ترامب يمارس “ضغوطا كبيرة” للانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق غزة

Published On 6/12/2025
|
آخر تحديث: 23:30 (توقيت مكة)
تزايدت الضغوط الدولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، على جميع الأطراف المعنية للتوصل إلى اتفاق بشأن المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في غزة، وذلك وفقًا لمصادر متعددة. يأتي ذلك بعد فترة من التوترات والانتقادات المتبادلة حول تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق، الذي بدأ في العاشر من أكتوبر الماضي، والذي يهدف إلى تحقيق استقرار دائم في المنطقة.
أفادت صحيفة يسرائيل هيوم الإسرائيلية، نقلاً عن مصدر لم يتم الكشف عن هويته، بأن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تبذل “ضغوطًا كبيرة” لتفعيل المرحلة الثانية من الاتفاق في أقرب وقت ممكن. وتشير الصحيفة إلى أن ترامب يحرص على رؤية تقدم ملموس في هذا الملف، حتى قبل استعادة رفات جميع الجنود الإسرائيليين المفقودين في غزة.
الوضع السياسي وتصريحات الأطراف المعنية بـ وقف إطلاق النار في غزة
في سياق متصل، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى البدء الفوري في تنفيذ المرحلة الثانية من خطة ترامب المقترحة، مع التركيز على ضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية الكامل من قطاع غزة. كما حث على وقف ما وصفه بمحاولات إسرائيل لتقويض حل الدولتين، الذي يعتبره الفلسطينيون أساسًا لأي تسوية عادلة وشاملة.
جاءت دعوة عباس خلال مكالمة هاتفية تلقاها من المستشار الألماني فريدريش ميرتس، حيث أكد على “أهمية تنفيذ خطة الرئيس ترامب من أجل وقف الحرب ووقف نزيف الدم وتخفيف معاناة شعبنا الفلسطيني”. وأردف قائلاً إن “الأولوية الآن هي إنهاء الحصار المفروض على غزة وتسهيل حركة الأشخاص والبضائع”.
التطورات القطرية والمصرية
من جانبهما، شدد كل من قطر ومصر، اللتان لعبتا دورًا رئيسيًا في الوساطة للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، على ضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية وتولي سلطة انتقالية الحكم في القطاع. ودعت قطر إلى نشر قوة استقرار دولية في غزة لضمان الحفاظ على الأمن ومنع أي تصعيد جديد.
وقال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، خلال منتدى الدوحة: “نحن الآن في اللحظة الحاسمة.. لا يمكننا أن نعتبر أن هناك وقفًا لإطلاق النار، إلا بانسحاب إسرائيلي كامل وعودة الاستقرار إلى غزة”. وأضاف أن قطر تعمل بشكل وثيق مع مصر والولايات المتحدة لضمان تنفيذ الاتفاق بشكل كامل وشفاف.
فيما أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري على أهمية الإسراع في نشر قوة استقرار دولية في غزة، قائلاً: “هذه القوة ضرورية لضمان عدم تكرار سيناريوهات العنف والتصعيد التي شهدتها المنطقة في الماضي”. وأضاف أن مصر تواصل جهودها الدبلوماسية المكثفة لإقناع جميع الأطراف بالالتزام ببنود الاتفاق.
بعيدًا عن وقف إطلاق النار في غزة، يشهد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني تعقيدات متزايدة، بما في ذلك التوترات في الضفة الغربية والقدس الشرقية. وتعتبر قضية المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة من أبرز العوائق أمام تحقيق سلام دائم.
وفيما يتعلق بالوضع الإنساني في غزة، لا تزال هناك حاجة ماسة إلى توفير المساعدات الغذائية والطبية للمدنيين المتضررين من الحرب. وحذرت الأمم المتحدة من خطر المجاعة في القطاع، داعية إلى رفع الحصار بشكل كامل والسماح بدخول المساعدات الإنسانية دون قيود.
جولة جديدة من المباحثات المحتملة
تشير التقارير إلى أن جولة جديدة من المباحثات قد تعقد خلال الأيام القليلة القادمة، بمشاركة ممثلين عن إسرائيل والفلسطين والولايات المتحدة وقطر ومصر. ومن المتوقع أن تركز هذه المباحثات على التفاصيل المتعلقة بالمرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في غزة، بما في ذلك آليات الانسحاب الإسرائيلي وتشكيل الحكومة الانتقالية ونشر قوة الاستقرار الدولية.
يبقى مستقبل وقف إطلاق النار في غزة محاطًا بالغموض، نظرًا للعديد من العوامل المتداخلة والمعقدة. ويتوقف نجاح الاتفاق على مدى استعداد جميع الأطراف لتقديم تنازلات وتحمل مسؤولياتهم. ومن بين أبرز التحديات التي تواجه عملية السلام: الثقة المفقودة بين الطرفين، والخلافات حول الحدود والقدس، والوضع الإنساني المتردي في غزة.
من المتوقع أن يستمر الضغط الدولي على الأطراف المعنية لتحقيق تقدم ملموس في ملف وقف إطلاق النار في غزة، وذلك بهدف تجنب أي تصعيد جديد وتقويض الجهود المبذولة لإعادة بناء القطاع وتحسين الظروف المعيشية لسكانها. ويجب مراقبة التطورات الجارية عن كثب، خاصة فيما يتعلق بموقف الحكومة الإسرائيلية من تنفيذ بنود الاتفاق.





