- التقييم: 8.5/10 على “آي إم دي بي”، و93% على “روتن توميتوز”.
- أبرز الممثلين: ماثيو برودريك (صوت سيمبا الكبير)، وجيريمي آيرونز (صوت سكار)، وجيمس إيرل جونز (صوت موفاسا)، وموييرا كيلي (صوت نالا الكبيرة)، وناثان لين (صوت تيمون)، وإيرني سابيلا (صوت بومبا)، وروان أتكينسون (صوت زازو).
- المخرج: روجر أليرز وروب مينكوف.
أضفى أتكينسون لمسة فكاهية فريدة على شخصية “زازو”، المستشار المتوتر للملك بصوته المميز. وأكسب أداؤه الصوتي الشخصية طابعا حيويا وجعلها واحدة من أكثر الشخصيات المحبوبة في الفيلم.
وحظي “الأسد الملك” بإشادة واسعة من النقاد والجماهير، حيث أثنوا على الرسوم المتحركة المذهلة، والموسيقى المؤثرة، والقصة العميقة.
كما فاز بجائزتي أوسكار لفئة أفضل موسيقى تصويرية لهانز زيمر، وأفضل أغنية أصلية “كان يو فيل ذا لوف تونايت” (Can You Feel the Love Tonight) لكل من إلتون جون وتيم رايس.
كذلك، حاز “الأسد الملك” 3 جوائز “غولدن غلوب” لفئات أفضل فيلم -موسيقي أو كوميدي، وأفضل موسيقى تصويرية، وأفضل أغنية أصلية.
6- “جوني إنجليش” (Johnny English)
- سنة العرض: 2003.
- التقييم: 6.3/10 على “آي إم دي بي”، و33% على “روتن توميتوز”.
- أبرز الممثلين: روان أتكينسون (جوني إنجليش)، وجون مالكوفيتش (باسكال سوفاج)، وناتالي إمبروغليا (لورنا كامبل).
- المخرج: بيتر هاويت.
تميز “جوني إنجليش” بمزجه بين الكوميديا وأجواء أفلام الجاسوسية، معتمدا على أداء أتكينسون البارع في تجسيد شخصية العميل السري غير الكفء، مما أضفى طابعا فكاهيا على المهام الخطيرة التي يتولاها.
ولاقى العمل استقبالا متباينا من النقاد، حيث أشاد البعض بأداء أتكينسون الكوميدي، بينما انتقد آخرون القصة لافتقارها إلى العمق. على الرغم من ذلك، حقق الفيلم نجاحا تجاريا، مما أدى إلى إنتاج جزء لاحق.
7- المشاركة في حفل افتتاح الألعاب الأولمبية في لندن (2012)
قدم أتكينسون أداءً حيًا لشخصية “مستر بين” خلال حفل افتتاح الألعاب الأولمبية التي احتضنتها العاصمة البريطانية لندن صيف 2012، فشارك في عرض مزج بين الفكاهة البصرية والموسيقى.
8- “مايغريت” (Maigret)
- سنوات العرض: 2016-2017.
- التقييم: 7.1/10 على “آي إم دي بي”.
- أبرز الممثلين: روان أتكينسون (المفتش جول مايغريت)، ولوسي كوه (مدام مايغريت)، وشون دينغوال (المفتش جانفييه)، وليو ستار (المفتش لابوانت).
- المخرجون: آشلي بيرس، وجون إيست، وسارة هاردينغ، وثاديوس أوسوليفان.
تجري أحداث مسلسل “مايغريت” بأجواء باريس في خمسينيات القرن الماضي، حيث يتولى المفتش مايغريت التحقيق في قضايا معقدة يتطلب حلها الكثير من الذكاء والدقة. يُعد أداء روان أتكينسون في هذا الدور تحولا كبيرا بالمقارنة بأدواره الكوميدية السابقة، حيث أظهر قدرته على تجسيد شخصية جادة ومعقدة.
وحظي المسلسل بتقييمات متباينة من النقاد، أشاد البعض بأداء أتكينسون واعتبروه مناسبا للدور، في حين رأى آخرون أن المسلسل لم يضف جديدا إلى نسخ سابقة من حكايات مايغريت.
9- “الرجل في مواجهة النحلة” (Man vs. Bee)
- سنة العرض: 2022.
- التقييم: 6.7/10 على “آي إم دي بي”، و74% على “روتن توميتوز”.
- أبرز الممثلين: روان أتكينسون (تريفور بينغلي)، وجينغ لوسي (نينا كولستاد-بيرغنباتن)، وجوليان رايند-تات (كريستيان كولستاد-بيرغنباتن)، وكلوديا بلاكلي (جيس بينغلي)، وإنديا فاولر (مادّي بينغلي).
- المخرج: ديفيد كير.
أعاد هذا المسلسل الكوميدي القصير الذي عُرض على “نتفليكس”، أتكينسون إلى الكوميديا الجسدية التي اشتهر بها عبر شخصية تريفور بينغلي الذي يجد نفسه في مواجهة مستمرة مع نحلة أثناء قيامه بمهمة حراسة منزل فاخر.
ويعتمد “الرجل في مواجهة النحلة” على مواقف هزلية وتصاعدية في الصراع بين تريفور والنحلة، مما يؤدي إلى سلسلة من الأحداث الكوميدية.
حظي العمل بتقييمات متباينة من النقاد والجمهور، فأشاد البعض بقدرة أتكينسون على إحياء الكوميديا الصامتة وإضفاء طابع عصري عليها، بينما رأى آخرون أن القصة بسيطة وتعتمد بشكل كبير على تكرار المواقف.