شهد قطاع العملات المشفرة في الولايات المتحدة اهتمامًا متجددًا في الآونة الأخيرة، بعد قرار الرئيس دونالد ترامب العفو عن تشانغ بينغ تشاو، المؤسس المُدان لمنصة باينانس العملاقة لتداول العملات المشفرة، في 23 أكتوبر الماضي. يأتي هذا القرار في سياق تعهد ترامب بترسيخ مكانة الولايات المتحدة “عاصمة للعملات المشفرة” عالميا.
تعهد ترامب بذلك في مستهل ولايته الثانية، من خلال سلسلة من القرارات والإجراءات الرامية إلى خلق بيئة تنظيمية مناسبة لازدهار قطاع العملات المشفرة. يأتي ذلك تفعيلا لالتزامات ترامب أثناء حملته الانتخابية عام 2024، حيث حصل على دعم قطاع العملات المشفرة لعودته إلى البيت الأبيض.
إعفاءات وتأثيرات على القطاع
أصدر الرئيس ترامب عفوا عن تشانغ بينغ تشاو، وهو أحد أكثر الشخصيات تأثيرا في قطاع العملات المشفرة، بعد سلسلة من إجراءات العفو عن مسؤولين تنفيذيين في قطاع العملات المشفرة. كان تشاو قد تنحى عن منصبه على رأس باينانس عام 2023 بعد إقرار الشركة بالذنب في عدم تطبيق برنامج فعال لمكافحة غسل الأموال.
جاء العفو عن تشاو في إطار صفقة بين وزارة العدل وباينانس، حيث دفع تشاو غرامة قدرها 50 مليون دولار وقضى قرابة 4 أشهر في السجن العام الماضي. بعد العفو عنه، تعهد تشاو ببذل قصارى الجهود “للمساعدة في جعل أميركا عاصمة العملات المشفرة”.
تقلبات وأداء قوي للعملات المشفرة
شهدت العملات المشفرة تقلبات كثيرة، لكنها في الإجمال حققت أداء قويا منذ تولي ترامب مقاليد السلطة على خلفية سياساته الداعمة للعملات الرقمية. يبدو أن بيتكوين قد تعافت بعد انخفاض حاد في أكتوبر الماضي، حيث يتداول سعرها حاليا فوق 105 آلاف دولار.
استقر سعر إيثريوم في حدود 3500 دولار بعد انخفاض بأكثر من 20% في أكتوبر الماضي. وقد حظيت إيثريوم باهتمام بعض المؤسسات المالية الرسمية، مما قد يدعم نموها في المستقبل.
من المتوقع أن يستمر أداء العملات المشفرة في التقلب، مع توقعات بحدوث ارتفاعات جديدة بحلول نهاية العام الجاري أو أوائل عام 2026. يبقى الوضع غير مؤكد، وسيتوقف على عدة عوامل، بما في ذلك السياسات الحكومية والتطورات التكنولوجية.
ستكون الخطوة المقبلة المتوقعة هي إعلان الإدارة الأميركية عن المزيد من الإجراءات التنظيمية لقطاع العملات المشفرة. ستكون هذه الخطوة حاسمة في تحديد مستقبل القطاع وتأثيره على الاقتصاد العالمي.
