Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
دولي

حزناً على غزة المنكوبة .. زينة رمضان تهجر منازل القدس والضفة

حل شهر رمضان هذا العام على نحو استثنائي وغير مألوف في القدس والضفة الغربية، نظراً لأنه جاء وغزة جريحة ومكلومة ومنكوبة، فابتعد الأهالي عن مظاهر الاحتفال والزينة، إذ لا مجال لنصبها فيما قطاع غزة يئن تحت وطأة الجراح، ويغرق في ظلام الحرب. حتى موائد الرحمن، اقتصرت على نطاق ضيق، بينما الإقبال على الحلويات والعصائر الرمضانية بدا ضعيفاً على غير العادة، تقديراً لمشاعر وأحاسيس من يصومون في غزة ولا يجدون كسرة خبز تسد رمقهم، أو شربة ماء تروي ظمأهم.

«غزة صامت قبل الجميع، ولم تفطر بعد، والحزن يعم كل بيت وحي وشارع، ولم يبق فيها أماكن للعبادة بعد تدمير مئات المساجد. أهل غزة المنهكون بفعل الحرب، يحل عليهم رمضان حزيناً»، قال المواطن ناصر المشني (48) عاماً، مبيناً أن الحرب قتلت بهجة رمضان هذا العام، وأخفت طقوسه وعاداته الجميلة.

أضاف لـ «البيان»: «من حق أهل القدس والضفة الغربية إحياء مناسك الشهر الفضيل بالعبادة والصيام والصلوات، وتناسي الهموم من خلال تبادل الزيارات وصلة الأرحام، لكن الوازع الداخلي يحتم على الجميع التضامن مع الأهل في غزة، وعكس صورة تضامنية معهم في ظروفهم الصعبة، فلا مجال لتزيين المنازل والساحات العامة وفقاً لما جرت عليه العادة».

مقاعد شاغرة

في الضفة الغربية كذلك، هنالك مقاعد شاغرة على موائد الإفطار، فالعشرات من الشبان قضوا برصاص الجيش الإسرائيلي والمستوطنين في الأحداث الأخيرة التي أعقبت الحرب على غزة، ومن هنا فقد حل رمضان شاحباً على عائلاتهم، الأمر الذي غيب عادات وطقوس الشهر الفضيل.

الشاب عماد دخل الله (32) عاماً من مدينة البيرة، يرى أن مدن الضفة والقدس ليست بعيدة عما يجري في غزة، فهناك عائلات فقدت أبناءها، ما اضطرها لتغيير عاداتها المرتبطة برمضان هذا العام، كما أن الحرب في غزة ألقت بظلالها القاتمة.

يقول دخل الله لـ «البيان»: «حل رمضان صعباً على الأسر المكلومة في غزة والضفة والقدس، ولا مجال للفرح والعودة إلى الحياة الطبيعية إلا بوقف شلال الدم في غزة»، مستذكراً: «رمضان عدا عن كونه شهراً للعبادة فهو مناسبة جميلة تلتقي فيها القلوب، وكنا مع حلول الشهر نزين شوارع رام الله والبيرة والساحات والميادين العامة بحبال الزينة ونضيء الأهلّة والفوانيس». وزاد محمود العنيد: «كنا في كل ليلة من رمضان نحيي عادة المسحراتي كشخصية فلكلورية مرتبطة بتراث الآباء والأجداد، لكن الاقتحامات شبه اليومية للمدن الفلسطينية من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي منعتنا من هذه الطقوس».

وعلاوة على حرب غزة، ألقت الأوضاع الاقتصادية الصعبة بظلالها على الفلسطينيين في الضفة الغربية حيث لا عمل ولا رواتب، والحال ينطبق على القدس التي كانت تنتعش في شهر رمضان مع زحف المواطنين إليها من سائر الأرجاء الفلسطينية.

وتخلو شوارع وساحات مدن الضفة الغربية وشرفات المنازل من الزينة التي اعتاد عليها الفلسطينيون في استقبال شهر رمضان كل عام، بينما تغلب أخبار الحرب وتداعياتها في غزة على حديث العامة، وفقط تصدح مآذن المساجد بالصلوات والدعاء لأهل غزة بأن تزول عنهم الغمة، وتحقن دماؤهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى