:
وصلت إلى مطار طرابلس الدولي اليوم السبت جثامين ضحايا الطائرة الليبية المنكوبة، في حادث أثار حزناً واسعاً في البلاد. وقد أقيم حفل تأبين رسمي وشعبي لتوديع رئيس الأركان الليبي محمد الحداد ومرافقيه الأربعة، الذين لقوا حتفهم في تحطم الطائرة قرب أنقرة التركية يوم الثلاثاء الماضي. وتتجه الأنظار الآن نحو نتائج التحقيق المشترك بين ليبيا وتركيا لتحديد الأسباب الدقيقة للحادث.
تفاصيل الحادث ووصول الجثامين
تحطمت الطائرة الخاصة التي كانت تقل الوفد العسكري الليبي بعد حوالي ربع ساعة من إقلاعها من مطار أسين بوغا في أنقرة، أثناء توجهها إلى طرابلس. وأكد وزير الداخلية التركي، علي يرلي قايا، العثور على حطام الطائرة على بعد كيلومترين من قرية كسيك كاواك. وقد تم انتشال الصندوقين الأسودين للطائرة لبدء التحليل الفني.
وصلت الجثامين إلى مطار طرابلس الدولي وسط استقبال حافل من المسؤولين والشعب الليبي. وأقيم حفل تأبين رسمي حضره رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، ورئيس الحكومة الليبية، عبد الحميد الدبيبة، بالإضافة إلى عدد كبير من المسؤولين العسكريين والمواطنين.
مشاركة رسمية وشعبية في التأبين
عبر رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، عن حزنه العميق لوفاة “نخبة من أبناء ليبيا البارزين”، مشيداً بإخلاصهم وتفانيهم في خدمة الوطن. وأعلن عن ترقيته لرئيس الأركان الراحل، محمد الحداد، ورئيس أركان القوات البرية، الفيتوري غريبيل، تقديراً لجهودهما.
من جانبه، أكد رئيس الحكومة، عبد الحميد الدبيبة، أن التحقيق في حادث الطائرة الليبية يجري بأقصى درجات الجدية والمسؤولية بالتعاون الوثيق مع الجانب التركي. وشكر الدبيبة جميع المسؤولين الذين شاركوا في مراسم التأبين، وكذلك القادمين من تركيا ودول أخرى، على وقوفهم مع ليبيا في هذا الظرف العصيب.
أسباب الحادث والتحقيقات الجارية
وفقاً لمسؤولين ليبيين، فإن السبب الأولي لتحطم الطائرة يعود إلى عطل فني. ومع ذلك، لا تزال التحقيقات مستمرة لتحديد الأسباب الدقيقة للحادث بشكل قاطع. وتجري السلطات الليبية بالتعاون مع الجانب التركي تحليلاً شاملاً لجميع جوانب الحادث، بما في ذلك الصندوقين الأسودين وسجلات الطائرة.
وكان الوفد الليبي رفيع المستوى في طريقه إلى طرابلس بعد إجراء محادثات عسكرية مهمة في أنقرة، بهدف تعزيز التعاون العسكري والأمني بين البلدين. وتأتي هذه المحادثات في إطار الجهود الليبية لتعزيز قدراتها الدفاعية وتحقيق الاستقرار في البلاد. وتشمل مجالات التعاون المحتملة التدريب وتبادل الخبرات وتوفير المعدات العسكرية.
تعتبر هذه الحادثة خسارة فادحة للجيش الليبي، حيث فقدت البلاد قيادات عسكرية بارزة. وتشير التقارير إلى أن رئيس الأركان محمد الحداد كان له دور فعال في جهود توحيد المؤسسة العسكرية الليبية.
تداعيات الحادث وتوقعات مستقبلية
من المتوقع أن تستمر التحقيقات في حادث الطائرة المنكوبة لعدة أسابيع، وقد تستغرق وقتاً أطول إذا لزم الأمر. وستقوم اللجنة المشتركة بإعداد تقرير مفصل عن نتائج التحقيق، والذي سيتم تقديمه إلى السلطات المعنية في البلدين.
بالإضافة إلى ذلك، من المرجح أن يتم إجراء مراجعة شاملة لإجراءات السلامة الجوية في ليبيا، بهدف منع وقوع حوادث مماثلة في المستقبل. وتشمل هذه المراجعة فحص الطائرات والصيانة والتدريب وتأهيل الطيارين.
في الوقت الحالي، لا تزال الأجواء محيطة بالحادث مشحونة بالحزن والأسى. ويتوقع أن تشهد ليبيا فترة حداد رسمية تكريماً لضحايا الحادث. وستركز الحكومة الليبية على تقديم الدعم اللازم لأسر الضحايا وتخفيف معاناتهم.
يبقى متابعة نتائج التحقيق وتوصياته أمراً بالغ الأهمية، بالإضافة إلى مراقبة الإجراءات التي ستتخذها السلطات الليبية لتحسين السلامة الجوية وتعزيز التعاون العسكري مع الدول الشقيقة والصديقة.
