Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
دولي

تايلند وكمبوديا تخفقان في التوصل لوقف إطلاق النار عقب اجتماع “آسيان”

لم تتمكن تايلند وكمبوديا من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في منطقة الحدود المتنازع عليها، وذلك بعد اجتماع وزراء خارجية دول رابطة أمم جنوب شرق آسيا (آسيان) في كوالالمبور اليوم الاثنين. وتتواصل الاشتباكات العنيفة بين الجانبين منذ ثلاثة أسابيع، مخلفةً خسائر فادحة في الأرواح وتفاقم التوتر الإقليمي، حيث ارتفعت حصيلة القتلى إلى ما لا يقل عن 80 شخصًا، وفقًا لتقارير إخبارية. هذا التطور يعقد جهود السلام المستمرة

يمثل هذا الاجتماع محاولة دبلوماسية ثانية خلال العام الحالي توسط فيها حلفاء من رابطة الآسيان لتهدئة الصراع الحدودي بين الدولتين العضوين. كانت ماليزيا، التي تتولى حاليًا رئاسة الرابطة، والولايات المتحدة الأمريكية قد لعبتا دورًا سابقًا في التوصل إلى هدنة مؤقتة، إلا أن تلك الهدنة لم تصمد أمام استمرار الخلافات العميقة.

تصعيد القتال على الحدود التايلندية الكمبودية

أفاد وزير الخارجية التايلاندي سيهاساك فوانجكيتكيو بأن الاجتماع الذي استمر لساعتين لم يسفر عن أي اتفاق فوري لوقف إطلاق النار. وأضاف الوزير أن بلاده لا تزال منفتحة على التفاوض وتسعى جاهدة للتوصل إلى حل دبلوماسي، مؤكدًا على منح العملية الوقت الكافي.

من المقرر أن يلتقي ممثلون عسكريون من تايلند وكمبوديا يوم الأربعاء المقبل في إقليم تشانتابوري الحدودي لمناقشة تفاصيل وقف محتمل لإطلاق النار، وذلك في إطار اللجنة الحدودية المشتركة. يأتي هذا اللقاء كجزء من الجهود الرامية إلى استعادة الاستقرار في المنطقة المتضررة من القتال.

ووفقًا للمسؤولين التايلانديين، فإن التوصل إلى اتفاق دائم يتطلب اعتراف كمبوديا بمسؤوليتها عن بدء القتال، والإعلان عن وقف فوري لإطلاق النار كخطوة أولى، بالإضافة إلى التعاون في مجال إزالة الألغام الأرضية التي تهدد حياة المدنيين وتعوق جهود التنمية.

تبادل القصف والاتهامات

تصاعدت حدة القتال بشكل ملحوظ في الساعات الأخيرة، حيث تتهم كل من تايلند وكمبوديا الأخرى ببدء الهجمات. أفادت مصادر في وزارة الدفاع الكمبودية بأن طائرات حربية تايلاندية من طراز إف-16 نفذت غارات جوية على قرية بوانغ تراكون الحدودية، دون تقديم تفاصيل حول حجم الأضرار أو الخسائر البشرية.

في المقابل، اتهم المتحدث باسم وزارة الدفاع التايلندية القوات الكمبودية بإطلاق الصواريخ على منطقة أرانيابراتيت في إقليم سا كايو. وأدان الجيش التايلاندي استهداف المناطق المدنية، مشيرًا إلى وجود تقارير تفيد باستخدام المدنيين كدروع بشرية.

ردود الفعل والإدانات الدولية

أعربت العديد من الدول والمنظمات الدولية عن قلقها العميق إزاء تجدد القتال بين تايلند وكمبوديا. ودعت الولايات المتحدة الأمريكية كلا البلدين إلى إنهاء الأعمال العدائية وسحب الأسلحة الثقيلة، وكذلك التعاون في عملية إزالة الألغام وتنفيذ اتفاقيات كوالالمبور للسلام.

يأتي هذا القتال ليقوض الجهود السابقة التي بذلتها ماليزيا والولايات المتحدة للتوصل إلى حل سلمي دائم للنزاع الحدودي. كانت قمة إقليمية في أكتوبر الماضي قد شهدت مشاركة الرئيس ترامب في محاولة لتهدئة التوتر، إلا أن هذه الجهود لم تحقق النجاح المنشود.

النزاع الحدودي: يمتد النزاع الحدودي بين تايلند وكمبوديا لعقود طويلة، حيث يتنازع البلدان على السيادة على مساحة تبلغ حوالي 817 كيلومترًا من الحدود المشتركة. وقد شهدت المنطقة اشتباكات متفرقة في الماضي، تصاعدت بشكل ملحوظ في الأشهر الأخيرة.

من المتوقع أن يعقد مجلس الأمن القومي التايلاندي اجتماعًا عاجلاً اليوم لمناقشة الوضع على الحدود وتقييم الخيارات المتاحة. يبقى الوضع غير مستقر، ومن غير الواضح ما إذا كانت الجهود الدبلوماسية المستمرة ستنجح في التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار. وتعتبر المفاوضات العسكرية المرتقبة يوم الأربعاء نقطة محورية، حيث يمكن أن تحدد مسار الأحداث في الأيام المقبلة. يجب متابعة التطورات الأمنية والإنسانية عن كثب مع استمرار التوترات في المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى