بوعركي: العنصر البشري الدرع الوقائية الأولى في مواجهة الهجمات الإلكترونية

نظمت السفارة الأمريكية في الكويت ملتقى هامًا حول الأمن السيبراني، وذلك ضمن فعاليات أسبوع ريادة الأعمال العالمي. يهدف هذا الملتقى إلى رفع مستوى الوعي بالمخاطر المتزايدة للهجمات الإلكترونية، وتعزيز التعاون وتبادل الخبرات في مجال الحماية الرقمية، خاصةً مع تزايد الاعتماد على التكنولوجيا في مختلف القطاعات. وقد شارك في الملتقى نخبة من الخبراء والمختصين في مجال الأمن السيبراني والابتكار الرقمي.
عُقد الملتقى في الكويت، واستضافه قسم الدبلوماسية العامة التابع للسفارة الأمريكية. ضم الفعاليات مجموعة من الجلسات والنقاشات التي تناولت أبعادًا مختلفة للأمن السيبراني، بدءًا من التحديات الحالية وصولًا إلى الفرص المستقبلية. وقد شدد المشاركون على أهمية الاستثمار في تطوير القدرات البشرية والتكنولوجية لمواجهة التهديدات المتطورة.
أهمية الأمن السيبراني في الكويت والعالم
أكد اللواء الركن المتقاعد محمد بوعركي، الرئيس السابق للمركز الوطني للأمن السيبراني، أن الأمن السيبراني لم يعد مجرد قضية تقنية، بل أصبح مكونًا أساسيًا للأمن القومي. وأشار إلى أن استهداف البنية التحتية الحيوية كالطاقة والنقل والاتصالات، بالإضافة إلى القطاعات المالية والصحية والتعليمية، يمكن أن يؤدي إلى أضرار جسيمة.
تزايد التهديدات السيبرانية
أوضح بوعركي أن التهديدات السيبرانية تتزايد في التعقيد والانتشار، وأن جميع الدول معرضة للخطر بغض النظر عن مستوى تطورها التكنولوجي. وذكر أن الهجمات الإلكترونية يمكن أن تأتي من جهات مختلفة، بما في ذلك دول أجنبية ومنظمات إجرامية وأفراد ذوي دوافع خبيثة. وشدد على ضرورة الاستعداد المسبق والتصدي لهذه الهجمات بشكل فعال.
دور الذكاء الاصطناعي والمسؤولية الأخلاقية
تطرق النقاش إلى الدور المتزايد للذكاء الاصطناعي في مجال الأمن السيبراني، سواء في تطوير أدوات الهجوم أو الدفاع. وأشار بوعركي إلى أهمية مراعاة الجوانب الأخلاقية في استخدام الذكاء الاصطناعي، وتجنب استخدامه في أغراض ضارة أو مسيئة.
بالإضافة إلى ذلك، لفت إلى أن العنصر البشري يظل هو خط الدفاع الأول ضد الهجمات الإلكترونية. وأكد على أهمية تدريب وتأهيل الكوادر الوطنية في مجال الأمن السيبراني، وتوعية المستخدمين بأفضل الممارسات لحماية بياناتهم وأجهزتهم. والخطر الأكبر يكمن في الهندسة الاجتماعية التي تستهدف المستخدمين بأنفسهم.
مشاريع التحول الرقمي وحماية البيانات
شدد المتحدثون على ضرورة دمج الاعتبارات الأمنية في جميع مراحل مشاريع التحول الرقمي الكبرى. واشاروا الى أن المشاريع المتعلقة بالحوسبة السحابية، والتي تقوم بها شركات مثل جوجل ومايكروسوفت، تتطلب رؤية أمنية شاملة لحماية البيانات وضمان خصوصيتها. تقييم المخاطر وإجراء اختبارات الاختراق الدورية تعتبر خطوات أساسية في هذه العملية.
الأمن الرقمي (Digital Security) يعتبر من التحديات الرئيسية التي تواجه المؤسسات والأفراد على حد سواء. وظهور تقنيات جديدة مثل البلوك تشين (Blockchain) يضيف طبقة جديدة من التعقيد والفرص لحماية البيانات والمعاملات.
من جهة أخرى، أشارت مشاركات أخرى إلى أهمية تطوير القوانين والتشريعات المتعلقة بالأمن السيبراني، وتحديثها بشكل دوري لمواكبة التطورات التكنولوجية. ويتضمن ذلك تحديد المسؤوليات القانونية للمعتدين، وتوفير آليات فعالة لإنفاذ القانون وحماية حقوق الأفراد.
ورأى المشاركون أن الكويت قد حققت تقدمًا ملحوظًا في مجال الأمن السيبراني، من خلال إنشاء هيئة مستقلة متخصصة، وإطلاق حملات توعية وطنية. واعتبروا هذه الخطوات بمثابة بداية جيدة نحو بناء منظومة أمنية رقمية قوية ومتكاملة. كما أشادوا بالتعاون الوثيق بين الكويت والولايات المتحدة في هذا المجال.
التعاون الدولي في مجال الأمن السيبراني (Cybersecurity Cooperation) أمر بالغ الأهمية لمواجهة التهديدات العابرة للحدود. وتبادل المعلومات والخبرات بين الدول، بالإضافة إلى تنسيق الجهود لمكافحة الجرائم الإلكترونية، يساهم في تعزيز الأمن والاستقرار العالميين.
من المتوقع أن تواصل الهيئة الوطنية للأمن السيبراني جهودها لتطوير وتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني. ومن المقرر أن يتم الإعلان عن تفاصيل هذه الاستراتيجية في الأشهر القليلة القادمة. ويجب متابعة تطورات هذه الاستراتيجية، وتنفيذها بشكل فعال لضمان تحقيق الأهداف المرجوة. وحالياً، تركز الجهود على تطوير البنية التحتية للأمن السيبراني وتعزيز القدرات الوطنية في هذا المجال.





