“بينك وبين الكتاب”.. معرض الشارقة يجمع 2350 دار نشر من 100 دولة

تحت شعار “بينك وبين الكتاب”، انطلقت فعاليات الدورة الـ44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، مما يؤكد على مكانة الإمارة كمركز ثقافي رائد في المنطقة. يستضيف المعرض، الذي انطلق في 25 نوفمبر 2025، الآلاف من دور النشر والمثقفين من جميع أنحاء العالم، ويهدف إلى تعزيز القراءة والمعرفة ودعم صناعة النشر. ويستمر المعرض حتى 6 ديسمبر 2025، متوقعاً جذب مئات الآلاف من الزوار.
افتتح المعرض حاكم الشارقة، الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، يوم الأربعاء الماضي، بحضور رسمي وشعبي كبير. ويشارك في هذه الدورة أكثر من 2350 دار نشر من 1224 دولة عربية و1126 دولة أجنبية، مما يعكس الطابع العالمي المتزايد لهذا الحدث الثقافي الهام. يشهد المعرض عرض ملايين العناوين المتنوعة، لتلبية اهتمامات القراء من مختلف الأعمار والخلفيات.
أهم فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب 2025
لم يقتصر المعرض على عرض الكتب، بل يشتمل على برنامج ثقافي غني ومتنوع. يتضمن البرنامج أكثر من 1200 فعالية فنية وثقافية، يشارك فيها حوالي 250 مبدعًا ومثقفًا من قارات العالم. وتهدف هذه الفعاليات إلى إثراء الحوار الفكري والثقافي وتعزيز التبادل المعرفي بين الضيوف والزوار.
اليونان ضيف الشرف
تحل اليونان ضيف شرف على المعرض هذا العام، تكريماً لإرثها الحضاري العريق ومساهماتها الكبيرة في الفكر الإنساني. ويستضيف الجناح اليوناني 58 ناشرًا ومؤسسة ثقافية يونانية تعرض ما يقرب من 600 عنوان. يشمل الجناح الوطني اليوناني معرضاً خاصاً بعنوان “الأدب اليوناني.. الرحلة الطويلة”، يسلط الضوء على مسيرة الأدب اليوناني وتأثيره على الثقافة العالمية.
تكريم محمد سلماوي وضيف مميز: ويل سميث
احتفى المعرض بالكاتب والمسرحي المصري القدير محمد سلماوي، ومنحه لقب “شخصية العام الثقافية”، تقديرا لمسيرته الأدبية الممتدة لأكثر من خمسة عقود وإسهاماته القيمة في الحركة الثقافية العربية. بالإضافة إلى ذلك، يستضيف المعرض النجم العالمي ويل سميث في جلسة حوارية يتناول فيها تجربته الفريدة في الكتابة والسينما والموسيقى، مما يضفي المزيد من التنوع على فعاليات المعرض.
تعزيز صناعة النشر والاقتصاد الثقافي
أكد أحمد بن ركاض العامري، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب، أن المعرض يعكس العلاقة العميقة بين الإنسان والكتاب، وأن الشارقة تسعى جاهدة لتوفير تجربة قراءة متكاملة للجمهور. وأضاف أن المعرض يمثل رافداً هاماً للاقتصاد الثقافي في دولة الإمارات العربية المتحدة، ويدعم قطاع النشر والصناعات الإبداعية الأخرى.
في هذا السياق، قال العامري أن الشارقة تهدف إلى أن تصبح مركزاً إقليمياً ودولياً رائداً لصناعة الكتاب، من خلال توفير بيئة محفزة للإبداع والابتكار وتشجيع الاستثمار في هذا المجال الحيوي. يشكل المعرض فرصة فريدة لدور النشر والوكلاء الأدبيين لعرض منتجاتهم والتواصل مع القراء والمهتمين بصناعة الكتاب.
من جانبها، أشارت خولة المجيني، المنسق العام للمعرض، إلى أن هذا الحدث يجسد رؤية الإمارة في جعل الثقافة أساساً للتقدم والازدهار، مما يعزز مكانة الشارقة كوجهة ثقافية عالمية. وذكرت أن المعرض يجذب المفكرين والكتاب والفنانين من جميع أنحاء العالم، مما يساهم في إثراء المشهد الثقافي العربي والعالمي.
وأبدى الكاتب المصري محمد مندور إعجابه بمستوى التنظيم والفعاليات التي يقدمها المعرض، مؤكداً أنه يتجاوز كونه مجرد حدث تجاري، ليصبح احتفالاً حقيقياً بالمعرفة والقراءة. وأضاف أن المعرض يكرس مكانة الشارقة كعاصمة دائمة للكتاب في الوطن العربي والعالم. من بين الأنشطة الإضافية، ينظم المعرض 750 ورشة عمل لتنمية المهارات الإبداعية والمهنية، بما في ذلك الترجمة والكتابة الإبداعية، و”مقهى الشعر” الذي يقدم أمسيات شعرية بثماني لغات.
من المتوقع أن تستمر فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب في جذب المزيد من الزوار والمشاركين في الأيام القادمة، وتعزيز مكانة الإمارة كمركز ثقافي رائد على مستوى العالم. ستركز الهيئة المنظمة على تقييم نجاح المعرض بناءً على عدد الزوار المشاركين، وحجم المبيعات، والتفاعل مع الفعاليات الثقافية، بهدف التخطيط لدورات مستقبلية أكثر تطوراً وإثراءً.





