Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
سياسة

تايمز: المسيّرات المجهولة في سماء أوروبا تضع الناتو على المحك

سلّط تقرير في صحيفة تايمز البريطانية الضوء على تصاعد الأنشطة الجوية المريبة في أجواء أوروبا، حيث تتعرض دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) لاختراقات متكررة بمسيّرات يُعتقد أنها روسية. هذا التصاعد في الأنشطة الجوية أثار قلقا أمنيا واسعا في القارة، مما دفع سلاح الجو الملكي البريطاني إلى نشر وحدة متخصصة في مكافحة المسيرات.

ورُصدت المسيرات في 15 دولة من دول الناتو، أبرزها ألمانيا وبلجيكا، وقد حلقت قرب المطارات في أكثر من نصف تلك الحوادث وفوق مواقع عسكرية في ربع الحالات. هذه الحوادث أثارت استنفارا أمنيا واسعا في أوروبا، حيث أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن هذه الهجمات تمثل “حملة منسقة في إطار حرب هجينة”.

تطورات خطيرة في الأنشطة الجوية

التوترات الجوية تعود إلى التاسع من سبتمبر/أيلول الماضي، عندما رصدت رادارات بولندا دخول ما لا يقل عن 19 طائرة مسيّرة من أوكرانيا وبيلاروسيا. في ذلك الوقت، تحركت الطائرات البولندية والسويدية والهولندية وأسقطت 3 منها فقط قبل انسحاب البقية. رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك وصف الحادث بأنه “تهديد مباشر لأوروبا”، وأعلن تفعيل المادة الرابعة من معاهدة الناتو.

منذ ذلك الحين، سُجل ما لا يقل عن 45 حادثة مماثلة قرب المطارات، و23 قرب منشآت عسكرية، و6 في محيط منشآت حيوية أخرى. الحوادث شملت رصد طائرة مسيرة تم إسقاطها قرب قاعدة أميركية في إستونيا، ورصد أسراب من المسيرات فوق ميناء ألماني. تحليق مسيرات لثلاث ليال متتالية فوق قاعدة عسكرية بلجيكية زاد من المخاوف الأمنية.

تحليل المختصين للحوادث الجوية

نيشيتا غوركوف، خبير في مركز أكليد لمراقبة النزاعات، أشار إلى أن معظم الأدلة تشير إلى أن المسؤول عن الحوادث هو روسيا. دقة الطيران دليل على عمل مشغّلين محترفين تابعين لدولة ما. الدبلوماسي الروسي السابق بوريس بونداريف أكد أن الرئيس فلاديمير بوتين يسعى عبر هذه العمليات إلى صرف الاهتمام الدولي عن أوكرانيا.

كير جايلز، الزميل في برنامج روسيا بمعهد تشاتام هاوس، قال إن “أكثر ما يقلق هو مدى عدم استعداد المطارات الأوروبية لمواجهة هذه التهديدات”. روسيا رصدت فجوة هائلة في منظومة الدفاع عن البنية التحتية الحيوية في أوروبا، واكتشفت أنها تستطيع تنفيذ هذه الهجمات من دون أي تكلفة أو عقاب.

غوركوف أضاف أن الوضع مثير للتوتر إلى حد كبير، فهو يمثل اختبارا لقدرة الدول الأوروبية على الصمود ورد فعلها أمام الاستفزازات الروسية. وأكد أن هذه الحوادث ستتزايد ما لم يتم الرد عليها بحزم. التقرير يشير إلى ضرورة اتخاذ إجراءات أمنية مشددة لمواجهة التهديدات الجوية المتزايدة.

في الختام، يتوقع أن تستمر التوترات الجوية في أوروبا، مع تزايد الحوادث والاستفزازات الروسية. الدول الأوروبية مطالبة باتخاذ إجراءات سريعة وحازمة لمواجهة هذه التهديدات، وإعادة تقييم استراتيجياتها الأمنية. التطورات المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مدى قدرة أوروبا على مواجهة هذه التحديات الأمنية المتزايدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى