Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
دولي

تحذير من كارثة إنسانية في جنوب كردفان وصد هجوم للدعم السريع بدارفور

حذّر مسؤول إنساني بارز من تدهور حاد في الوضع الإنساني في ولاية جنوب كردفان السودانية، مع استمرار تدفق النازحين هربًا من القتال. يشهد إقليم أبو كرشولا، تحديدًا، ضغطًا متزايدًا على الموارد المحدودة، مما يثير مخاوف جدية بشأن قدرة المنظمات الإنسانية على تلبية الاحتياجات المتزايدة للسكان المتضررين. وتشير التقارير إلى أن الوضع يزداد سوءًا بوتيرة سريعة.

أفاد محمد إسماعيل، مفوض العون الإنساني بمحافظة أبو كرشولا، بأن المدينة تستقبل أعدادًا متزايدة من النازحين الفارين من المعارك الدائرة في أنحاء الولاية. وأشار إلى أن المساعدات الإنسانية المتوفرة حاليًا لا تكفي لتغطية حتى الاحتياجات الأساسية للوافدين الجدد، مما يضعهم في وضع بالغ الخطورة. ويواجه النازحون تحديات كبيرة في الحصول على الغذاء والمياه والرعاية الصحية.

تدهور الوضع الإنساني في جنوب كردفان

وصف إسماعيل الأوضاع المعيشية للنازحين بأنها “بالغة الصعوبة”، مؤكدًا أن معظم المنظمات الإنسانية قد غادرت المنطقة، ولم يتبق سوى منظمتين تعملان بقدرات محدودة للغاية. هذا النقص الحاد في الموارد يفاقم معاناة آلاف الأسر، وخاصة النساء والأطفال وكبار السن، الذين يشكلون الفئة الأكثر ضعفًا. الوضع الإنساني يتطلب تدخلًا عاجلاً.

وأضاف أن استمرار القتال في مناطق واسعة من جنوب كردفان ينذر بمزيد من النزوح في الأيام القادمة، خاصة مع عدم وجود استجابة إنسانية كافية لتلبية الاحتياجات المتزايدة. وتشير التقديرات إلى أن عدد النازحين قد يرتفع بشكل كبير إذا لم يتم اتخاذ إجراءات فورية لوقف القتال وتوفير المساعدات اللازمة.

اشتباكات عنيفة وتصعيد عسكري

وفي سياق متصل، أعلنت القوة المشتركة للحركات المسلحة في دارفور، التي تدعم الجيش السوداني، أنها تصدت لهجمات شنّتها قوات الدعم السريع في مناطق شمال ولاية شمال دارفور. وتهدف هذه الهجمات، وفقًا للبيانات الصادرة، إلى فرض السيطرة بالقوة على المناطق الاستراتيجية.

وأفادت القوة المشتركة بأن قوات الدعم السريع كثفت هجماتها على مناطق مثل أبو قمرة ومحيطها، مستهدفةً المدنيين والنازحين الفارين من مدينة الفاشر. وتشمل هذه الهجمات عمليات إحراق للقرى ونهب للممتلكات، بالإضافة إلى ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان. النزوح القسري يمثل تحديًا إضافيًا.

وأكدت القوة المشتركة أنها تمكنت، بالتنسيق مع الجيش السوداني والمقاومة الشعبية، من إفشال الهجوم وإجبار المهاجمين على التراجع، مع تكبيدهم خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات. ومع ذلك، تشير التقارير إلى أن قوات الدعم السريع حاولت تجديد الهجوم، لكنها واجهت مقاومة شرسة من القوات المدافعة.

يأتي هذا التصعيد العسكري في وقت تشهد فيه ولايات دارفور وكردفان أوضاعًا أمنية وإنسانية متدهورة. وقد أدى القتال المستمر إلى نزوح عشرات الآلاف من الأشخاص، مما فاقم الأزمة الإنسانية في البلاد. الأزمة الإنسانية تتطلب حلولاً عاجلة.

ومنذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، قُتل عشرات الآلاف ونزح حوالي 13 مليون شخص داخل السودان وخارجه، مما يجعلها واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم. وتشير التقديرات إلى أن الوضع قد يتدهور بشكل أكبر إذا لم يتم التوصل إلى حل سياسي ينهي القتال ويسمح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين.

من المتوقع أن تستمر الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية في تقييم الوضع على الأرض وتقديم المساعدات الطارئة للنازحين والمتضررين. ومع ذلك، فإن الوصول إلى المناطق المتضررة يظل تحديًا كبيرًا بسبب استمرار القتال وعدم الاستقرار الأمني. وستراقب المنظمات الدولية عن كثب التطورات السياسية والأمنية في السودان، وتدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار وحل الأزمة بالطرق السلمية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى